جربة (تونس)
شارك 12 حاجا فقط يوم الجمعة في رحلة الحج اليهودية هذا العام في جزيرة جربة التونسية وسط مخاوف أمنية متزايدة بعد هجوم دام العام الماضي ومع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
عادة ما يجذب الحج إلى كنيس الغريبة، وهو الأقدم في أفريقيا، آلاف الحجاج من أوروبا وإسرائيل وخارجها، ويجذب السياح الدوليين والمحليين أيضًا.
لكن في اليوم الأول من موسم الحج هذا العام، لم يكن هناك سوى حوالي اثني عشر من المصلين – ولم يكن أي منهم تقريبًا أجانب – مع وجود مكثف للشرطة والحرس الوطني.
وقال منظم المهرجان رينيه الطرابلسي لوكالة فرانس برس “هذا العام، لاحظنا نقصا في الطلب”.
وأضاف: “وبالنظر إلى الحرب في الشرق الأوسط، اتخذت الإدارة قرارًا حكيمًا وذكيًا بإلغاء الاحتفالات”، مستشهدًا أيضًا بهجوم العام الماضي الذي خلف خمسة قتلى.
“لقد احتفظنا فقط بالجانب الديني والروحي، وهو فريضة الحج”.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، منع ضباط شرطة بملابس مدنية وأفراد من الحرس الوطني الصحفيين والسياح من دخول المعبد اليهودي القديم.
وقال ضابط في الحرس الوطني لمراسل وكالة فرانس برس عند مدخل المعبد، حيث نصبت بوابات معدنية، “لا أحد يدخل إلا اليهود”.
ولم تحدد السلطات عدد الحجاج الذين وصلوا بحلول صباح الجمعة، لكن الطرابلسي قال إنه من المتوقع أن يمر بضع عشرات فقط خلال الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام.
وأضاف: “نتوقع أن يصل ما بين 30 إلى 50 شخصا بحلول يوم الاثنين، آخر أيام الحج”. “لقد انتقلنا من 6,000 إلى 7,000 إلى 30-50 شخصًا.”
وقال رجل يهودي أجريت معه مقابلة في شوارع جربة إنه وآخرين من مجتمعه “قرروا عدم الذهاب إلى الغريبة” هذا العام، بناء على طلب من حاخامهم.
ومع ذلك، قال الطرابلسي إنه “لم يتفاجأ” لأن موسم الحج هذا العام لم يشهد سوى حفنة من الحجاج.
في 9 مايو من العام الماضي، أطلق شرطي تونسي النار، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من ضباط الشرطة واثنين من المصلين، حددتهم السلطات على أنهم مواطنون تونسيون وفرنسيون.
وأدى هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة في عام 2002، تبناه تنظيم القاعدة، إلى مقتل 21 شخصًا في الكنيس.
وأدى هجوم آخر عام 1985 على يد حارس تونسي إلى مقتل أربعة من المصلين وضابط شرطة.
لكن تم تشديد الإجراءات الأمنية منذ ذلك الحين.
وقال حاييم حداد، أحد الحجاج: “لم نكن نتوقع حدوث ذلك العام الماضي، لأن الأمن كان ممتازاً”. “لقد آلمنا كثيرًا وما زلنا نتألم، ولهذا السبب لا يوجد الكثير من الناس هنا اليوم.”
وبعد شائعات عن إلغاء موسم الحج هذا العام تماما، قال المنظمون إنه “سيكون محدودا” بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
وأضاف حداد والدموع في عينيه: “عندما أراه فارغاً هكذا أتألم”.
جربة، التي تجتذب أشجار النخيل ومنتجعاتها الشاطئية أعدادا كبيرة من السياح كل عام، هي موطن لواحدة من أكبر المجتمعات اليهودية في المنطقة خارج إسرائيل.
يقع الحج في قلب التقليد اليهودي في تونس، حيث لا يزال يعيش حوالي 1500 من أتباع الديانة اليهودية – معظمهم في الجزيرة – مقارنة بحوالي 100000 في الخمسينيات، قبل أن يغادر الكثيرون إلى إسرائيل وفرنسا.
تم استبدال احتفالات الحج المعتادة هذا العام بصلوات حزينة من قبل حفنة من الحجاج الحاضرين.
وقالت جانيت، التي ذكرت اسمها الأول فقط، إنها تؤدي فريضة الحج كل عام منذ عام 2003، لكن هذا العام كان مختلفا.
وقالت: “إنها خطة الله”. “أفضل من لا شيء. تعال وأشعل شمعة، فهذا أفضل من لا شيء».
ويقول المنظمون إن أكثر من 5000 شخص، معظمهم من الخارج، انضموا إلى الحج العام الماضي.
لكن رغم كل شيء، بقي الطرابلسي متفائلاً بالمستقبل.
وقال: “نرى في أوروبا الكثير من الهجمات المعادية للسامية على المعابد اليهودية وأتباع الديانة اليهودية”. “في تونس، منذ 7 أكتوبر، لم نشهد أي أعمال معادية للسامية”.
وأضاف: “المهم هو أننا هنا ونحظى بدعم السلطات”. “الصلوات تذهب من أجل السلام ونهاية الحروب. ستكون رسالة هذه السنة من غريبة”.
