استعد المفاوضون لأسبوع حاسم من محادثات وقف إطلاق النار في غزة يوم السبت، بينما قالت حماس إنها سترسل مندوبين إلى القاهرة لكنها لن تشارك في المناقشات، واندلع القتال في الأراضي الفلسطينية.
وقد أمضت الولايات المتحدة ومصر وقطر عدة أشهر في محاولة التوسط لإنهاء الحرب في غزة بين مسلحي حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل.
لقد أدت الحرب التي اندلعت بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى تدمير غزة ونزوح كل سكانها تقريبا مرة واحدة على الأقل وتسببت في أزمة إنسانية.
وقال البيت الأبيض إن تقدما تم تحقيقه في الجولة الأخيرة هذا الأسبوع، على الرغم من أن الوجود الدائم المحتمل للقوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر أصبح نقطة خلاف رئيسية.
لقد ثبت دائما أن نوبات التفاؤل السابقة خلال أشهر من وقف إطلاق النار المتقطع ومفاوضات إطلاق سراح الرهائن كانت بلا أساس.
وقال مسؤول كبير في حركة حماس إن وفدا من الحركة الإسلامية يتجه إلى القاهرة، لكنه لن يشارك في المحادثات. وبدلا من ذلك، سيلتقي الوفد مع كبار المسؤولين المصريين للحصول على آخر المستجدات بشأن المفاوضات.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن الوفد “سيتم إطلاعه… لكن هذا لا يعني أنه سيشارك في المفاوضات”.
وقال المسؤول إن حماس ستصر على أن تسحب إسرائيل كل قواتها من كل أنحاء غزة، بما في ذلك “منطقة الحدود مع مصر”، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.
– “خطوة محورية” –
وترتكز المحادثات على إطار حدده الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/أيار الماضي، ووصفه بأنه مقترح إسرائيلي.
وأكد مسؤول ثان في حماس، السبت، أن “قيادة حماس، بما في ذلك زعيمها يحيى السنوار” وافقت بالفعل على خطة بايدن وتريد تنفيذها دون “تعديل صياغتها”.
وتتضمن الخطة المكونة من ثلاث مراحل التي وضعها بايدن وأقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في البداية تبادل الرهائن مع الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خلال ما أسماه بايدن “وقف إطلاق نار كامل وشامل” يستمر ستة أسابيع.
وأصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ ذلك الحين على إبقاء القوات على طول الممر، بحجة أن إسرائيل بحاجة إلى منع حماس من إعادة بناء قوتها من خلال تهريب الأسلحة من مصر.
وقال البيت الأبيض إن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز كان من بين المسؤولين الأميركيين المشاركين في محادثات القاهرة إلى جانب رؤساء وكالة التجسس وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيليين.
وقال مصدر مصري قريب من المحادثات إن الولايات المتحدة “تناقش مع الوسطاء مقترحات جديدة لسد الفجوة بين إسرائيل وحماس”.
وأضاف المصدر أن “جولة المفاوضات الموسعة” المقررة يوم الأحد ستكون “خطوة محورية في صياغة اتفاق سيتم الإعلان عنه إذا تمكنت واشنطن من الضغط على نتنياهو”.
اندلعت اشتباكات عنيفة في غزة اليوم السبت، حيث أفاد مراسلو وكالة فرانس برس ومصادر الإنقاذ في الدفاع المدني عن استمرار القصف المدفعي الإسرائيلي والغارات الجوية على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وفي حي الزيتون في مدينة غزة، سمع إطلاق نار وانفجارات بينما اشتبك مسلحون فلسطينيون مع جنود إسرائيليين، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
قال طبيب في مستشفى ناصر إن قصفا ليليا على منزل غربي خان يونس جنوب قطاع غزة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم امرأة وأربعة أطفال.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، السبت، عن وفاة 69 شخصا خلال الـ48 ساعة الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “قضى” على العشرات من المسلحين في اشتباكات عن قرب وضربات في منطقة تل السلطان في رفح خلال اليوم الماضي.
وقالت الأمم المتحدة اليوم الخميس إن عشرات الآلاف من المدنيين نزحوا من دير البلح وخان يونس بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي تسبق العمليات العسكرية.
– احتجاجات الرهائن –
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 40334 فلسطينيا في غزة، وفقا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تعطي تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن معظم القتلى هم من النساء والأطفال.
كما اختطف مسلحون فلسطينيون 251 رهينة، بقي منهم 105 في غزة، بما في ذلك 34 يقول الجيش إنهم قتلوا.
أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على رفات ستة رهائن من نفق في منطقة خان يونس هذا الأسبوع، وقال إنه عثر على رصاصات في أجسادهم.
ويواجه نتنياهو احتجاجات منتظمة من جانب أنصار الرهائن الذين يطالبون بإبرام صفقة لإعادتهم إلى ديارهم.
تكثفت الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة في غزة وتجنب حرب أوسع نطاقا بعد أن أثار مقتل اثنين من كبار النشطاء المدعومين من إيران الشهر الماضي تهديدات بالانتقام من طهران وحلفائها بما في ذلك حركة حزب الله اللبنانية التي ألقت باللوم على إسرائيل.
ومع تصاعد التهديدات، بادر بعض الإسرائيليين إلى أخذ زمام الأمور بأيديهم من خلال بناء الملاجئ في منازلهم، بعد تأجيل ذلك لسنوات.
وقال جيف ليدرير (79 عاما) وهو طبيب أسرة في تل موند شمال تل أبيب “نشعر الآن بقلق أكبر لأن حزب الله قادر على الوصول إلينا بصواريخه. كما نخشى أن نتعرض لإطلاق النار من جانب إيران”.
وقال سكان غزة إنهم يتطلعون بشدة إلى انتهاء الحرب.
وقالت أم محمد وادي، وهي نازحة من دير البلح، لوكالة فرانس برس: “نحن متعبون ونأمل أن تستمر المفاوضات ويرفع الحصار وتتوقف الحرب”.
بورز-دي في/ات
