قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا أطلق من اليمن عبر إلى وسط إسرائيل يوم الأحد، ولم يتسبب في وقوع إصابات لكنه أضاف مرة أخرى إلى التوترات الإقليمية بعد مرور ما يقرب من عام على حرب غزة.
وبعد الحادث، شاهد مصورو وكالة فرانس برس رجال إطفاء يخمدون حريقاً في منطقة قريبة من اللد، وشاهدوا زجاجاً محطماً في محطة قطارات في مودين. وتقع المنطقتان جنوب شرق تل أبيب، المركز التجاري لإسرائيل.
ولم يعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم على الفور، لكنهم من بين الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط التي انخرطت في الصراع الذي أثاره الهجوم الذي شنه مسلحو حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة.
وفي يوليو/تموز، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم بطائرة بدون طيار اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأسفر عن مقتل مدني في تل أبيب، على بعد 1800 كيلومتر على الأقل من اليمن.
وفي بيان صدر يوم الأحد، قال الجيش الإسرائيلي “تم رصد صاروخ أرض – أرض يعبر وسط إسرائيل من الشرق وسقط في منطقة مفتوحة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات”.
وأضافت في وقت لاحق أن “الصاروخ أطلق من اليمن”.
وقال الجيش إن الانفجارات “التي سمعت في الدقائق القليلة الماضية” كانت ناجمة عن صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي، وإن نتيجة الاعتراض قيد المراجعة.
يشن الحوثيون في اليمن هجمات ضد إسرائيل ومصالحها المزعومة فيما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ويعتبر المتمردون جزءًا من “محور المقاومة”، الذي يضم أيضًا جماعات مسلحة متحالفة مع طهران في العراق وسوريا ولبنان.
– هجمات شحن قاتلة –
منذ نوفمبر/تشرين الثاني، نفذ الحوثيون عشرات الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار على السفن في خليج عدن والبحر الأحمر، وهي ممرات مائية حيوية للتجارة العالمية.
وقُتل عدد من البحارة الفلبينيين في الضربات التي أدت إلى رد عسكري أمريكي ضد أهداف حوثية.
وفي الشهر الماضي أصابت صواريخ الحوثيين ناقلة ترفع العلم اليوناني وتحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها قبالة سواحل ميناء الحديدة اليمني وتهديد كارثة بيئية.
وقال مصدر بوزارة الدفاع اليونانية لوكالة فرانس برس السبت إن عملية إنقاذ جارية ويتم سحب السفينة سونيون شمالا تحت حراسة عسكرية.
وبعد الهجوم الحوثي الدامي على تل أبيب في يوليو/تموز الماضي، قصفت طائرات حربية إسرائيلية مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من سعة تخزين الوقود في المنشأة ومقتل العديد من الأشخاص، وفقا للمتمردين.
وكانت هذه أول ضربة تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها في اليمن.
وتعهد مسؤول في جماعة الحوثي آنذاك “بمواجهة التصعيد بالتصعيد”. وأكد بيان للحوثيين الشهر الماضي “مرة أخرى أن الرد اليمني قادم بالتأكيد”.
وعلى الجانب الشمالي لإسرائيل، تتبادل حركة حزب الله اللبنانية إطلاق النار عبر الحدود بشكل منتظم مع القوات الإسرائيلية في تبادل يهدد بالتحول إلى حرب شاملة.
قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 40 قذيفة أطلقت، صباح الأحد، من لبنان تجاه منطقة الجليل الأعلى في إسرائيل ومرتفعات الجولان.
وأدت الأعمال العدائية إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص في كلا البلدين من منازلهم القريبة من الحدود.
– احتجاجات إسرائيلية –
حذر نعيم قاسم الرجل الثاني في حزب الله في خطاب يوم السبت من أنه “إذا شنت إسرائيل حربا فإننا سنواجهها وستكون هناك خسائر كبيرة في الجانبين”.
“إذا كانوا يعتقدون أن مثل هذه الحرب سوف تسمح لـ 100 ألف نازح بالعودة إلى ديارهم… فإننا نصدر هذا التحذير: استعدوا للتعامل مع مئات الآلاف من النازحين الآخرين”.
وأسفرت أعمال العنف عبر الحدود منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 623 شخصا في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم أيضا 142 مدنيا على الأقل، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.
وعلى الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في مرتفعات الجولان، أعلنت السلطات عن مقتل ما لا يقل عن 24 جنديا و26 مدنيا.
وقالت حزب الله إنها تعمل على دعم حليفتها حركة حماس في قطاع غزة.
وأسفر هجوم حماس الذي بدأ الحرب في غزة عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما أسر المسلحون 251 أسيراً خلال الهجوم، لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 41182 شخصا على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تقدم تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
وخرج آلاف الأشخاص مرة أخرى إلى شوارع المدن الرئيسية في إسرائيل يوم السبت في محاولة لزيادة الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
فشلت جهود استمرت شهورا من قبل وسطاء قطريين ومصريين وأمريكيين في التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن. وتواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غضبا متزايدا من المنتقدين الذين يتهمونه بعدم بذل جهود كافية لإعادة الأسرى إلى ديارهم.
