طولكرم، الضفة الغربية
شنت إسرائيل عملية واسعة النطاق، الأربعاء، في الضفة الغربية المحتلة، حيث قال الجيش إنه قتل العديد من المقاتلين الفلسطينيين، في هجوم وصفه المحللون بأنه الأكبر منذ عقدين من الزمن.
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت تسعة مسلحين فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 11 فلسطينيا في الضفة الغربية حيث تصاعد العنف خلال الحرب التي اندلعت في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل.
وقالت الأمم المتحدة إن من بين القتلى أطفال، في حين قالت حماس إن القتلى شملوا ثلاثة من أعضاء جناحها المسلح في مخيم جنين للاجئين.
وأسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، في حين تسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار واسع النطاق وتشريد السكان.
وفي ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، شنت إسرائيل غارات منسقة على أربع مدن في شمال الضفة الغربية، وهي جنين ونابلس وطوباس وطولكرم، حيث ركز الجيش الكثير من عملياته الأخيرة.
ودخلت أرتال مدرعة مخيمين للاجئين في طولكرم وطوباس بالإضافة إلى جنين، حيث قال مراسل وكالة فرانس برس إن إطلاق نار وانفجارات سمعت في المساء.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن السلطات الصحية الفلسطينية ادعت أن القوات الإسرائيلية قتلت 11 شخصا وأصابت 24 آخرين في الغارات. وقال يونس الخطيب رئيس الجمعية في الضفة الغربية إن سيارات الإسعاف تعرضت لإطلاق نار إسرائيلي و”أصيب أحد موظفينا”.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العمليات الإسرائيلية وقعت “على مقربة من أربعة مستشفيات” وبعضها على الأقل “تم تطويقها”، مما أثر على حركة الفرق الطبية.
ودعا غوتيريش في بيان لاحق إلى “الوقف الفوري لهذه العمليات”.
قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته للسعودية وعاد إلى فلسطين “لمتابعة آخر التطورات”، بحسب وسائل إعلام رسمية فلسطينية.
قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الهدنة في غزة ضرورية “لوقف دائرة العنف في المنطقة”، بحسب بيان ملكي.
وفي الضفة الغربية، قال محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة لوكالة فرانس برس إن المداهمات “إشارة خطيرة وغير مسبوقة”.
وقال موظف بلدية طولكرم حاكم أبو صفية، إن قوات الاحتلال “هاجمت البنية التحتية، وخاصة في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس”، و”دمرت” شبكات المياه والصرف الصحي.
وقامت الجرافات الإسرائيلية بإزالة الأسفلت من الشوارع، فيما قال الجيش إنه يبحث عن قنابل على جانب الطريق.
وقال أحمد زهران من الهلال الأحمر إن “الفرق الطبية تعاني من صعوبات منذ بدء الهجوم”، حيث تم إغلاق مداخل مخيم نور شمس والمستشفيات.
وأكد الجيش عدم سقوط ضحايا في صفوفه خلال الاشتباكات مع المسلحين.
وتنفذ القوات الإسرائيلية مداهمات يومية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، لكن من النادر أن تحدث مثل هذه المداهمات في مدن متعددة في وقت واحد.
وقد تكثفت مثل هذه التوغلات منذ أن تولت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوزراء من المستوطنين اليمينيين المتطرفين السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وقال المتحدث العسكري نداف شوشاني إن عملية الأربعاء لم تكن “مختلفة كثيرا” عن الأنشطة المعتادة.
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصفها بأنها “حرب” تهدف إلى “تفكيك البنية التحتية للإرهاب الإيراني الإسلامي”.
وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، دعا القوات الإسرائيلية إلى التصرف “بنفس العزم … (كما في) غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان”.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن المداهمات الإسرائيلية قد تؤدي إلى “تعميق الوضع الكارثي بالفعل” في الضفة الغربية.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قتلت القوات الإسرائيلية أو المستوطنون ما لا يقل عن 637 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، كما أدت الهجمات الفلسطينية إلى مقتل 19 إسرائيليا على الأقل، حسب مسؤولين.
أعلنت واشنطن، الأربعاء، فرض عقوبات على جماعة استيطانية إسرائيلية قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها متورطة في أعمال عنف ضد الفلسطينيين والتهجير القسري لنحو 250 قرويا في وقت سابق من هذا العام.
وقال مكتب نتنياهو إنه ينظر إلى العقوبات الجديدة “بأقصى درجات الخطورة”.
وطالبت الأردن التي تقع على الحدود مع الضفة الغربية وإسرائيل، بتحرك دولي لوقف “تطرف هذه الحكومة الإسرائيلية”.
قال وزير الخارجية والمغتربين أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، إن “توسع إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة تصعيد خطير يجب وقفه”.
واعتبر القيادي في حركة حماس عزت الرشق أن القرار بمثابة دعوة إلى “توسيع دائرة الدمار والإبادة الجماعية”.
نددت حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة فلسطينية متحالفة مع حماس ولها وجود قوي في شمال الضفة الغربية، بـ”الحرب المفتوحة” التي تشنها إسرائيل.
