وقصف الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة بضربات جوية مكثفة يوم الأربعاء في الوقت الذي يعتزم فيه وسطاء أمريكيون وقطريون ومصريون استئناف المحادثات بشأن اتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن.
وتصاعدت حدة التوتر في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل حيث انتشر آلاف من رجال الشرطة لحراسة “مسيرة العلم” السنوية التي تنظمها إسرائيل والتي أثارت اشتباكات بين اليهود والعرب في السنوات السابقة.
إن الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة، والتي أشعل فتيلها هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، استمرت بلا هوادة حيث قصفت الطائرات أهدافاً خلال الليل، وأفاد المسؤولون الفلسطينيون عن سقوط المزيد من القتلى.
وهز القتال الحضري والقصف مدينة رفح بجنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية، وهي آخر مدينة ضربها الغزو البري الإسرائيلي الذي بدأ في شمال غزة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول.
لكن القتال اندلع مرة أخرى في المناطق الوسطى، حيث قال الجيش إن “القوات بدأت عمليات مستهدفة في منطقتي البريج وشرق دير البلح، فوق وتحت الأرض”.
وأضاف أن “النشاط بدأ بسلسلة من الضربات الجوية على أهداف إرهابية، بما في ذلك مجمعات عسكرية ومنشآت تخزين أسلحة وبنية تحتية تحت الأرض”.
وأضاف: “خلال الضربات تم القضاء على عدد من إرهابيي حماس”.
وقال شهود عيان ومسؤولون في الدفاع المدني والمستشفيات الفلسطينية إن قصفاً لوسط غزة أدى إلى مقتل 11 شخصاً قرب مخيم المغازي واثنين قرب دير البلح.
وهرعت عائلات القتلى والجرحى إلى المستشفيات في المنطقة، حيث قال مراسلو فرانس برس إن المدنيين كانوا يحزمون أمتعتهم مرة أخرى على شاحنات صغيرة وكراسي متحركة للفرار.
وبعد مرور ما يقرب من ثمانية أشهر على الحرب، تصاعد الغضب العالمي بسبب ارتفاع عدد القتلى والدمار في غزة، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف المباني دمرت أو تضررت.
– “صحافة شاملة” –
وحدد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة الماضي ما وصفها بخطة إسرائيلية من ثلاث مراحل لوقف القتال لمدة ستة أسابيع بينما يتم تبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين وزيادة المساعدات.
وأيدت مجموعة السبع والدول العربية الاقتراح رغم بقاء نقاط شائكة وهي تصر حماس على هدنة دائمة وانسحاب إسرائيلي كامل وهي مطالب رفضتها إسرائيل رفضا قاطعا.
وقد حث بايدن حماس على قبول الصفقة وأرسل مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى قطر لمحاولة متجددة بعد أشهر من المفاوضات المتتالية.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن بيرنز “سيواصل العمل مع الوسطاء للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن”.
وتوجه بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إلى قطر أيضًا، وفقًا لموقع أكسيوس الإخباري الذي نقل عن مصادر تحدثت عن “صحافة شاملة … لتحقيق انفراجة”.
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المرتبطة بالدولة أن “وفدا أمنيا مصريا سيجتمع مع نظيريه القطري والأمريكي في الدوحة يوم الأربعاء لبحث آلية استئناف محادثات التهدئة”.
وقالت قطر الثلاثاء إنها لم تتلق بعد تصريحات من أي من الجانبين “تمنحنا الكثير من الثقة”، لكنها “تعمل مع الجانبين بشأن المقترحات المطروحة على الطاولة”.
وقال بايدن في وقت سابق لأمير قطر إن “حماس هي الآن العقبة الوحيدة أمام وقف كامل لإطلاق النار”، و”أكد استعداد إسرائيل للمضي قدما” بالشروط التي حددها الأسبوع الماضي.
اتهم مسؤول كبير في حركة حماس في بيروت يوم الثلاثاء إسرائيل بالسعي إلى مفاوضات هدنة “لا نهاية لها”، وكرر موقف الحركة الرافض لأي اتفاق يستبعد وقفا دائما لإطلاق النار.
– مسيرة القدس الساخنة –
نشرت الشرطة الإسرائيلية ثلاثة آلاف شرطي في القدس قبيل المسيرة السنوية التي ينظمها اليمينيون لإحياء ذكرى سيطرة إسرائيل على البلدة القديمة في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.
وتجتذب المسيرة السنوية القوميين الإسرائيليين المتطرفين ومجموعات الشباب الصهاينة وتقود عبر الحي الإسلامي بالمدينة إلى الحائط الغربي.
لقد كان بمثابة مانع للصواعق للتوترات الإسرائيلية الفلسطينية في السنوات الأخيرة.
وفي اليوم الذي أقيمت فيه المسيرة في عام 2021، أطلقت حماس وابلا من الصواريخ باتجاه القدس، مما أدى إلى صراع استمر 12 يوما بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المسلحة.
وكانت الحرب الاخيرة في غزة قد اندلعت بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الاول/اكتوبر على جنوب اسرائيل، والذي اسفر عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية اسرائيلية.
واحتجز المسلحون أيضا 251 رهينة، لا يزال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدى القصف الإسرائيلي والهجوم البري إلى مقتل ما لا يقل عن 36550 شخصًا في غزة، معظمهم أيضًا من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وتواجه إسرائيل عزلة دبلوماسية متزايدة، وقضايا مرفوعة ضدها أمام محكمتين دوليتين، واعتراف العديد من الحكومات الأوروبية بالدولة الفلسطينية.
وتصاعدت التوترات أيضًا بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى مع أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر حليف لإسرائيل وداعم سياسي ومورد للأسلحة.
وانتقد بايدن في مقابلة مع مجلة تايم نتنياهو، الذي يقود حكومة ائتلافية يمينية هشة ويحارب مزاعم الفساد في المحكمة.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يطيل أمد الحرب من أجل الحفاظ على الذات السياسية، قال بايدن: “هناك كل الأسباب التي تجعل الناس يتوصلون إلى هذا الاستنتاج”.
بور-JD/FZ/Kir
