قال الأمين العام للأمم المتحدة إن كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يتوجه إلى منطقة السودان بسبب “الأزمة الإنسانية المتدهورة بسرعة” في البلد الذي يمزقه الصراع.
جاء إعلان الأمين العام أنطونيو جوتيريش يوم الأحد بعد وقت قصير من إعلان القوات السودانية المتناحرة تمديد الهدنة التي انتهكتها إلى حد كبير ، حيث حلقت الطائرات الحربية في سماء المنطقة واستمر القتال في العاصمة الخرطوم.
يدور القتال بين قوات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو ، الذي يقود قوات الدعم السريع ، وهي جماعة شبه عسكرية مدججة بالسلاح.
وقتل أكثر من 500 شخص وفر عشرات الآلاف منذ اندلاع المعارك في 15 أبريل نيسان.
قال ستيفان دوجاريك ، المتحدث باسم جوتيريش: “إن حجم وسرعة ما يجري غير مسبوق في السودان. نحن قلقون للغاية من التأثير الفوري والطويل الأمد على جميع الناس في السودان والمنطقة الأوسع”. تصريح.
وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة سيرسل “على الفور” منسق الإغاثة الطارئة مارتن غريفيث إلى المنطقة “في ضوء الأزمة الإنسانية المتدهورة بسرعة في السودان”.
وكان من المقرر أن تنتهي فترة وقف إطلاق النار التي تم انتهاكها على نطاق واسع بشكل رسمي في منتصف الليل (2200 بتوقيت جرينتش) ، قبل أن تعلن القوات المتنافسة تمديد 72 ساعة ، وهو ما قال الجيش السوداني إنه جاء بسبب “وساطة أمريكية وسعودية”.
وأفاد شهود عيان ، مساء الأحد ، بأن الاشتباكات استمرت ، إضافة إلى تحليق طائرات مقاتلة فوق مناطق متفرقة من العاصمة ومدينتها التوأم أم درمان ، عبر نهر النيل.
أعلنت هيئة الطيران المدني أن المجال الجوي السوداني سيظل مغلقًا حتى 13 مايو ، باستثناء رحلات المساعدات والإجلاء.
وصرح احد سكان جنوب الخرطوم لوكالة فرانس برس في وقت سابق اليوم ان “قتال عنيف جدا واطلاق نار كثيف”.
وزاد تعقيد ساحة المعركة أن الشرطة الاحتياطية المركزية ، وهي وحدة شبه عسكرية ، تم نشرها في أنحاء الخرطوم “لحماية ممتلكات المواطنين” من النهب ، حسبما ذكرت الشرطة السودانية ، مؤكدة بيان الجيش.
وقالت الشرطة إن الاحتياطي المركزي اعتقل 316 “متمردا” في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي لم تؤكد المعلومات وحذرت الشرطة في السابق من الانضمام للقتال.
فرضت واشنطن العام الماضي عقوبات على الاحتياطي المركزي بسبب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان” تتعلق باستخدامه “القوة المفرطة” ضد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية بعد انقلاب أكتوبر 2021 الذي أوصل البرهان وداغلو إلى السلطة.
تنحدر قوات الدعم السريع بقيادة دقلو من الجنجويد التي أطلقها الدكتاتور السابق عمر البشير في إقليم دارفور بغرب السودان ، مما أدى إلى توجيه تهم بارتكاب جرائم حرب إلى البشير وآخرين.
– لا قدر الله –
مع اصطدام المقذوفات بالمباني السكنية ، ونفاد الإمدادات ، وتعذر استمرار الحياة اليومية للمدنيين ، سارعت الدول الأجنبية لإجلاء مواطنيها عن طريق الجو والبر والبحر.
لكن ملايين السودانيين ما زالوا محاصرين في البلاد ، حيث يوجد عمال إغاثة من بين القتلى وقالت الأمم المتحدة إن المنشآت الإنسانية تعرضت للنهب ، مما أجبرها على وقف جميع عمليات الإغاثة.
وقال دوجاريك: “نحث مرة أخرى جميع أطراف النزاع على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية ، والسماح بمرور آمن للمدنيين الفارين من مناطق القتال ، واحترام العاملين في المجال الإنساني والأصول ، وتسهيل عمليات الإغاثة ، واحترام العاملين الطبيين ووسائل النقل والمرافق”.
ونقلت أول طائرة تابعة للصليب الأحمر ثمانية أطنان من المساعدات الإنسانية من الأردن إلى بورتسودان التي لم تتأثر حتى الآن بالقتال. وشملت المساعدات مواد جراحية ومستلزمات طبية لتحقيق الاستقرار في 1500 مريض.
وقالت وزارة الصحة يوم السبت إن العنف أسفر عن إصابة نحو 4600 شخص ومقتل 528 شخصا على الأقل.
من المرجح أن تكون هذه الأرقام غير مكتملة.
حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الاضطرابات قد تدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه بالفعل 15 مليون شخص إلى مساعدات لدرء المجاعة.
16 في المائة فقط من المرافق الصحية تعمل في الخرطوم ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، مع تعرض العديد منها للقصف.
وحذر الطبيب مجذوب سعد إبراهيم ، وهو طبيب في الدمر شمال الخرطوم ، من أن “الوضع لا يمكن أن يستمر” مع نفاذ الإمدادات الطبية.
وقالت الوزارة إن مبعوثا من البرهان التقى يوم الأحد في الرياض وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي حث على إعادة الهدوء إلى السودان.
وكانت مصر قد دعت إلى اجتماع جامعة الدول العربية لمندوبيها الدائمين يوم الاثنين لمناقشة الوضع.
– “ ظروف خطرة ” –
قال عمال إغاثة إن أكثر من 75 ألف شخص نزحوا داخليًا في السودان ، وعبر 40 ألفًا الحدود ، معظمهم إلى تشاد وكذلك جنوب السودان وإثيوبيا.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لوكالة فرانس برس إن حوالي 6000 شخص ، معظمهم من النساء ، فروا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة خلال الأسبوعين الماضيين.
قالت المملكة إن أكثر من 5000 شخص فروا إلى بر الأمان على متن سفن سعودية عبر البحر الأحمر من بورتسودان.
وكان من بينهم بدرية السيد ، زوجها العماني وابنها ، الذين انضموا إلى حوالي 50 شخصًا تم إجلاؤهم وصلوا إلى جدة على متن سفينة حربية سعودية يوم الأحد.
وقالت سيد لوكالة فرانس برس انها ممتنة لسلامتهم لكنها لم تستطع زعزعة الشعور بأنها “تخسر بلدا”.
وقالت بريطانيا إنها ستشغل رحلة إجلاء إضافية من بورتسودان يوم الاثنين بعد أن نقلت بالفعل أكثر من ألفي شخص خارج البلاد من مطار بالقرب من الخرطوم.
إلى جانب المعارك في العاصمة ، أثار القتال والنهب وانعدام القانون في منطقة دارفور المضطربة منذ فترة طويلة قلقًا دوليًا خاصًا.
وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 96 شخصا قتلوا في الجنينة بغرب دارفور.
