تأهلت إسرائيل للنهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” نهاية الأسبوع الحالي، متحدية آلاف المتظاهرين الذين ساروا يوم الخميس في السويد، الدولة المضيفة، احتجاجا على حرب غزة.
وأدت المغنية إيدن جولان أغنيتها “إعصار” في نصف النهائي الثاني يوم الخميس أمام 9000 متفرج في ملعب مالمو بالمدينة المضيفة وحجزت مكانها في النهائي بفضل أصوات المشاهدين.
وتنضم إسرائيل الآن إلى مجموعة الدول الـ26 التي ستتنافس يوم السبت في مسابقة يشاهدها في جميع أنحاء العالم الملايين من محبي أصوات البوب - والعروض الهزلية – التي تعد بها مسابقة يوروفيجن كل عام.
“حسنًا، أشعر… أنا غارق في المشاعر. إنه لشرف كبير حقًا أن أكون هنا، على خشبة المسرح للأداء وإظهار أصواتنا، وتمثيلنا بفخر والوصول إلى النهائيات هو شيء جنوني.” قالت جولان البالغة من العمر 20 عاما بعد أن ضمنت مكانها في النهائي.
تدرج بعض مواقع مقارنة المراهنة عبر الإنترنت الجولان ضمن المرشحين للفوز بنسخة هذا العام، والتي استضافتها مسقط رأس فرقة ABBA.
المفضلة الأخرى هي بيبي لازانيا من كرواتيا، وأليونا أليونا وجيري هيل من أوكرانيا، ونيمو من سويسرا.
ظهرت إسرائيل لأول مرة في مسابقة يوروفيجن عام 1973 وفازت بالمسابقة أربع مرات.
هذا العام، شهدت مشاركة إسرائيل واختيار الأغنية اجتياح المسابقة وسط موجة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي دفعت الآلاف إلى شوارع مدن في الولايات المتحدة وأوروبا وخارجها.
أغنية جولان هي نسخة مقتبسة من نسخة سابقة تحمل اسم “مطر أكتوبر”، والتي قامت بتعديلها بعد أن اعتبرها منظمو المسابقة سياسية للغاية بسبب إشاراتها الواضحة إلى هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وبينما كانت تستعد لأدائها، تمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حظا سعيدا لجولان وقال إنها “فازت بالفعل” بتحملها الاحتجاجات التي وصفها بأنها “موجة مروعة من معاداة السامية”.
واندلعت الحرب في غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما احتجز المسلحون نحو 250 رهينة. وتقدر إسرائيل أن 128 منهم ما زالوا في غزة، من بينهم 36 يقول المسؤولون إنهم ماتوا.
وردا على ذلك، توعدت إسرائيل بسحق حماس وشنت هجوما عسكريا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 34904 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وأثار ارتفاع عدد القتلى في الأراضي الفلسطينية موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، حيث أصيبت العديد من الجامعات الأمريكية بالشلل في الأسابيع الأخيرة بسبب الاعتصامات والمظاهرات الطلابية.
وفي مالمو، تجمع أكثر من 10 آلاف شخص، بمن فيهم الناشطة المناخية غريتا ثونبرج، الخميس، في الساحة الرئيسية قبل السير في شارع التسوق المركزي للمشاة بالمدينة، وفقًا لتقديرات الشرطة.
مالمو هي موطن لعدد كبير من السكان المهاجرين، بما في ذلك العديد من الفلسطينيين وغيرهم من أصول الشرق الأوسط.
وقالت المتظاهرة هيلدا (30 عاما) التي رفضت الكشف عن لقبها لوكالة فرانس برس: “أنا من محبي يوروفيجن وهذا يفطر قلبي، لكنني أقاطع”.
“لا أستطيع الاستمتاع بمعرفة أن إسرائيل تشارك هناك بينما يموت كل هؤلاء الأطفال. أعتقد أن هذا خطأ”.
كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “حرروا فلسطين” و”اليورو يضفي الشرعية على الإبادة الجماعية”.
وتمكن نحو 50 متظاهرا من الوصول إلى مقدمة ملعب مالمو أرينا، قبل أن تفرقهم الشرطة.
ودخل المتظاهرون أيضًا قرية يوروفيجن، التي تم إنشاؤها للسماح للمشاهدين بمشاهدة العرض على شاشات كبيرة.
وفي أماكن أخرى في مالمو، تجمع حوالي 100 متظاهر مضاد تحت حماية الشرطة للتعبير عن دعمهم لإسرائيل.
– “مازلت مكسورة” –
وطالبت العديد من الالتماسات هذا العام باستبعاد إسرائيل من الدورة الثامنة والستين للمسابقة الموسيقية السنوية.
وفي نهاية شهر مارس، دعا المتسابقون من تسع دول، بما في ذلك المرشح المفضل السويسري نيمو، إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وتمحور جزء من الجدل الدائر حول مشاركة جولان حول أغنيتها “إعصار”.
يغني جولان: “خذ كل شيء واترك العالم خلفك. يا حبيبي، أوعدني أنك ستحتضنني مرة أخرى. ما زلت محطمًا من هذا الإعصار”.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تجتاح فيها الانقسامات حول الصراع مسابقة يوروفيجن.
وكانت آخر مرة شاركت فيها روسيا في مسابقة يوروفيجن في عام 2021 قبل غزوها لأوكرانيا.
وفي عام 2022، تم استبعاد هيئة الإذاعة الحكومية من اتحاد البث الأوروبي، الذي يشرف على مسابقة يوروفيجن.
وفي مالمو، قال أحد المتظاهرين إنه يريد استبعاد إسرائيل أيضًا.
“أشعر أنه إذا كان بإمكانهم إزالة روسيا، فلماذا لا يمكنهم فعل ذلك بإسرائيل؟” قال المتظاهر مروة مصطفى.
