تجاهلت إسرائيل وحماس الدعوات الدولية لتجديد الهدنة التي انتهت صلاحيتها يوم السبت بعد أن قصفت غارات جوية أهدافا للنشطاء في غزة وأطلقت الجماعات الفلسطينية وابلا من الصواريخ.
وخيم الدخان مجددا على سماء شمال الاراضي الفلسطينية التي قالت حكومة حماس ان 240 شخصا قتلوا منذ انتهاء الهدنة في وقت مبكر من يوم الجمعة واستؤنف القتال.
وفي إسرائيل، أبلغت قيادة الجبهة الداخلية للجيش عن 40 إنذارًا صاروخيًا في جنوب ووسط البلاد، وأعلنت الجماعتان الفلسطينيتان حماس والجهاد الإسلامي عن “قصف صاروخي” ضد مدن وبلدات إسرائيلية متعددة بما في ذلك تل أبيب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر للصحافيين إن “أكثر من 250 صاروخا تم إطلاقها على إسرائيل منذ صباح الجمعة”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص في غزة – أي أكثر من ثلثي السكان – قد شردوا بسبب الحرب المستمرة منذ ثمانية أسابيع.
وقال فضل نعيم، كبير الأطباء في المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، إن مشرحته استقبلت يوم السبت 30 جثة، بينهم سبعة أطفال.
وقال نمر البل (43 عاما) لوكالة فرانس برس “قصفت الطائرات منازلنا: ثلاث قنابل ودمرت ثلاثة منازل”، مضيفا أنه أحصى عشرة قتلى من عائلته و”13 آخرين ما زالوا تحت الأنقاض”.
ويعاني سكان غزة من نقص الغذاء والماء وغيرهما من الضروريات، وقد تم تدمير العديد من المنازل. وأعلنت وكالات الأمم المتحدة وقوع كارثة إنسانية، على الرغم من وصول بعض شاحنات المساعدات يوم السبت.
وقال باسكال هونت، رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة: “إن المنازل والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية الحيوية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة تعرضت لدمار هائل”.
وأضاف أن “الظروف الحالية لا تسمح باستجابة إنسانية ذات معنى، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى كارثة على السكان المدنيين”.
وبعد انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس يوم الجمعة، طلبت إسرائيل من المنظمات غير الحكومية عدم جلب قوافل المساعدات عبر معبر رفح الحدودي من مصر، حسبما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
لكن المنظمة الخيرية قالت يوم السبت إن زملاءها المصريين تمكنوا من إرسال عدد من الشاحنات.
– إسرائيل تسحب المفاوضين –
وتبادل الجانبان الاتهامات بانهيار الهدنة التي مكنت قبل انتهاء مدتها من إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 سجينا فلسطينيا.
وتم التوصل إلى الاتفاق بمساعدة قطر وبدعم من مصر والولايات المتحدة، لكن إسرائيل قالت يوم السبت إنها ستسحب مفاوضيها من الدوحة بعد أن وصلت المحادثات إلى طريق مسدود بهدف تأمين وقف متجدد للأعمال القتالية.
ودعا الرهائن الإسرائيليون المفرج عنهم من غزة حكومتهم إلى تأمين إطلاق سراح الأسرى المتبقين.
وفي رسائل فيديو قصيرة تم عرضها في تجمع حاشد في تل أبيب، تحدثت أربع نساء عن الخوف والجوع والأرق الذي تعرضن له في الأسر.
وقالت دانييل ألوني، 45 عاماً، التي أطلق سراحها الأسبوع الماضي مع ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات: “لقد رأت بناتنا أشياءً لا يحتاج الأطفال في تلك السن – أو في أي عمر – إلى رؤيتها”.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار” لإطلاق سراح جميع الرهائن والسماح بدخول المزيد من المساعدات وضمان أمن إسرائيل.
واعترض على أهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة، محذرا من أنه إذا كان “التدمير الكامل لحماس” في غزة هو الهدف، فإن “الحرب سوف تستمر 10 سنوات.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت لاحق في تل أبيب إن الحرب ستستمر “حتى نحقق كل أهدافها” بما في ذلك القضاء على الحركة الإسلامية.
وقال في أول مؤتمر صحفي له منذ استئناف القتال “جنودنا استعدوا خلال أيام الهدنة لتحقيق النصر الكامل على حماس.”
خلال هجوم غير مسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول، اخترق مقاتلو حماس حدود غزة العسكرية إلى إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا حوالي 240 إسرائيليًا وأجنبيًا كرهائن، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وتقول سلطات حماس التي تدير غزة إن إسرائيل تعهدت بالقضاء على حماس ردا على ذلك وشنت حملة جوية وبرية أسفرت عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين أيضا.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إنه منذ انتهاء الهدنة، هاجمت القوات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية أكثر من 400 هدف في غزة.
ويتوافق هذا الرقم تقريبًا مع المتوسط اليومي لعدد الضربات قبل فترة التوقف، وفقًا للأرقام العسكرية الصادرة سابقًا.
وقصفت الطائرات الحربية “أكثر من 50 هدفا في هجوم واسع النطاق في منطقة خان يونس” جنوب قطاع غزة، بحسب الجيش.
وفي حادث منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن عناصر من لواء مدرع إسرائيلي “قضوا على خلايا إرهابية وأطلقوا النار على أهداف إرهابية في شمال قطاع غزة”.
– انتشار القتال –
وأدان الزعماء الدوليون والجماعات الإنسانية العودة إلى القتال.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على موقع X، تويتر سابقا: “يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية بدأت مرة أخرى في غزة”.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده قتلوا بالرصاص فلسطينيا عند حاجز قرب مدينة نابلس بعد أن “استل سكينا وبدأ بالتقدم نحوهم”.
وقالت سوريا إن إسرائيل نفذت ضربات جوية قرب دمشق يوم السبت. واتهم الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بقتل اثنين من أعضائه في سوريا قال إنهما كانا في “مهمة استشارية”.
وقالت حماس في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي إنها أعادت العلاقات مع الحكومة السورية. وتكثفت الهجمات الإسرائيلية على أهداف في سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
أسفر أسبوع تبادل الأسرى والرهائن عن لم شمل عائلات إسرائيلية مع أقاربهم المفرج عنهم، وابتهاجًا في شوارع الضفة الغربية مع خروج الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
كما تم إطلاق سراح 25 رهينة أخرى، معظمهم من التايلانديين، خارج نطاق اتفاق الهدنة.
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أن 137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
نهاية فترة التهدئة كانت بمثابة خيبة أمل مريرة لعائلات أولئك الذين لم يُطلق سراحهم بعد.
وقال إيلان زاريا، عم إيدن يروشالمي، 20 عاماً، إحدى النساء اللاتي ما زلن محتجزات: “لقد رأينا فرصة للناس للخروج، ولم شملهم مع عائلاتهم واستئناف حياتهم القديمة”.
بور-DC/كير/د
