بيروت –
نفذت إسرائيل أكثر ضرباتها دموية منذ أشهر على محافظة حلب بشمال سوريا في وقت مبكر من يوم 29 مارس، وقالت إنها قتلت قائدًا كبيرًا في حزب الله في لبنان، في تصعيد لحملتها ضد وكلاء إيران بالتوازي مع حربها في غزة.
وكثفت إسرائيل ضرباتها الجوية في سوريا ضد كل من ميليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني منذ هجوم حركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وفي الأيام الأخيرة، استأنف طياروها التدريب المعتاد على القيام بغارات “عميقة” داخل لبنان.
وقد تحصنت طهران ووكلاؤها في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك حول حلب والعاصمة دمشق.
قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل علي عبد اخسان نعيم، نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في حزب الله، في غارة جوية في منطقة البازورية في لبنان.
وقالت إنه كان أحد قادة الميليشيا المدعومة من إيران في إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس الثقيلة، وقالت إنه كان مسؤولا عن شن وتخطيط هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين.
كما تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان في أكبر تصعيد منذ أن خاضا حربًا استمرت شهرًا في عام 2006، حيث حاول حزب الله إظهار دعمه لحماس بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل.
وقتل نحو عشرة جنود إسرائيليين وستة مدنيين في شمال إسرائيل، في حين قتل نحو 270 مقاتلا من حزب الله و50 مدنيا بينهم مسعفون ومدنيون وصحفيون في الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان.
وقصفت إسرائيل مرارا وتكرارا المطارات الدولية في كل من دمشق وحلب على مر السنين لعرقلة تدفق الأسلحة إلى حلفاء إيران في المنطقة، لكن الضربات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول كانت أكثر دموية ودفعت إيران إلى سحب بعض كبار ضباطها من سوريا.
وقالت وزارة الدفاع السورية إن الضربات الإسرائيلية أصابت عدة مناطق في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة حلب حوالي الساعة 1:45 صباحًا (2245 بتوقيت جرينتش يوم 28 مارس)، مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين والعسكريين.
وأضافت أن الضربات الجوية تزامنت مع هجمات بطائرات مسيرة نفذت من إدلب وريف حلب الغربي ووصفتها الوزارة بأنها نفذتها “منظمات إرهابية” ضد المدنيين في حلب ومحيطها.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق. وفي منشور على موقع X، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن الهجمات الإسرائيلية على سوريا كانت “محاولة سافرة ويائسة” لتوسيع الحرب، دون أن يوضح ما إذا كانت هناك خسائر إيرانية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن روسيا أدانت أيضا الضربات الإسرائيلية واعتبرتها انتهاكا صارخا للسيادة السورية.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن 33 سوريا وستة من مقاتلي حزب الله قتلوا في الضربات. وقال أحد المصادر إن أحد مقاتلي حزب الله كان قائدا ميدانيا محليا قتل شقيقه في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان في نوفمبر تشرين الثاني.
ويمثل هذا أعلى عدد من القتلى في الغارات الإسرائيلية على سوريا منذ 7 أكتوبر.
وقالت مصادر أمنية في لبنان إن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان في 29 مارس/آذار أدت إلى مقتل مقاتل من حزب الله.
التقى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، مع زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في بيروت في فبراير لمناقشة المخاطر إذا شنت إسرائيل هجوما كاملا ضد حزب الله، وحصل على تأكيدات بأن الجماعة لا تريد جر إيران إلى الحرب. وقالت مصادر إن الحرب مع إسرائيل.
وقال حزب الله إنه سيوقف إطلاق النار على إسرائيل إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. لكن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قالوا إن وقف إطلاق النار في غزة لن يمتد تلقائيا إلى لبنان.
وقال حزب الله إنه أطلق النار عبر الحدود على إسرائيل ثماني مرات يوم الجمعة.
قال الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إن طياري سلاح الجو الإسرائيلي كثفوا تدريباتهم على الضربات بعيدة المدى عبر الحدود الشمالية مع استئناف أنشطة التدريب العادية في الأسابيع الأخيرة بعد تعليقها مع بداية حرب غزة.
وقالت في بيان إن “برنامج التدريب سيركز على زيادة جاهزية سلاح الجو الإسرائيلي للحرب في الساحة الشمالية وفي ساحات أخرى خلال القتال الطويل”.
وأضافت أن التدريبات تشمل التدريب على “ضربات واسعة النطاق وبعيدة المدى والتحليق في عمق أراضي العدو”.
