وسط ناطحات السحاب الشاهقة والهياكل المستقبلية ، تفتخر شوارع الإمارات أيضًا بالتعبير الفني الذي يربط بين سكانها
لوحة جدارية آسرة في منطقة التراث في عجمان تخلد ذكرى الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة ، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وإرثه الراسخ. تصوير: محمد سجاد
تشتهر الإمارات العربية المتحدة بهندستها المعمارية الحديثة المذهلة وحياة المدينة الصاخبة. ومع ذلك ، وسط ناطحات السحاب الشاهقة والهياكل المستقبلية ، تفتخر الشوارع هنا أيضًا بالتعبير الفني الذي يربط شعبها بتراثهم وتقاليدهم الغنية.
أصبحت شوارع جميرا في دبي ، على سبيل المثال ، لوحة فنية للإبداع ، مع جداريات تزين مواقع مختلفة ، بما في ذلك المجمعات السكنية ومناطق الجذب السياحي الشهيرة.
تُظهر لوحة جدارية في دبي أمًا تنسج التقاليد الخالدة من خلال شعر ابنتها. الصورة: شهاب
تزين شوارع جميرا قطع فنية مذهلة تظهر أطفالاً إماراتيين يلعبون أرجوحة. الصورة: شهاب
تحمل هذه الجداريات توقيعات فنانين محليين وعالميين أتقنوا فن الجرافيتي الذي اكتسب مكانة رسمية في دبي. لم يعد الأمر مجرد خربشات على الجدران ، بل هو شكل فني نابض بالحياة يتحدث عن الحياة. لعبت “براند دبي” ، الذراع الإبداعية لمكتب دبي الإعلامي ، دورًا مهمًا في الترويج لهذه الظاهرة الإبداعية ، وإنتاج جداريات رائعة في مناطق مختلفة من دبي.
في عالم الألعاب الإماراتية النابض بالحياة ، تُعرف إحدى هذه البهجة باسم الدسيس أو “الغامدة”. في هذه التسلية الممتعة ، يغلق الطفل عيونهم ويبدأ في العد إلى رقم معين بينما يتفرق رفاقهم المرعبون للعثور على أماكن الاختباء المثالية.
لوحة جدارية في أم سقيم تصور لعبة مرحة تسمى خوصة بوسا ، حيث اجتمع الأطفال في دائرة ، يغنون نغمة جذابة بينما يلمسون أصابع بعضهم البعض. عندما يتوقف اللحن ، يغلق الإصبع. تقدم اللعبة متعة لا نهاية لها ، مع العديد من التقلبات المرحة مع الحفاظ على مفهومها الأساسي
بعيدًا عن الرسومات العادية ؛ فهي بمثابة انعكاسات حية للتراث والثقافة الإماراتية. تصور العديد من اللوحات أطفالاً إماراتيين يرتدون الزي التقليدي ، ويقدمون لمحة عن ماضي الأمة وجذور عاداتها. كما تحيي الجداريات المعالم التاريخية ، وتعرض العمارة الآسرة للمباني التراثية الإماراتية القديمة. من خلال التقاط هذه المشاهد على جدران دبي الحديثة ، تعمل الجداريات كجسر بين الماضي والحاضر ، مما يضمن بقاء جيل الشباب على اتصال بجذوره.
يتميز هذا الفن الجداري المذهل بجملة مهيبة – وهي أيقونات رمزية للصحراء ، مصورة برشاقة بتفاصيل معقدة وألوان نابضة بالحياة.
طائر الإمارات الوطني المهيب ، الصقر ، تم التقاطه برشاقة في لوحة جدارية ساحرة في منطقة التراث في عجمان
أحد الجوانب الرائعة لهذه الجداريات هو قدرتها على استحضار ذكريات الطفولة وإحياء الألعاب الشعبية التقليدية التي كان يتمتع بها الأطفال الإماراتيون من قبل. لا يقتصر دور هذه الألعاب على الترفيه فحسب ، بل تعمل أيضًا على تثقيف الشباب حول تاريخ البلاد الغني وعاداتها. بينما يختبر الجيل الحالي هذه التسلية الممتعة المصورة على الجدران ، فإنهم يطورون فهمًا أعمق لأساليب حياة أسلافهم. تلعب هذه اللوحات الجدارية دورًا مهمًا في الحفاظ على هذه التقاليد حية ، مما يضمن انتقال التراث الثقافي من جيل إلى آخر.
تجد “بتولة” ، قناع الموضة ذو المظهر المعدني الذي ترتديه النساء الإماراتيات تقليديًا ، تعبيرًا رائعًا في هذا الفن الجداري.
وهناك لعبة أخرى تُصوَّر على الجدران وهي لعبة “القحف” التي لا تزال تحظى بشعبية بين الفتيات. تتضمن هذه التسلية التقليدية رسم المربعات على الأرض ، أحيانًا بالأرقام ، ثم رمي حجر عليها. يجب على اللاعب المناورة بمهارة على ساق واحدة أثناء دفع الحجر عبر جميع المربعات.
ترمز هذه الأعمال الفنية القوية إلى الاحترام العميق والإعجاب الذي يحمله شعب الإمارات العربية المتحدة لقادته أصحاب الرؤية. من خلال هذه الجداريات ، يتم تخليد إرث المؤسسين في الأماكن العامة ، لتذكير المواطنين بالقيم التي غرسوها في الأمة وإلهام الأجيال القادمة لدفعها إلى الأمام.