تسبب القصف الإسرائيلي الأخير لأهداف حزب الله في دمار واسع النطاق في جنوب لبنان، قبل الضربات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة الأوسع يوم الخميس.
أدى الهجوم الإسرائيلي على لبنان يوم الأربعاء إلى سقوط مباني ومقتل رئيس بلدية المدينة، قبل ساعات من الإعلان عن الغارات الإسرائيلية في سوريا وغزة.
في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها ضربت اليمن بضربات جوية استهدفت منشآت تخزين أسلحة تابعة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين أطلقوا مرارا طائرات بدون طيار على إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة عندما هاجمت حركة حماس، حليفتها، إسرائيل قبل أكثر من عام.
وتعهدت واشنطن بدعم إسرائيل، على الرغم من الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن الخسائر المدنية الناجمة عن حرب إسرائيل ضد الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران في غزة ولبنان.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارة إسرائيلية نادرة الخميس على مدينة اللاذقية الساحلية السورية استهدفت مستودعا للأسلحة.
ويتهم الجيش الإسرائيلي، الذي لم يعلق على الهجوم، حزب الله بنقل أسلحة إلى لبنان عبر سوريا المجاورة.
وكثفت إسرائيل قصفها للبنان في أواخر سبتمبر/أيلول وأرسلت بحلول نهاية الشهر قوات برية عبر الحدود.
وقال الجيش إن طائراته الحربية قصفت عشرات الأهداف لحزب الله الأربعاء في مدينة النبطية بجنوب لبنان، حيث يسيطر حزب الله وحليفته حركة أمل.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 16 شخصا قتلوا وأصيب 52 آخرون في غارات على مبنيين تابعين للبلدية. وقُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في غارات أخرى، بحسب مسؤولين وتقارير.
وقال مسؤول محلي لوكالة فرانس برس إن الغارات “شكلت ما يشبه حزام النار”، مضيفا أن رئيس بلدية النبطية كان من بين القتلى.
وقال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إن إسرائيل “استهدفت عمدا اجتماعا للمجلس البلدي كان يناقش الخدمات والوضع الإغاثي في المدينة”.
– رجال الإنقاذ يتدافعون بين الأنقاض –
وقالت الوزارة اللبنانية إن عمال الإنقاذ سارعوا أيضا بين الأنقاض في قرية قانا بجنوب لبنان حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية يوم الثلاثاء عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “قضى” على زعيم حزب الله في منطقة قانا جلال مصطفى الحريري.
كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المعقل الرئيسي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتم الإبلاغ عن مزيد من الضربات في جنوب لبنان ومنطقة البقاع في الشرق.
وأطلق حزب الله مرارا وابلا من الصواريخ على إسرائيل وقال يوم الخميس إنه دمر دبابة إسرائيلية أخرى قرب الحدود بعد قتال عنيف مع جنود نفذوا توغلات في المنطقة.
وأدت الحرب إلى مقتل ما لا يقل عن 1373 شخصا في لبنان، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وزارة الصحة اللبنانية، لكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى.
وبدأ حزب الله المدعوم من إيران هجمات منخفضة الشدة على إسرائيل في أكتوبر من العام الماضي لدعم حماس، في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الذي أدى إلى حرب غزة.
– انتقادات دولية لإسرائيل –
ومع ضعف حماس، وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية لتشمل لبنان، وتعهدت بالقتال حتى يتمكن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين أجبرتهم نيران حزب الله على الفرار من منازلهم من العودة.
ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار من جانب واحد يوم الثلاثاء قائلا إن ذلك “لن يغير الوضع الأمني”.
وتعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات بسبب ضرباتها في لبنان، بما في ذلك من الولايات المتحدة، الحليف الأكبر للبلاد.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير إن واشنطن أبلغت إسرائيل أن عملياتها “يجب ألا تهدد حياة المدنيين” أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو الجيش اللبناني.
ودعا 16 وزير دفاع في الاتحاد الأوروبي إلى “ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل” لمنع وقوع المزيد من الحوادث ضد قوات حفظ السلام.
وفي أعمال العنف الأخيرة، اتهمت قوة حفظ السلام التابعة لليونيفيل القوات الإسرائيلية “بإطلاق النار على برج المراقبة التابع لها” بطريقة “مباشرة ومتعمدة على ما يبدو”.
وأصر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق على أنه لا يستهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقال الصليب الأحمر اللبناني يوم الأربعاء أيضا إن اثنين من المسعفين أصيبا في غارة إسرائيلية على قرية في جنوب لبنان بينما كانت مهمة الإنقاذ بالتنسيق مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جارية.
حذرت منظمة الصحة العالمية من وجود خطر “مرتفع للغاية” لانتشار مرض الكوليرا بين النازحين في لبنان، مؤكدة حدوث حالة إصابة محتملة بالمرض هذا الأسبوع.
– المجاعة في غزة “خطر حقيقي” –
وتواجه إسرائيل إدانة دولية بسبب حجم المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة الذي يعاني من الجوع.
وفي رسالة بعثت بها إلى الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد، حذرت واشنطن من أنها قد تحجب شحنات الأسلحة ما لم يتم تسليم المزيد من المساعدات الإنسانية.
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، من وجود “خطر حقيقي” لحدوث مجاعة.
وقال المدير العام للأونروا فيليب لازاريني إن غزة “أصبحت نوعا من الأراضي القاحلة، والتي أود أن أقول إنها غير صالحة للعيش تقريبا”.
وعلى مدى أكثر من أسبوع، شنت القوات الإسرائيلية هجمات جوية وبرية واسعة النطاق في شمال غزة ومنطقة جباليا، بدعوى أن مقاتلي حماس يعيدون تجميع صفوفهم هناك.
نضال العرب، 40 عاما، فقد 10 من أفراد عائلته في غارات إسرائيلية على جباليا.
وقال لوكالة فرانس برس “الناس محاصرون. إذا لم يموتوا بسبب القصف، فسوف يموتون قريبا من العطش والجوع”.
وقال رئيس جهاز الدفاع المدني شمال غزة أحمد الكحلوت، إن أكثر من 200 ألف شخص “محرومون من المساعدات الغذائية لليوم الثاني عشر على التوالي، وكذلك من المياه الصالحة للشرب”.
قالت وكالة الدفاع المدني في القطاع، اليوم الخميس، إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة شملت صاروخًا أدى إلى مقتل خمسة أشخاص في منزل جنوب غرب مدينة غزة.
وشنت اسرائيل حملة عسكرية على غزة بعد هجوم حماس في 7 تشرين الاول/اكتوبر الذي اسفر عن مقتل 1206 اشخاص في اسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتلوا في الاسر.
وأدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل 42409 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في الأراضي التي تسيطر عليها حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ومع ضربات ضربت أجزاء متعددة من الشرق الأوسط، تستعد المنطقة أيضًا للانتقام الذي وعدت به إسرائيل ضد إيران لإطلاقها حوالي 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر.
وقالت إيران إن الهجوم جاء ردا على غارة إسرائيلية في بيروت أدت إلى مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله والجنرال الإيراني عباس نيلفوروشان.
قالت إيران يوم الأربعاء إن هجوما إسرائيليا على مواقعها النووية “مستبعد للغاية” وإنها يمكن أن تصلح أي ضرر سريعا.
بور/RSC/sco
