Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

ليس عدد الخطوات فقط.. كيف يؤثر أسلوب المشي اليومي على الصحة؟

أظهرت دراسة حديثة أن المشي، حتى بكميات معتدلة، يمكن أن يحسن بشكل كبير الصحة العامة ويقلل من خطر الوفاة المبكرة وأمراض القلب والأوعية الدموية. وركزت الدراسة على البالغين قليلي النشاط، الذين يمشون أقل من 8000 خطوة يوميًا، ووجدت أن الفوائد لا تعتمد فقط على عدد الخطوات، بل على كيفية توزيعها على مدار اليوم.

أجريت الدراسة، التي نُشرت نتائجها مؤخرًا، على بيانات أكثر من 33 ألف شخص بالغ من خلال البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank). وقد كشفت التحليلات عن ارتباط وثيق بين نمط المشي والنتائج الصحية طويلة الأجل، مما يؤكد أهمية النشاط البدني المنتظم.

أهمية مدة جلسات المشي المتواصلة

وفقًا للدراسة، فإن إطالة مدة جلسات المشي المتواصلة لها تأثير إيجابي كبير على الصحة. فقد تبين أن المشي على فترات متواصلة يقلل بشكل ملحوظ من خطر الوفاة لأي سبب، بالإضافة إلى الحد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالمشي على دفعات قصيرة متفرقة.

استمرت متابعة المشاركين في الدراسة لمدة عشر سنوات تقريبًا، مما سمح للباحثين برصد العلاقة بين نمط المشي والنتائج الصحية على المدى الطويل. ووجدوا أن خطر الوفاة الإجمالي انخفض بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يمشون في جلسات متواصلة لمدة 15 دقيقة أو أكثر.

تأثير المشي على صحة القلب

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة فوائد واضحة لصحة القلب. فقد انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل ملحوظ مع زيادة مدة المشي المتواصل. وهذا يشير إلى أن النشاط البدني المنتظم، حتى لو كان بسيطًا مثل المشي، يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من هذه الأمراض.

النشاط البدني، بشكل عام، له فوائد جمة على الصحة، ولكن هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية نمط المشي نفسه. فالمشي المتواصل يبدو أكثر فعالية من المشي المتقطع في تحقيق الفوائد الصحية المثلى.

الاستفادة الأكبر لدى ذوي النشاط المنخفض

أظهرت النتائج أن الأشخاص ذوي النشاط المنخفض جدًا، أي الذين لا يتجاوز مشيهم اليومي خمسة آلاف خطوة، هم الأكثر استفادة من جلسات المشي الطويلة. وهذا يشير إلى أن الجودة، وليس الكمية فقط، مهمة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون حياة خاملة. التمارين الرياضية، حتى البسيطة منها، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.

وتؤكد هذه الدراسة أن المشي ليس مجرد حركة عابرة، بل هو نشاط صحي يتفاوت تأثيره حسب انتظامه ومدى استمراريته. لذا، يمكن القول إن إدماج فترات مشي متواصلة ولو لمرة واحدة يوميًا، قد يكون مفتاحًا لتعزيز الصحة وإطالة العمر، دون الحاجة بالضرورة إلى زيادة إجمالي عدد الخطوات.

في حين أن الدراسات السابقة ركزت بشكل كبير على عدد الخطوات اليومية، فإن هذه الدراسة تقدم منظورًا جديدًا حول أهمية كيفية توزيع هذه الخطوات. الصحة العامة تستفيد من هذه المعرفة الجديدة.

المصدر: ساينس ديلي

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة