يتميز سوق العقارات في الشرق الأوسط في الوقت الحالي بتتطور منقطع النظير، سواء في دبي أو أبوظبي أو الرياض في السعودية أو العالمين ورأس الحكمة في مصر أو قطر أو عمان. جميع هذه الدول ساحلية وتمتلك مدن كاملة على ضفاف البحر تجعلها مدن في غاية الجمال وتمتلك إطلالة مميزة، بجانب التطور التكنولوجي الذي يتم بناء هذه المدن عليه. مما يجعل الاستثمار العقاري في الشرق الأوسط حاليًا واحد من أهم أنواع الاستثمار بشكل عام.
بناء المستقبل خطوة بخطوة
يعتمد التطوير العقاري في الشرق الأوسط حاليًا على دمج التكنولوجيا في كل ما يتعلق بالبناء. سواء في تكنولوجيا البناء نفسها واعتماد أفضل خامات ومقاييس وتخطيط بنائي. أو حتى على مستوى استخدام الذكاء الإصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في كل ما يخص تسيير أمور هذه المدن الجديدة. حيث تعمل المدن الذكية على مواجهة تحديات عدة مثل زيادة الكثافة السكانية والضغط على البنية التحتية. أيضًا التكنولوجيا الحديثة تعالج مشكلات هامة مثل ندرة المياه ومصادر الطاقة خاصة في المدن التي تقام في مناطق صحراوية جديدة.
لذلك تبنت دول مثل الإمارات والسعودية رؤى طموحة جدًا تصل لعام 2030. تتكون هذه الرؤى من خطط استراتيجية هدفها الاستثمار في مشاريع المدن الذكية مثل مدينة نيوم السعودية والمتوقع لها أن تكون أحد المدن الذكية العالمية. تعتمد المدن الذكية بشكل أساسي على الاستدامة والقدرة على الابتكار للوصول إلى هدف التنمية طويلة الأجل. أيضًا مدينة اكسبو دبي والتي تم بنائها عام 2022 كامتداد لحدث اكسبو دبي الذي أقيم عام 2020. مثل هذه المدن تغير النظرة إلى سوق عقارات دبي والسعودية في المستقبل. تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة لهذه المدن مزودة بحساسات تقيس معدل نشاط البشر والمرور، مما يعطي توقعات مستقبلية عن مدى استهلاك الطاقة والازدحام المروري كل هذه المعلومات يتم معرفتها بشكل مستقبلي عن طريق تحليل البيانات الصادرة من هذه المدن الذكية.
الإبداع والاستثمار يلتقيان
المنازل والمدن الذكية أصبحت واقع – حاضر ومستقبل المدن حول العالم. بناء مدينة ذكية تتكون من منازل وطرق وبنية تحتية تعمل بالتكنولوجيا هو نقلة إبداعية وإليكم وصف بسيط لصفات المنزل والمدينة الأذكياء:
المنازل الذكية: الكثير من الناس لا يعرفون معنى منزل ذكي، ولكن التكنولوجيا والتطور الحضاري الحادث الآن جعل هذه المنازل موجودة بالفعل، حيث يمكن لمستخدم المنزل أن يتحكم في منزله عن طريق الهاتف فقط. يمكن للشخص أن يحضر كوب القهوة الخاص به عن طريق ماكينة القهوة قبل أن يصل، يستطيع أن يخفف أحمال الإضاءة بالهاتف، يستطيع غلق المنزل وفتح المنزل بالهاتف. كل شيء كان يتم بشكل يدوي أصبحت للمنازل الذكية القدرة على فعله بنفسها عن طريق أخذ الأمر من الهاتف.
المجتمعات الذكية: حيث الأحياء التي تحيط بالمنازل الذكية تنظف نفسها بنفسها. تخيل حافلات بالكهرباء تقوم بتحميل النفايات أوتوماتيكيا من أمام المنازل، لتقدم شوارع نظيفة، ومساحات خضراء متنوعة. كل هذا يحدث عن طريق وضع قاعدة بيانات ذكية مع استخدام أدوات ذكية تجعل المدينة نظيفة وحضارية ونابضة بالحياة واللون الأخضر.
أماكن العمل: حتى أماكن العمل في المدن الذكية أصبحت أكثر تطورًا، وبدل من مجموعة مكاتب متراصة بجوار بعضها، أصبح هناك مساحات للعمل بحرية، ومصممة بطريقة ذكية لجعل الاتصال بالإنترنت دائم وقوي في جميع أماكن العمل. مما يعطي الحرية للعاملين بالإبداع.
التجارة والتفاعلية: حتى التجارة في المدن الذكية لها مستقبل جديد، فقواعد البيانات توفر على المستهلكين الكثير من البحث، حيث يستفيد البائع من معرفة السلع المرغوبة والمشترى من اماكن تواجد السلع عن طريق توصيات. وتوفر قواعد بيانات المدن الذكية هذه البيانات لغرض معين وهو الحد من استهلاك السلع الغير المرغوبة عن طريق توفير السلع الأكثر رغبة مما يقلل من النفايات ويزيد من كفاءة المتاجر وعملية البيع والشراء.
البنية التحتية لغد أكثر ذكاءً
البنية التحتية هي أهم عامل تطوير في المدن الذكية. البنية التحتية هي كل ما يخص الأساسات في المدينة. سواء وسائل اتصال أو شبكة كهرباء أو شبكة صرف صحي وشبكة مياه، أو محطات طاقة شمسية. أو محطات توليد طاقة. الطرق الكباري وسائل النقل. جميع هذه التفاصيل تندرج تحت بند البنية التحتية. لذلك كلما دخلت التكنولوجيا في تأسيس البنية التحتية، كلما كانت المدينة المؤسسة أكثر ذكاء وقدرة على الاستدامة والتطور على المدى البعيد. وهذا ينعكس على نوعية الحياة والرفاهية والقدرة على التحسن بشكل مستقبلي ودائم،
هناك مزايا عدة في الاستثمار في البنية التحتية، أهمها هو الاستفادة التي ستقع على السكان والمواطنين، سواء من خلال وصول الخدمات الأساسية بشكل جيد ودون انقطاع مثل الكهرباء والماء والاتصالات، أيضًا توفير الطاقة والماء والحفاظ على المناخ، وتسهيل حركات المرور. ولكن يجب أن يدرك المواطنين وشركات التطوير أن البنية التحتية الذكية تحتاج إلى أمن سيبراني هائل، ببساطة لأن في حالة حدوث أي اختراق لنظم المدينة الذكية، معها سيتم التحكم في الكهرباء والماء والاتصالات. والتي تعتبر شريان الحياة بالنسبة لهذه المدن الذكية، لذلك يجب وبصورة أساسية الاهتمام بفكرة الأمن السيبراني فيما يخص المدن الذكية.
ختام
تعتمد المنازل والمدن الذكية بشكل أساسي على البنية التحتية التي تعتمد بشكل أساسي على إدخال النزعة التكنولوجية في كل ما يخص شبكات النقل والكهرباء والاتصال. يعيش حول العالم أكثر من 70% من البشر في المدن والبقية في القرى والأماكن الريفية البعيدة. وهذا يدل على مدى قيمة واحتياج البشر إلى التطور التكنولوجي في المدن الجديدة. التي تعمل على جعل هذه المدن قابلة للصمود بشكل مستديم لأطول فترة ممكنة.