الصورة: مقدمة
تم بنجاح إزالة ورم ضخم – أكبر من مقلة عينها – من خلف العين اليمنى لامرأة مسنة تبلغ من العمر 58 عامًا، بعد عملية جراحية دقيقة للغاية استغرقت ساعة واحدة، مما منعها من الإصابة بالعمى.
التحدث إلى صحيفة الخليج تايمز خلال عطلة نهاية الأسبوع، قالت المغتربة الفلبينية ماريا: “أستطيع الآن الرؤية بعيني بشكل أفضل بكثير. في السابق، لم أكن أستطيع الرؤية بعيني اليمنى، وفي كل صباح بعد الاستيقاظ، كنت أشعر بعدم الارتياح عند فتح عيني. كما بدأت أفقد الرؤية بعيني اليمنى وأصبح من الصعب علي الرؤية بعيني اليمنى”.
أجريت العملية قبل بضعة أشهر في مستشفى ميدكير الشارقة.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
قال الدكتور فيروز بي إم، جراح تجميل العيون ومتخصص في سرطان العيون، إن “المريضة عانت من فقدان البصر وثقل حول عينها اليمنى لمدة شهر تقريبًا عندما ذهبت لزيارة طبيب العيون”.
وقال الخبير الذي قاد الفريق الجراحي: “تم إجراء أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، واكتشف الفريق الطبي وجود آفة داخل العين بيضاوية الشكل واضحة المعالم في محجر العين الأيمن، مما يشير إلى احتمال وجود ورم وعائي كهفي. وتم إزالة ورم ضخم يبلغ قياسه 35 × 30 مم – أكبر من مقلة عينها التي يبلغ حجمها 24 مم – بنجاح”.
وقال الدكتور فيروز إن الورم الدموي الكهفي “هو ورم وعائي حميد. وهو أحد أكثر الأورام الحميدة شيوعًا التي تنمو في محجر العين. ومن المعروف أنه ينمو ببطء، ولكن عندما يقع في مناطق حرجة بالقرب من العصب البصري يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر أو العمى على المدى الطويل. وفي حالة المريضة (ماريا)، كان الورم يضغط على العصب البصري، مما يهدد بصرها”.
الدكتور فيروز ب م
قبل الجراحة، تسبب الورم في بروز العين إلى الأمام وهدد رؤية ماريا من خلال الضغط على العصب في الجزء الخلفي من العين. وقال الدكتور فيروز إن الجراحة كانت تعتمد على شق مجهري داخلي في العين – وهو النهج الجراحي الأول من نوعه في المستشفى.
“كنت أرتدي النظارات في كل مرة”
“بدأت ألاحظ الفرق في حجم عيني في الثلاثينيات من عمري، عندما أتيت إلى دبي منذ حوالي 24 عامًا”، قالت ماريا. “كنت أشعر بعدم الراحة في عيني عندما أستيقظ في الصباح. اعتدت ارتداء النظارات في كل مرة حتى لا يلاحظ أحد أن حجم عيني يبدو مختلفًا. ومع ذلك، ساءت الأمور منذ بضعة أشهر وبدأت أعاني تدريجيًا من مشاكل في الرؤية لدرجة أنني قررت أخيرًا استشارة طبيب العيون”.
وأضافت ماريا، التي لديها أربعة أبناء بالغين يعيشون في الفلبين وجميعهم متزوجون، “بعد العملية الناجحة، أكد لي الأطباء أن الورم لن ينمو مرة أخرى. ولكن لأنني بلغت من العمر 58 عامًا بالفعل، فقد أوصاني الدكتور فيروز بإجراء جراحة إزالة المياه البيضاء أيضًا حتى لا أعاني من ضبابية الرؤية التي تحدث عادةً بسبب تقدمي في السن”.
“مع تحسن نظري، لا أزال أستطيع مواصلة العمل في شركة تنظيم فعاليات، بل وأستطيع حتى رؤية أحفادي يكبرون”، قالت.
تحت الدراسة الطبية
وفقًا لمجلة جون هوبكنز الطبية، في الوقت الحاضر، “لا يمكن منع التشوهات الكهفية. ويأمل الباحثون أن يصبح الوقاية ممكنة من خلال معرفة المزيد عن الجينات المرتبطة بهذه الأورام”.
وأوضح الدكتور فيروز: “يعد الورم الدموي الكهفي من أكثر أورام العين شيوعًا، حيث يمثل 20% من جميع أورام العين. ورغم أن هذه الأورام عادة ما تكون غير مؤلمة وتنمو ببطء، إلا أنها قد تشكل تحديات خطيرة عندما تقع بالقرب من هياكل حيوية مثل العصب البصري، مما قد يهدد الرؤية”.
وأكدت أن “تشخيص وعلاج أورام العين، وخاصة تلك التي تؤثر على وظيفة الرؤية، يشكل تحديات كبيرة للجراحين. وفي مثل هذه الحالات، فإن التدخل في الوقت المناسب والدقيق أمر بالغ الأهمية لمنع المضاعفات الخطيرة، مثل فقدان البصر”.
وأشار الدكتور فيروز أيضًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء عملية جراحية في مستشفاهم.
وأضافت “نحن سعداء للغاية بأن المريضة استجابت بشكل جيد للعملية الجراحية وتماثلت للشفاء بشكل كامل. وكان النهج المتعدد التخصصات من قبل الطاقم الطبي هو المفتاح لنجاح هذا الإجراء المعقد”.