ناتاشا عباس موجودة في دبي منذ سبع سنوات، وتقول إن الرحلة “الاستثنائية” حتى الآن كانت “مليئة بالتجارب الغنية والإمكانيات التي لا نهاية لها”. المهندسة المدنية البريطانية، التي نشأت في الكويت، هي المؤسس المشارك لشركة North 51، وهي شركة استشارات لإدارة المشاريع في دبي، وتقول إن الإمارات العربية المتحدة أحدثت تحولاً في علاقتها بالمال.
لو كان عليك أن تكتب رسالة إلى المال، ماذا ستقول؟
سأكتب كتابًا، وليس مجرد رسالة، وسيكون عنوانه “فرصة”، وسيبدأ الفصل الأول على النحو التالي: عزيزي المال، أنا ممتن جدًا لكل الطرق التي قضيتها معك خلال السنوات القليلة الماضية. لقد كنت مصدرًا إضافيًا لحياتي، وأثريتها بطرق لا حصر لها. بوجودك بجانبي، كان لي شرف إفساد أهم الأشخاص في حياتي والاستمتاع بأفراح بسيطة.
كيف تشكلت علاقتك بالمال؟
عندما كنت في السادسة من عمري، علمتني عمتي درسًا قيمًا. لقد علمتني أهمية ادخار مصروف الجيب الأسبوعي ومن ثم التبذير في شراء الأشياء التي أريدها لنفسي أو لعائلتي. إحدى الذكريات تبرز بشكل واضح – ادخار مصروف جيبي الأسبوعي لشراء هدية عيد ميلاد والدتي وهي شجرة تفاح خزفية جميلة مقابل 10 دنانير كويتية.
ما هي أعمق تجربة مررت بها فيما يتعلق بالمال؟
أحد أعمق ما أدركته خلال رحلتي مع المال هو أن ارتباطه بالسعادة أكثر دقة بكثير من الفكرة المبسطة المتمثلة في “المزيد من المال، المزيد من السعادة”. وفي حين يلعب الاستقرار المالي بالتأكيد دوراً حاسماً في رفاهتنا بشكل عام، إلا أن هناك نقطة يفشل فيها السعي وراء الثروة وحده في تحقيق الإشباع الحقيقي. في الواقع، لقد أدركت أن الرضا والقناعة الحقيقيين لا ينبعان من الثروة المادية، بل من ثراء تجاربنا، وعمق علاقاتنا، وتحقيق تطلعاتنا. علاوة على ذلك، تعلمت أن إنفاق الأموال على المشاكل، مهما كانت كبيرة، لا يؤدي بالضرورة إلى حلول دائمة.
كيف تعتقدين أن العيش في الإمارات غيّر علاقتك بالمال؟
لقد غرست دولة الإمارات العربية المتحدة في نفسي إدراكًا عميقًا بأن الوقت يساوي المال بالفعل. لقد علمتني البلاد أهمية تحديد أولويات وقتي، والتأكد من قضاء كل لحظة بنية وهدف — سواء كان ذلك في الاستثمار في الخبرات أو التعليم أو النمو الشخصي.
إذا كان بإمكانك أن تعطي طفلك أو نفسك الأصغر نصيحة واحدة عن المال الآن، فماذا ستكون؟
تعلم القيمة الحقيقية للمال لأنه يمتلك القدرة على إحداث تغيير عميق في حياتنا وحياة الآخرين. أنصح باستخدام الأموال بشكل جيد سواء كان ذلك من خلال التبرعات الخيرية أو أعمال الخير أو الاستثمارات في مساعي هادفة، حيث أن لديها القدرة على إحداث تأثير إيجابي في العالم. عندما نمد يد العون للآخرين في وقت حاجتهم، فإن وفرة الكون تعود إلينا عندما نكون في أمس الحاجة إليها. ومن الأمور الأساسية في هذه الفلسفة التعامل مع المال بنفس الاحترام والتقدير الذي نقدمه لصديق موثوق به. من الضروري أن تنفق بالنعمة والرغبة والنية الطيبة.
كم تدخر كل شهر؟
لا أتبع قواعد الميزانية الصارمة مثل قاعدة 50/30/20. بالنسبة لي، الأمر كله يتعلق بحفظ ما يبدو مناسبًا كل شهر.
ما المبلغ الذي تخطط للحصول عليه عندما تبلغ 65 عامًا؟
خطتي هي أن يكون لدي ما يكفي من المال جانبًا عندما أبلغ 65 عامًا، حتى أتمكن من قضاء بعض العطلات كل عام مع عائلتي وأصدقائي الأعزاء. عندما أفكر في مستقبلي المالي، فإن الأمر كله يتعلق بالتأكد من أن لدي الوسائل اللازمة للاستمتاع بتلك اللحظات الثمينة مع الأشخاص الذين أهتم بهم كثيرًا.
اقرأ أيضا: