أعلنت إسرائيل، اليوم الاثنين، أنها أبلغت الأمم المتحدة رسميا بقرارها قطع العلاقات مع الوكالة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن صوت المشرعون على حظر المنظمة الحيوية للأراضي المحتلة.
ومن المقرر أن يدخل الحظر، الذي أثار إدانة عالمية بما في ذلك الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، حيز التنفيذ في أواخر يناير/كانون الثاني، مع تحذير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أنه ستكون له عواقب وخيمة على ملايين الفلسطينيين.
اتهمت إسرائيل عشرات من موظفي وكالة الأونروا، بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس، وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل.
قامت الأونروا بطرد تسعة موظفين في أعقاب الهجوم الذي أشعل حرب غزة في أعقاب الاتهامات.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: “بناء على تعليمات وزير الخارجية يسرائيل كاتس، أبلغت وزارة الخارجية الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاق بين دولة إسرائيل والأونروا”.
ونقل عن كاتس قوله: “إن الأونروا، المنظمة التي شارك موظفوها في مذبحة 7 أكتوبر، والعديد من موظفيها من عناصر حماس، هي جزء من المشكلة في قطاع غزة وليست جزءًا من الحل”.
وأدى الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1206 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل 43341 شخصا في غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
– “الأونروا أو لا شيء” –
وقال جوناثان فاولر المتحدث باسم الأونروا لوكالة فرانس برس إن الحظر قد يتسبب على الأرجح في انهيار جهود المساعدات لغزة.
وقال فاولر لوكالة فرانس برس “إذا تم تطبيق هذا القانون فمن المرجح أن يؤدي إلى انهيار العملية الإنسانية الدولية في قطاع غزة، وهي العملية التي تشكل الأونروا عمودها الفقري”.
ومن المحتمل أيضًا أن يتسبب ذلك في انهيار الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي.
لكن إسرائيل رفضت الحجة المتعلقة بغزة، قائلة إن جزءا فقط من المساعدات يتم تسليمه إلى القطاع من قبل الأونروا.
وقال كاتس إن “دولة إسرائيل ملتزمة بالقانون الدولي وستواصل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بطريقة لا تضر بأمن مواطني إسرائيل”.
ويشعر سكان مخيم نور شمس بالضفة الغربية المحتلة بالخوف على المستقبل بعد أن دمرت غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي مكتب الأونروا هناك.
ويعتمد سكان المخيم الواقع بالقرب من مدينة طولكرم الشمالية، والبالغ عددهم 13,000 نسمة، بشكل كبير على الأونروا.
وقال شفيق أحمد جاد الذي يدير محلا لبيع الهواتف في المخيم لوكالة فرانس برس “بالنسبة لنا، إما الأونروا أو لا شيء”.
وقالت هنادي جبر أبو طاقة، مسؤولة الوكالة عن شمال الضفة الغربية: “بالنسبة للاجئين… فإنهم ينظرون إلى الأونروا باعتبارها أمهم”.
“لذا تخيل لو فقدوا والدتهم.”
وكشفت سلسلة من التحقيقات، بما في ذلك التحقيق الذي قادته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، عن بعض “القضايا المتعلقة بالحياد” في الأونروا، لكنها شددت على أن إسرائيل لم تقدم أدلة على مزاعمها الرئيسية.
وخلص تحقيق داخلي إلى أن تسعة موظفين “ربما تورطوا في الهجمات المسلحة التي وقعت في 7 أكتوبر”.
تأسست الأونروا عام 1949 بعد الصراع العربي الإسرائيلي الأول بعد قيام إسرائيل عام 1948.
وكانت الوكالة، التي بدأت عملياتها في الأول من مايو عام 1950، مكلفة بمساعدة حوالي 750 ألف فلسطيني فروا أو طردوا من منازلهم خلال الحرب.
ومنذ ذلك الحين، تم تمديد ولايتها مرارا وتكرارا في ظل غياب حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
منذ أواخر سبتمبر، وسعت إسرائيل نطاق حربها لتشمل لبنان، حيث صعدت حملتها ضد حزب الله، حليف حماس، بعد ما يقرب من عام من إطلاق النار عبر الحدود.
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، الحدود الشمالية مع لبنان، حيث كرر خلال لقاء مع القوات أهدافه الحربية على الجبهة الشمالية.
“أريد أن أكون واضحا: مع أو بدون اتفاق، فإن مفتاح استعادة السلام والأمن في الشمال… هو أولا وقبل كل شيء دفع حزب الله إلى التراجع إلى ما وراء نهر الليطاني، ثانيا، استهداف أي محاولة لإعادة التسلح، وثالثا منع حزب الله من العودة إلى ما وراء نهر الليطاني. وقال مكتب نتنياهو في بيان إن إسرائيل ردت بحزم على أي إجراء يتخذ ضدنا.
ويتدفق نهر الليطاني عبر جنوب لبنان، وشهدت المنطقة الواقعة إلى الجنوب منه في العقود الأخيرة حروبًا متعددة مع إسرائيل.
– لبنان يضرب –
وشنت إسرائيل في أواخر سبتمبر/أيلول حملة جوية واسعة النطاق استهدفت في المقام الأول معاقل حزب الله في جميع أنحاء لبنان وأرسلت قوات برية في 30 سبتمبر/أيلول.
وأودت الحرب في لبنان بحياة أكثر من 1940 شخصا في لبنان منذ 23 سبتمبر/أيلول، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وزارة الصحة اللبنانية، لكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى.
قال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إنه قتل قائدا كبيرا في حزب الله مسؤولا عن إطلاق هجمات صاروخية ومضادة للصواريخ ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وقال حزب الله، الذي تدعمه إيران مثل حماس، إنه أطلق صواريخ على مدينة صفد بشمال إسرائيل يوم الاثنين.
وقال حزب الله إنه يعمل لدعم حماس في غزة، على الرغم من أن الكثيرين في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية يطالبون بوقف إطلاق النار مع تدهور الوضع الإنساني.
شنت طائرات إسرائيلية، اليوم الاثنين، غارات استهدفت عدة مناطق في جنوب لبنان، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وفي البازورية قرب مدينة صور بجنوب لبنان، قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن رجال الإنقاذ يبحثون عن مفقودين تحت الأنقاض بعد غارة يوم الأحد.
