عندما كان طفلاً نشأ في ليل، وهي مدينة تقع في شمال فرنسا، كان زكريا غضبان، المعروف باسم زاك إيزي في عالم الفن، طفلاً مبكر النضوج. لا مفاجآت هنا! لكن فضول زاك دفعه إلى تخيل العالم بشكل أكثر إبداعًا. كانت الهياكل اليومية التي لا نهتم حتى بالتحديق فيها تنبض بالحياة في خياله عندما يضع القلم والورقة عليها. يتذكر زاك: “كنت أحب الرسم والتلوين. أتذكر أنني كنت أحب الرسم على دفاتر ملاحظاتي في المدرسة أثناء الفصل. كنت أرسم الطبيعة والزهور والكثير من المانجا”.
كما ساعده والده، الذي خاض العديد من المهن، في تعليمه الرسم عندما كان زاك في الثالثة من عمره فقط. واليوم، يعترف الفنان الفرنسي البالغ من العمر 28 عامًا أن الإعجاب بقدرات والده الفنية والرسم والنحت بجانبه ساعده على تجاوز حدود خياله.
قد يكون الروتين مملًا، ولكن ليس إذا أضفت إليه بعض الخيال. عندما أصبح بالغًا، عندما تولى زاك مهنة بدوام كامل كمصمم جرافيك، كان يسافر من مسقط رأسه إلى باريس كل يوم تقريبًا بالقطار. في تلك اللحظة، استحوذ الفن الرقمي على خياله وبدأ عالم جديد تمامًا من الاحتمالات يتجذر. يقول زاك: “كنت مصممًا جرافيكيًا وكنت بحاجة إلى تغذية إبداعي بعيدًا عن ملخصات العملاء والقيود التسويقية. بدأت في إنشاء أول عمل فني لي في القطار أثناء ذهابي وإيابًا بين ليل وباريس. كنت سعيدًا جدًا بنشره على Instagram. أحبه الناس حقًا ودفعوني إلى إنشاء المزيد”.
في فن زاك، تلعب الهياكل دورًا مهمًا. فليس من غير المألوف أن تجد البجع حول Aura Skypool في دبي. كما أنه ليس من غير المعقول أن يوضع برج إيفل في وسط الصحراء. زاك، الذي كان يحلم بأن يكون مهندسًا معماريًا، يخلق فنًا رقميًا يجمع بين الهندسة المعمارية والطبيعة ويغرس فيها الخيال. يقول: “أنا أحب الهندسة المعمارية. أجدها مثيرة للإعجاب ورائعة للغاية. لذلك أردت أن أخلق نوعًا من التاريخ الرائع حول مباني مدينتي، أنت تعرف تلك التي تمر بها كل يوم ولكنك لا توليها الكثير من الاهتمام ولكن تمنحها حياة ثانية من خلال الفن”. “أنا مفتون جدًا بفن الطبيعة. كفنان، أستلهم الكثير من هذا. أعتقد أنه مصدر إلهامي الرئيسي، إنه أساس كل شيء بالنسبة لي”.
ومن السهل أن نفترض أن حب زاك للهندسة المعمارية هو الذي جذبه إلى دبي عندما زار المدينة لأول مرة في عام 2021. ولكن هناك المزيد – الكثير. فقد انجذب الفنان إلى ثلاثة أشياء أصبحت مرادفة لدبي – الفرص والحداثة والتنوع الثقافي. “الفرص لأن العقلية هنا مختلفة تمامًا؛ يتحدث الناس بسهولة عن الأعمال التجارية، وكيفية مساعدة الآخرين، وإعطاء جهات اتصال، وما إلى ذلك. الحداثة بسبب الهندسة المعمارية والخدمة والرؤية المستقبلية. التنوع الثقافي لأنني قابلت العديد من الأشخاص من ثقافات مختلفة وأحببت معرفة المزيد عنهم”.
ولهذا السبب تحظى أعمال زاك الفنية المخصصة لمعالم دبي بمكانة خاصة في مجموعته من الفن الرقمي. تخيل البجع يخرج من برج العرب والدلافين تقفز من إطار دبي. ولأن فنه هو عمل خيالي، فإن معالم دبي تكتسب لمسة خيالية. يقول زاك: “هذا مونتاج صور خالص. أبدأ بصورة وأمزج صورًا مختلفة مع بعضها البعض لتحقيق النتائج المرجوة. أقضي ما بين 10 إلى 20 ساعة لكل صورة وثمانين بالمائة من الوقت ليس لدي أي فكرة عن النتيجة النهائية. أترك إبداعي يتحدث عني وأترك السحر يحدث. كل عمل فني له معنى خاص ونوع من الرسالة”.
لقد حاول العديد من الفنانين الرقميين إعادة تصور دبي. لكن عمل زاك هو تكريم لنوع من الهدوء الذي اكتشفه في مدينة تتحرك بوتيرة سريعة إلى حد ما. يقول زاك: “كانت المرة الأولى التي أتيت فيها إلى هنا لزيارة صديقي باتريك بيلونرو، الذي كان يعيش هنا لسنوات عديدة. كان دائمًا يقول لي: “تعال إلى دبي، أنا متأكد من أنك ستحبها”. لقد كان محقًا تمامًا. بعد ذلك، زرت المدينة 10 مرات في عامين وبدأت أراها بعمق أكبر. بدأت أشعر وكأنني في وطني. وجدت السلام والهدوء في دبي وكأنني أعرف أن هذا هو مكاني”.
يعرض زاك أعماله على وسائل التواصل الاجتماعي رغم أنه يؤكد أن هدفه ليس الانجراف وراء الإعجابات والتفاعل، بل ببساطة عرض ما يقدمه الفنان بداخله. “الأمر كله يتعلق بالقيام بشيء أحبه. برنامج الفوتوشوب هو ملعبي وبدأت في الإبداع لنفسي وتغذية إبداعي بعيدًا عن عملي”.
أما بالنسبة لدبي، فهو لا يزال يأمل أن يجعلها موطنه في وقت ما. ويقول: “دبي تناسبني كثيرًا. أحب الكثير من الأشياء هنا وأرى الكثير من الفرص. أود أن أعرض وأوسع نطاق فني هناك. أريد أن أظهر للعالم كيف أرى دبي من خلال فني”. وبينما بدأ زاك بالفعل التعاون مع الكثير من العلامات التجارية في دبي، إلا أنه يعتقد بقوة أن هذه مجرد البداية. “أريد أن أظهر جانبًا من دبي أراه ولا نراه طوال الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي. جانب يسلط الضوء على الفرص للجميع”.
