قلصت إيران وجودها العسكري في سوريا بعد سلسلة من الضربات التي ألقي باللوم فيها على إسرائيل، حسبما قال مصدر مقرب من جماعة حزب الله المدعومة من إيران والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء.
وقالت المصادر إن إيران قدمت الدعم العسكري لقوات الحكومة السورية خلال أكثر من عقد من الحرب الأهلية، لكن سلسلة من الضربات التي استهدفت قادتها في الأشهر الأخيرة دفعت إلى إعادة تشكيل وجودها.
وقال المصدر المقرب من حزب الله إن “إيران سحبت قواتها من جنوب سوريا”، بما في ذلك محافظتي القنيطرة ودرعا المتاخمتين لمرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل.
وأضاف المصدر أنه لا يزال لها وجود في أجزاء أخرى من البلاد.
وشهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الضربات على أهداف إيرانية في سوريا، ألقي باللوم فيها على نطاق واسع على إسرائيل، وبلغت ذروتها في ضربة في الأول من أبريل/نيسان دمرت القنصلية الإيرانية في دمشق بالأرض وقتلت سبعة من الحرس الثوري، اثنان منهم جنرالات.
ودفعت تلك الضربة إيران إلى إطلاق أول هجوم مباشر بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل يومي 13 و14 أبريل/نيسان، مما أدى إلى تصاعد التوترات الإقليمية.
لكن المصدر المقرب من حزب الله قال إن إيران بدأت بالفعل سحب قواتها بعد ضربة في 20 يناير/كانون الثاني أسفرت عن مقتل خمسة من الحرس الثوري في دمشق، من بينهم رئيس المخابرات السورية ونائبه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن القوات الإيرانية انسحبت من دمشق وجنوب سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مقاتلين لبنانيين وعراقيين مدعومين من إيران حلوا مكانهم.
وقالت إيران مراراً وتكراراً إنه ليس لديها قوات قتالية في سوريا، بل فقط ضباط لتقديم المشورة والتدريب العسكريين.
لكن المرصد يقول إن ما يصل إلى 3000 عسكري إيراني موجودون في سوريا، يدعمهم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين دربتهم إيران من دول من بينها لبنان والعراق وأفغانستان.
وقال عبد الرحمن إن العديد من مستشاري إيران غادروا سوريا خلال الأشهر الستة الماضية، رغم أن بعضهم بقي في محافظة حلب في الشمال وفي محافظة دير الزور في الشرق.