بعد أربعة أشهر من إطلاق سراحه من الأسر في غزة، احتفل إيتان ياهالومي بحفل بلوغه، لكن بلوغه الأسبوع الماضي لم يكن مناسبة سعيدة، على ما قالت والدته لوكالة فرانس برس.
وفي أول مقابلة لها مع وسائل الإعلام الدولية منذ إطلاق سراح ابنها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قالت بات شيفا ياهالومي إن الصبي لا يزال يعاني من الكوابيس ولم يتمكن من استئناف حياته الطبيعية.
وأضافت: “إنه قوي لكنه ليس على ما يرام”، مضيفة أنه لا يزال يعيش تجارب 7 أكتوبر من العام الماضي.
وكان إيتان، الذي كان يبلغ من العمر 12 عامًا في ذلك الوقت، واحدًا من أكثر من 250 شخصًا اختطفهم مسلحون فلسطينيون في ذلك اليوم – حيث اختطفوا من منزله في نير أوز، وهو كيبوتس في جنوب إسرائيل.
كما تم اختطاف والدته وشقيقتيه الصغيرتين، لكنهم هربوا بعد أن سقطوا من دراجة خاطفهم النارية.
ويعتقد أن والد إيتان أوهاد، الذي تم أسره أيضًا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لا يزال محتجزًا في غزة.
ورغم الوضع المحفوف بالمخاطر، قالت المرأة الإسرائيلية الفرنسية إنها تريد أن تشهد على “الرعب” الذي تعرض له ابنها.
وأضافت: “في البداية تعرض للضرب، ثم وضعوه بمفرده في زنزانة بها قضبان، وترك بمفرده لمدة 16 يومًا في عهدة رجال مسلحين من حماس”.
وتم إطلاق سراحه بعد 52 يومًا كجزء من هدنة شهدت إطلاق سراح أكثر من 100 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وقال باسم نعيم المسؤول في حماس لوكالة فرانس برس إن إساءة معاملة الناس “تتعارض مع تعاليم” الإسلام. واتهم أن قصص الانتهاكات التي تعرض لها الرهائن السابقون كانت جزءًا من “حملة دعائية إسرائيلية” لصرف الانتباه عن انتهاكاتهم.
وتقول إسرائيل إن نحو 130 أسيراً ما زالوا في غزة، من بينهم 34 يفترض أنهم ماتوا.
وأدى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل نحو 1160 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية ضد حماس إلى مقتل ما لا يقل عن 32552 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لآخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، الخميس.
وقالت الأمم المتحدة إن شمال غزة على شفا المجاعة وإن النظام الصحي في القطاع ينهار.
وقال باسم نعيم المسؤول في حماس لوكالة فرانس برس إن إساءة معاملة الناس “تتعارض مع تعاليم” الإسلام، مؤكدا أن قصص الانتهاكات التي تعرض لها الرهائن السابقون هي جزء من “حملة دعائية إسرائيلية” لصرف الانتباه عن انتهاكات حقوقهم.
– 'لا أجوبة' –
وقالت بات شيفا ياهالومي إن ابنها أخبرها بكل شيء عن أسره عندما تم إطلاق سراحه، وهي رواية قالت إنها لا تزال تجدها مثيرة للقلق.
وأضافت: “أجبروه على مشاهدة الأفلام التي قالوا إنهم صوروها في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وعندما بكى هددوه بمسدس”.
وأضافت أنه تحت المراقبة المستمرة وفي عزلة، لم يكن يعرف شيئا عن مصير عائلته، وقدم له آسروه روايات متناقضة، مما أدخله في “حالة من عدم اليقين الرهيب”.
وقال طبيب إسرائيلي عالج بعض الرهائن المفرج عنهم في ديسمبر/كانون الأول إن بعض الشباب تعرضوا للتخدير من قبل خاطفيهم وتعرضوا للإيذاء النفسي.
قالت دورون آشر كاتس، وهي امرأة كانت محتجزة مع إيتان، بعد إطلاق سراحها إنه تم نقلهما بعد 16 يومًا إلى مبنى المستشفى، الذي قال الجيش الإسرائيلي فيما بعد إنه مستشفى ناصر في خان يونس.
وقال آشر كاتس إنه تم احتجازه هناك في غرفة صغيرة مع 10 رهائن آخرين، من بينهم خمسة أطفال.
وقالت والدته إنه استحم مرتين فقط خلال 52 يومًا، ولم ينام على مرتبة مرة واحدة، وخلال الأيام الستة عشر الأولى، كان كل ما كان يأكله هو “بيتا وخيارة يوميًا”.
وعلى الرغم من أن إيتان يتمتع مرة أخرى بوسائل الراحة المادية التي يوفرها المنزل، إلا أن غياب والده يعني أن الأسرة لا تزال في طي النسيان.
وقالت بات شيفا ياهالومي التي لا تزال تأمل في عودة زوجها: “يسألني الأطفال عن والدهم، لكن ليس لدي أي إجابات”.
وقد رأته آخر مرة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مصابًا، أمام منزلهم.
