أردوغان وشتاينماير الألماني يضحكان أثناء تناول دونر كباب مع تنامي العلاقات

أنقرة – تبادل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الضحك يوم الأربعاء، مما أدى إلى تلطيف الأجواء وسط التوترات التي ميزت العلاقات بين البلدين منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وضحك الزعيمان لفترة وجيزة عندما سأل أردوغان مازحا عما إذا كان هناك أي بقايا من دونر كباب الذي قطعه شتاينماير في إسطنبول كرمز للعلاقات بين الثقافتين الألمانية والتركية.

وقال أردوغان لشتاينماير الذي حاول إظهار مهاراته في وقت سابق من الأسبوع عندما تدرب على تقطيع الطبق التركي المميز: “أعتقد أن كل كباب الشاورما تم تناوله في إسطنبول”. ووصل شتاينماير إلى إسطنبول يوم الاثنين برفقة الشيف برليني من أصل تركي عارف كيليس ومعه 60 كيلوغراما من لحم الكباب كرمز للتنوع والعلاقات الثقافية بين البلدين.

والتقى شتاينماير بأردوغان يوم الثلاثاء في أنقرة في ختام زيارته التي استمرت ثلاثة أيام، والتي تضمنت أيضًا توقفًا في إسطنبول ومقاطعة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا. وكانت المنطقة إحدى المناطق التي تعرضت للزلازل المدمرة العام الماضي.

وتأتي الزيارة، التي تأتي إحياءً للذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين تركيا وألمانيا، خلال ما وصفه الزعيم الألماني بـ “أوقات صعبة للغاية” بالنسبة للعلاقات بين أنقرة وبرلين، بالنظر إلى الفجوة الواسعة بين مواقف البلدين بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس. حرب.

وفي حديثه خلال المؤتمر الصحفي المشترك بعد محادثاتهما، كرر أردوغان انتقاداته لإسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة، لكنه امتنع عن انتقاد برلين بشدة لدعمها لإسرائيل، والذي وصفه في السابق بأنه دفعة لـ “دين نفسي” خلال فترة ولايته. زيارة برلين في نوفمبر.

واتهم أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”تعريض أمن منطقتنا بأكملها للخطر، بما في ذلك مواطنيه، فقط من أجل إطالة حياته السياسية”.

وأضاف: “للأسف، هناك وضع إنساني خطير هناك. وأضاف: “يتعين على أصدقائنا الألمان أن يدركوا ذلك”.

كما تحدث شتاينماير بنبرة منضبطة، وسلط الضوء على النقاط المشتركة بين العاصمتين بشأن الحرب. وقال متحدثا من خلال مترجم: “لا يمكن تحقيق أمن إسرائيل دون منظور سياسي مناسب للفلسطينيين”. “وهذا المنظور السياسي لا يمكن أن يكون إلا حل الدولتين”.

وألمانيا مدافعة صريحة عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وشنت حملة قمع شديدة على الجماعات المؤيدة لحماس في البلاد بعد الحرب. وفي الوقت نفسه، لا تعتبر تركيا حماس منظمة إرهابية، وكثيراً ما يتهم أردوغان إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وشبه نتنياهو بهتلر.

السؤال الأهم في تركيا: مبيعات الدفاع

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، كرر أردوغان طلب بلاده الأساسي من برلين: إزالة قيود المبيعات على صناعة الدفاع التركية.

وقال أردوغان: “نريد الإزالة الكاملة للقيود المفروضة على صناعة الدفاع من علاقاتنا”. وأضاف: “نأمل أن تركز تركيا وألمانيا على مناقشة مشاريع الإنتاج المشترك من الآن فصاعدا، بدلا من مواجهة العقبات، خاصة في مجال الدفاع”.

وتتهم أنقرة برلين بفرض حظر دفاعي فعلي على تركيا بسبب عملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية. وتعتبر تركيا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وهو حليفها الأكبر في الحرب ضد تنظيم داعش، تهديدا لأمنها القومي.

وتعد ألمانيا واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لتركيا، حيث تجاوز حجم التجارة بينها وبين تركيا 50 مليار دولار العام الماضي، وفقا للبيانات الرسمية.

وتسعى تركيا أيضًا للحصول على الضوء الأخضر من ألمانيا لشراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون من اتحاد شركات أوروبي يقوم بتصنيع الطائرات المقاتلة.

وشدد شتاينماير على “أهمية حرية الصحافة وسيادة القانون” لإحراز تقدم في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

جدل الكباب

وكانت زيارة شتاينماير إلى تركيا محملة بالمعاني وتشير إلى مكانة بلاده باعتبارها موطن أكبر جالية تركية في العالم.

بدأت زيارته في محطة سيركيسي للسكك الحديدية في إسطنبول، حيث انطلقت الموجة الأولى من العمال الأتراك إلى ألمانيا في الستينيات. ألمانيا هي موطن لأكثر من 3 ملايين تركي هاجروا إلى البلاد “كعمال ضيوف” أو “Gastarbeiter” باللغة الألمانية.

وضم وفد شتاينماير عائلات العمال الضيوف ورجال الأعمال والسياسيين الأتراك الألمان البارزين.

وأثارت مقاطع الفيديو التي نشرها الزعيم الألماني وهو يقطع اللحم من سيخ دونر كباب في كيليس إلى جانب عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، اتهامات بالاستشراق على وسائل التواصل الاجتماعي الألمانية والتركية. تعد محلات دونر كباب المملوكة للأتراك شائعة جدًا في ألمانيا.

اكتشف الألمان الأتراك أول لقاح لكوفيد-19 في العالم؛ كان بعضهم مخرجي أفلام فازوا بجوائز نيابة عن ألمانيا، والعديد من الكتاب والموسيقيين والمثقفين من تركيا يعتبرون ألمانيا وطنهم.
ومن بين كل هؤلاء اختار الرئيس 🇩🇪 صانع الكباب ليرافقه إلى 🇹🇷 https://t.co/ZVMHyi48P0

– إيفرين سيليك ويلتسي (@EvrenWiltse) 22 أبريل 2024

وفي حديثه إلى جانب أردوغان يوم الأربعاء، رد شتاينماير على الانتقادات، قائلاً إن الوفد الكبير المرافق له يعكس “تنوع” المجتمع التركي الألماني في ألمانيا. وأضاف: “والمانح عارف كيليس جزء من هذا التنوع”.

وعلى الرغم من الجدل، تم تقديم دونر أيضًا خلال المأدبة التي أقامها أردوغان لشتاينماير، حسبما ذكرت الصحافة التركية.