قال خبراء إن إسفنجات المطبخ المستخدمة عادة في التنظيف اليومي، قد تحتوي على بكتيريا ضارة يمكن أن تؤدي إلى أمراض تهدد الحياة مثل الالتهاب الرئوي وفشل الكلى.
تعتبر أدوات التنظيف هذه بمثابة أرض خصبة لتكاثر البكتيريا ويجب استبدالها بانتظام لتجنب المخاطر الصحية الخطيرة.
قال الدكتور محمد هاريس، استشاري أمراض الرئة في مستشفى ميدكير الشارقة: “توجد آلاف البكتيريا على إسفنجة المطبخ، وهذه حقيقة مثبتة. تظل الإسفنجة رطبة، مما يسمح للبكتيريا بالتكاثر بسرعة كبيرة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى”.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
وأكدت دراسة أجراها باحثون من جامعة الشارقة عام 2020، أن إسفنجات المطبخ ملوثة بشدة بالبكتيريا المسببة للأمراض، مما يزيد من خطر تلوث الأغذية والإصابة بالعدوى المحتملة.
البكتيريا الموجودة في الإسفنج
وأشارت الدكتورة شرين محمد حمدان، أخصائية طب الأسرة في مركز برجيل الطبي بالشامخة، إلى أنواع البكتيريا الضارة التي تتواجد بكثرة في إسفنجات المطبخ، مثل الإشريكية القولونية (إي كولاي)، والسالمونيلا، والمكورات العنقودية الذهبية، والتي تشكل جميعها مخاطر صحية كبيرة.
وقال الدكتور حمدان: “غالبًا ما ترتبط البكتيريا الإشريكية القولونية والسالمونيلا بالعدوى المعدية المعوية، في حين يمكن أن تسبب المكورات العنقودية الذهبية التهابات جلدية قد تصبح شديدة وتدخل مجرى الدم إذا لم يتم علاجها”.
دكتورة شيرين محمد حمدان
خطر التلوث المتبادل
قالت نيثا جهافيري، وهي طبيبة متخصصة في الطب الوظيفي في ويلث، إن التلوث المتبادل هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل إسفنجات المطبخ أرضًا خصبة لتكاثر البكتيريا. وأضافت: “يستخدم العديد من الأشخاص نفس الإسفنجة في مهام مختلفة – غسل الأطباق، وتنظيف الخضروات، وحتى تنظيف اللحوم النيئة. ثم يستخدمون نفس الإسفنجة لمسح أسطح المطبخ والثلاجات، مما يؤدي إلى زيادة انتشار التلوث”.
وتنصح جهافيري بارتداء القفازات أثناء غسل الأطباق لمنع البكتيريا من دخول مجرى الدم عبر الجلد. وأضافت أن الحفاظ على جفاف الإسفنجة أمر بالغ الأهمية. “ضعي الإسفنجة في الميكروويف لمدة 30 ثانية في نهاية كل يوم تقريبًا لإزالة الرطوبة منها”.
ما مدى شيوع العدوى؟
ورغم أن العدوى الناجمة عن إسفنجات المطبخ ليست شائعة للغاية، إلا أن الدكتور حمدان أكد أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة. وقال: “يمكن أن تسبب البكتيريا الموجودة في الإسفنج أمراضًا مثل التهاب المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى أعراض مثل الغثيان والقيء والإسهال. وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تؤدي إلى التهابات الجلد أو التهابات المسالك البولية أو حتى مضاعفات الجهاز التنفسي”.
منع التلوث
ويوصي الدكتور حمدان باستبدال إسفنجات المطبخ كل أسبوع إلى أسبوعين، حسب عدد مرات استخدامها، وتطهيرها بانتظام. ويقول: “إن نقع الإسفنجة في محلول مبيض، أو تسخينها في الميكروويف عندما تكون رطبة، أو غسلها في غسالة الأطباق، كلها طرق فعالة للحد من التلوث البكتيري. ومع ذلك، فإن الخطوة الأكثر أهمية هي استبدال الإسفنجة قبل أن تتاح للبكتيريا فرصة التكاثر”.
بدائل أكثر أمانا
بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى تقليل المخاطر، يقترح الخبراء اختيار بدائل أكثر أمانًا مثل أقمشة الألياف الدقيقة أو منظفات السيليكون أو إسفنج السليلوز. قال الدكتور حمدان: “يمكن غسل أقمشة الألياف الدقيقة بعد كل استخدام، بينما تجف منظفات السيليكون بشكل أسرع ويسهل تطهيرها”.
وتوفر هذه البدائل، إلى جانب ممارسات التنظيف المناسبة، حلولاً أكثر صحية لتنظيف المنزل.
أعراض
وفي حالة التعرض للبكتيريا الضارة من إسفنجة المطبخ، قد يعاني الأفراد من أعراض مشابهة للأمراض المنقولة عن طريق الغذاء. وقال الدكتور حمدان: “الأعراض مثل الغثيان والقيء وآلام البطن والإسهال والحمى هي مؤشرات شائعة للإصابة بعدوى بكتيرية”.
وأضافت أن “الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة يجب أن يكونوا على دراية خاصة بالتهابات الجلد، والتي يمكن أن تظهر على شكل احمرار أو تورم أو آفات مؤلمة. وإذا استمرت أي من هذه الأعراض أو تفاقمت، فإن طلب المشورة الطبية أمر ضروري”.