قال مسؤولون إن هجوما صاروخيا على قاعدة في العراق أدى إلى إصابة العديد من الأفراد الأمريكيين يوم الاثنين، مما يزيد من التوترات الإقليمية المتصاعدة بالفعل بسبب هجوم مضاد إيراني متوقع على إسرائيل.
ويعد إطلاق الصواريخ هو الأحدث في سلسلة هجمات تستهدف قاعدة عين الأسد في غرب العراق، والتي تستضيف قوات أمريكية بالإضافة إلى أفراد من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “وقع هجوم صاروخي مشتبه به اليوم ضد القوات الأميركية وقوات التحالف” في القاعدة. وأضاف “تشير المؤشرات الأولية إلى إصابة العديد من الأفراد الأميركيين”.
وأضاف المتحدث أن “أفراد القاعدة يجرون تقييما للأضرار بعد الهجوم” وسيتم تقديم التحديثات مع توفر المزيد من المعلومات.
وقال مصدر عسكري عراقي في وقت سابق إن عدة صواريخ أطلقت على القاعدة، بعضها سقط داخلها وآخر سقط على قرية قريبة لكنه لم يسبب أضرارا.
وقال قيادي في جماعة مسلحة موالية لإيران لوكالة فرانس برس إن صاروخين على الأقل استهدفا القاعدة، دون أن يحدد من نفذ الهجوم.
وأكد مصدر آخر في المجموعة ومصدر أمني وقوع الهجوم.
وكانت مثل هذه الهجمات متكررة في وقت مبكر من الحرب بين إسرائيل ومسلحي حماس الفلسطينيين في غزة، لكنها توقفت إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
ويأتي إطلاق الصواريخ الأخير في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من هجوم من جانب إيران وحلفائها على إسرائيل ردا على مقتل شخصيات بارزة من حماس وحزب الله في هجمات الأسبوع الماضي إما ألقي اللوم فيها على إسرائيل أو أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنها.
– سلسلة من الهجمات –
وتعد عمليات القتل هذه، التي تعهدت كل من إيران وحزب الله بالرد عليها، من بين أخطر سلسلة من الهجمات المتبادلة التي أدت بالفعل إلى تفاقم المخاوف من اندلاع حرب إقليمية ناجمة عن حرب غزة.
وقد انخرط بالفعل “محور المقاومة” المتحالف مع إيران ضد إسرائيل، والذي يضم أيضا مجموعات عراقية والحوثيين في اليمن، في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر.
وقال مسؤول أمريكي إن هجوم الصاروخ يوم الاثنين وقع بعد أن نفذت القوات الأمريكية هجوما بطائرات بدون طيار الأسبوع الماضي على مقاتلين كانوا يحاولون إطلاق طائرات بدون طيار اعتبرت تهديدا للقوات الأمريكية وحلفائها.
وكانت هذه الضربة، التي قالت مصادر عراقية إنها أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، هي الأولى التي تنفذها القوات الأميركية في العراق منذ فبراير/شباط.
وشهد العراق مؤخرا هجومين استهدفا قواعد تستضيف قوات أمريكية وحلفائها في 16 و25 يوليو/تموز.
قبل ذلك، لم تكن القوات الأميركية في العراق وسوريا مستهدفة منذ أبريل/نيسان. لكن الهجمات ضدها كانت أكثر شيوعاً في الأشهر القليلة الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، حيث استُهدِفت أكثر من 175 مرة.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهو تحالف فضفاض من الجماعات الموالية لإيران، مسؤوليتها عن غالبية الهجمات، قائلة إنها كانت تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وفي يناير/كانون الثاني، أسفرت غارة بطائرة بدون طيار ألقي اللوم فيها على تلك الجماعات عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة بالأردن. وردا على ذلك، شنت القوات الأمريكية عشرات الضربات ضد مقاتلين تدعمهم طهران في العراق وسوريا.
ومنذ ذلك الحين، توقفت الهجمات ضد القوات الأميركية إلى حد كبير.
وسعت بغداد إلى تهدئة التوترات، وانخرطت في محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، مع مطالبة الجماعات المدعومة من إيران بالانسحاب.
لدى الجيش الأميركي نحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا.