تونس –
أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، اليوم الأحد، أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات المجالس المحلية بلغت 10.27 بالمئة، بعد ثماني ساعات من بدء عملية التصويت، وهو ما يشير إلى ضعف الإقبال.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية فاروق بوعسكر، خلال مؤتمر صحفي، إن “الانتخابات تجري في 779 دائرة انتخابية من أصل 2129 دائرة انتخابية”، لافتا إلى أن “1558 مرشحا يتنافسون في الانتخابات، فيما يتوقع أن يصوت 4181871 شخصا”. في الجولة الثانية، مع فتح 2037 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد.
سجلت عدد من مراكز الاقتراع في تونس العاصمة، شمالي البلاد، إقبالا جيدا في الصباح، خاصة في مراكز اقتراع دوائر الزهروني والزهور والطيران.
وكان الإقبال الجيد ممكنا على الرغم من حركة المرور الكثيفة، حيث أن يوم الأحد هو الوقت الذي تجذب فيه الأسواق الأسبوعية الشعبية العملاء في هذه المناطق، حيث تعج بالمقاهي والمطاعم.
وقال بعض المواطنين لوكالة الأنباء الرسمية في تونس، إنهم “لا يتوقعون شيئا من هذه الانتخابات”، وأن “ما عاشوه خلال السنوات الماضية جعلهم يفقدون الثقة في إمكانية التغيير وقدرة السلطة المحلية”. المجالس للاستجابة لتطلعاتهم التي أصبحت تقتصر الآن على توفير الغذاء اليومي ومواجهة غلاء المعيشة”.
وقال تونسيون آخرون إنهم حريصون على المشاركة في الانتخابات واختيار ممثليهم في مجالسهم المحلية.
وعلى الرغم من الحملة الدعائية التي تقوم بها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وحملاتها المكثفة عبر وسائل الإعلام المختلفة للتعريف بالمرشحين والاقتراع المحلي والغرض منه، فإن معظم التونسيين لا يعرفون هذه الانتخابات ولا أهمية المجالس المحلية وصلاحياتها.
وكان عدد من التونسيين قد قالوا إنهم في حيرة من أمرهم ولا يفهمون الفرق بين المجالس المحلية والمجالس البلدية وأدوارهم، كما انتقدوا عدم قدرة المجالس السابقة على إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالنظافة والكهرباء ومعالجة ظاهرة الضالة كلاب.
وقال فوزي الشرقي، رئيس مركز الاقتراع بالمدرسة الابتدائية بمديرية الطيران 2، إن نسبة المشاركة في الفترة الصباحية كانت ضعيفة مقارنة بالجولة الأولى، وأن أغلب الناخبين الذين وصلوا إلى المركز هم من كبار السن. من ناحية أخرى، وصفت رئيسة لجنة الاقتراع بالمدرسة الابتدائية بمنطقة الرياض باردو، أسمهان السبيعي، شكل العملية الانتخابية بالطبيعي، معتبرة أنها لم تختلف عن الجولة الأولى للانتخابات المحلية. خاصة خلال ساعات الصباح الباكر.
وقالت الجمعية التونسية لنزاهة وديمقراطية الانتخابات (عتيد)، الأحد، إن “عملية التصويت شهدت صباح اليوم تباطؤا، اتسمت بمشاركة ضعيفة للناخبين، إضافة إلى وجود مخالفات متفاوتة في أكثر من مركز اقتراع”.
وأوضحت ATID على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن المراقبين البالغ عددهم 140 مراقبا سجلوا تدخل بعض المواطنين للضغط على الناخبين أمام مركز اقتراع بالمدرسة الابتدائية بمدينة سوسة. وفي مدينة بنزرت، قام عدد آخر من المواطنين بمنع ممثل أحد المرشحين من دخول مركز الاقتراع بالمدرسة الابتدائية.
وأشارت “أتيد” إلى منع أحد المراقبين من دخول أحد مراكز الاقتراع بحي الرياض بمدينة سوسة. تأخر مركز الاقتراع هذا 56 دقيقة في نشر قائمة الناخبين، في حين لم يتمكن أحد الناخبين من الإدلاء بصوته لعدم وجود مخصصات للأشخاص ذوي الإعاقة. وقالت الجمعية إنها اعتمدت خلال عملية مراقبة الاقتراع على تطبيق جديد، وأن مراقبيها انتقلوا إلى عدة مراكز اقتراع لمتابعة عمليات فرز الأصوات.
وبحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فقد تم انتخاب 1349 مرشحا في الجولة الأولى من إجمالي 7205 متنافسين.
كما أشارت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى أن “1,74,880 ناخباً شاركوا في الجولة الأولى، بنسبة 11.84 بالمئة فقط من الناخبين”، وهو ما دفع أحزاب المعارضة إلى التنديد بالانتخابات ووصفتها بـ”المهزلة التي يجب إيقافها”.
وشابت الجولة الأولى من انتخابات المجالس المحلية مقاطعة من أحزاب وجماعات المعارضة، مثل جبهة الإنقاذ الوطني وحزب العمال وحزب آفاق تونس، في حين شهدت الأحزاب الموالية، بما في ذلك حركة الشعب وحركة تونس إلى الأمام وحزب وأيدت الحركة الشعبية التصويت.