مدريد –
قالت وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية إن المناورات العسكرية التي ينفذها المغرب على ساحل المحيط الأطلسي تجري في “مناطق محددة جيدا” ولا تشكل أي تهديد للمياه الإسبانية، مشددة على أهمية الحفاظ على علاقات جيدة مع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا من أجل كل من إسبانيا وجزر الكناري.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية، نقلا عن مصادر في وزارة الخارجية، أن خوسيه مانويل ألباريس اتفق مع رئيس جزر الكناري فرناندو كلافيجو على عقد اجتماع مباشر “في المستقبل القريب” لمعالجة هذه القضية.
طلبت جزر الكناري، وهي منطقة إسبانية رئيسية بالقرب من الساحل الأفريقي، توضيحات من الحكومة المركزية بشأن التدريبات العسكرية المغربية.
ورد ألباريس بالتأكيدات لأنه يهدف إلى الحفاظ على توازن دقيق بين الأمن الإقليمي والعلاقات القوية مع المغرب.
وبعد تقارير عن مناورات عسكرية مغربية بالقرب من جزر الكناري، أعرب كلافيجو عن قلقه. وتساءل عما إذا كانت الحكومة الإسبانية قد تلقت إخطارا بهذه الأنشطة.
تتمتع جزر الكناري، وهي مقصد سياحي شهير ونقطة استراتيجية لإسبانيا، بثقل كبير في المناقشات المحيطة بالأمن الإقليمي.
وقال المراقبون إن التبادل سلط الضوء على الحاجة إلى استمرار التعاون بين إسبانيا وجزر الكناري.
تقع جزر الكناري على بعد حوالي 100 كيلومتر غرب المغرب، وتتمتع بموقع استراتيجي في المحيط الأطلسي.
وشدد الباريس على الأهمية الاستراتيجية للمغرب كشريك، مسلطا الضوء على المناقشات الجارية داخل مجموعات العمل لمعالجة المخاوف التي أثارتها جزر الكناري.
ومن بين المواضيع التي يتم التركيز عليها بشكل خاص قضية ترسيم الحدود البحرية على ساحل المحيط الأطلسي، مع اتخاذ القرارات التي تسترشد بالمصالح المشتركة والحفاظ على سلامة أراضي إسبانيا وجزر الكناري.
وقال هشام معترض، الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية، لـ”العرب ويكلي” إن “الحكومة الإسبانية تبني علاقات مع المملكة وفق نهج واقعي، وهو ما دفع مدريد إلى تبديد المخاوف التي أعربت عنها حكومة جزر الكناري بشأن المغرب”. مناورات بحرية».
وأشار إلى أن “القيادة في جزر الكناري لم تفوت أبدا فرصة إثارة المخاوف عندما يتعلق الأمر بأي مناورات في منطقة الاتصال الجغرافي بينها وبين المغرب، مما يخلق في كل مرة عاصفة بهدف الضغط على الحكومة المركزية في إسبانيا”. لتحقيق مكاسب سياسية ولأسباب انتخابية أيضاً.
وأضاف أن “حكومة جزر الكناري تمارس ضغوطا على رئاسة الحكومة المركزية بمدريد من أجل إشراكها في محادثات ترسيم الحدود وغيرها من الملفات، إلا أن هذه الضغوط لا تؤثر على مكان وتوقيت المناورات المغربية التي جرت إثر مفاوضات مغربية”. وأضاف معترض: “الإدارة السيادية ووفقا للقانون الدولي”.
وعلى الرغم من التوترات التاريخية، تربط المغرب وإسبانيا علاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية واسعة النطاق، حيث شهدت السنوات الأخيرة جهودا لتعزيز التعاون بين البلدين.
وفي مارس 2023، أشار وزير الخارجية الإسباني إلى تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا، مستشهدا بذروة جديدة في العلاقات بينهما.
والجدير بالذكر أن السياسة الخارجية لإسبانيا تطورت، مع تغير الموقف بشأن قضية الصحراء الغربية، حيث أصبحت تقبل في عام 2022 مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية.
وفي خطاب ألقاه مؤخرا أمام مجلس الشيوخ الإسباني، أكد الباريس على أهمية الحفاظ على علاقة إسبانيا مع المغرب كأولوية قصوى في سياساتها الخارجية وسياساتها الحكومية.
وشدد على الدور الحاسم للمغرب في جهود مكافحة الإرهاب وتفكيك الشبكات الجهادية ومعالجة الهجرة غير الشرعية، فضلا عن مساهماته الاقتصادية الكبيرة لإسبانيا.