الجزائر –
وضعت اتفاقيات التعاون التي وقعتها الجزائر الأحد مع إيران، وتحديدا في مجال الطاقة، الدولة الواقعة في شمال إفريقيا على خلاف مع الغرب، في ظل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران منذ سنوات.
وقال مراقبون لـ”العرب ويكلي” إن مثل هذه الاتفاقيات تؤدي إلى تفاقم أزمة الثقة بين الجزائر والغرب، خاصة مع تعميق الجزائر لتعاونها مع روسيا والصين في السنوات الأخيرة.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي ودعمها للجماعات الشيعية المسلحة. منعت هذه العقوبات بشكل فعال الدول التي تتعامل مع إيران من التعامل أيضًا مع الولايات المتحدة.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، هددت واشنطن بفرض عقوبات على الدول التي لم تخفض وارداتها من النفط الإيراني إلى الصفر.
ويشهد المحور الجزائري الإيراني زخما ملحوظا في الأشهر الأخيرة، مع عدد من الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين، مثل زيارة رئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي ووزير الخارجية أحمد عطاف، وانعقاد لجنة الصداقة البرلمانية في طهران ومن ثم اجتماع لجنة الصداقة البرلمانية في طهران. الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني لنظيره الجزائري لزيارة طهران.
ويتقاسم البلدان عددا من السياسات والآراء بشأن الشرق الأوسط، أبرزها رفض الجزائر تصنيف حزب الله اللبناني كيانا إرهابيا ورفضها الانضمام إلى التحالف العربي في اليمن. كما دعمت الجزائر نظام الرئيس السوري بشار الأسد ورفضت تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي المقابل، حافظت طهران على دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وأثارت الادعاءات بأن دعم طهران يشمل تزويد البوليساريو بطائرات بدون طيار مخاوف ليس فقط في المغرب، ولكن أيضًا في جميع أنحاء شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وكذلك في أوروبا والولايات المتحدة.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، وقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتفاقيات تعاون متعددة مع نظيره الإيراني الزائر إبراهيم رئيسي لتعزيز الشراكة بينهما.
وتغطي الاتفاقيات الطاقة والشركات الناشئة والسياحة والإعلام والاتصالات حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية المملوكة للدولة.
وقال تبون، خلال مؤتمر صحفي مشترك، إنه ملتزم بتعزيز التعاون الثنائي، واصفا العلاقات مع إيران بـ”التاريخية”.
وأشاد بدعم إيران لعضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025، كما أشاد بالتضامن الإيراني مع القضية الفلسطينية.
إلى ذلك، أدان تبون الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وأعرب عن قلقه إزاء صمت بعض الدول تجاه مثل هذه الجرائم.
من جانبه، أكد رئيسي، مرددًا ما قاله تبون، على العلاقات الثنائية العميقة الجذور وحث على توسيع العلاقات الاقتصادية.
إلى ذلك، أعرب رئيسي عن أسفه للصراع في قطاع غزة، واتهم الإدارة الأمريكية بلعب دور في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل. كما أكد مجددا التزام إيران بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بحسب الموقع الإلكتروني لمكتب الرئاسة الإيرانية.
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني بعد مشاركته في القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي بالجزائر العاصمة.