عمان –
قال مسؤولون في مجال الطاقة إن الأردن والعراق بدأا محادثات لاستئناف صادرات النفط العراقي إلى المملكة، بعد توقف آخر في صفقة تأثرت منذ فترة طويلة بالخلاف السياسي بين البلدين.
ويأتي التوقف الأخير بعد أن أثار الأردن غضب حلفاء إيران في الشرق الأوسط من خلال المساعدة في اعتراض وابل الصواريخ والطائرات بدون طيار المسلحة على إسرائيل الشهر الماضي، في أعمال عدائية مباشرة نادرة بين إسرائيل وإيران.
كما تأتي في أعقاب زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل للأردن أواخر الشهر الماضي، دعا خلالها البلدان العراق إلى الالتزام بالاتفاق البحري الذي ألغته المحكمة الاتحادية العليا العراقية في سبتمبر/أيلول الماضي، واستكمال ترسيم الحدود البحرية.
وأثار ذلك غضبا في العراق، خاصة بين المشرعين الشيعة.
على مدى السنوات الأربع الماضية، كان الأردن من بين دول المنطقة التي استجابت بشكل إيجابي لمبادرات العراق لتحسين العلاقات، على الرغم من أن خطط المشاريع الاقتصادية المشتركة لم تتحقق في الغالب.
ويرجع وقف صادرات النفط الخام العراقي إلى الأردن إلى انتهاء مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والحكومة الأردنية في 4 أيار 2023.
وقالت مديرة قطاع النفط والغاز الطبيعي في وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية إيمان عوض، إن الوزارة الأردنية تواصلت مع وزارة النفط العراقية لتمديد الاتفاقية لمدة ثلاثة أشهر أخرى بنفس الشروط التعاقدية.
وأضاف عوض أن الوزارة الأردنية تتابع عن كثب مع الجانب العراقي والسفارة الأردنية في بغداد للحصول على الموافقات المطلوبة من السلطات العراقية لاستئناف تصدير النفط إلى الأردن.
وتوترت العلاقات بين العراق والأردن منذ سقوط صدام حسين عام 2003 وصعود الجماعات الشيعية المدعومة من إيران إلى السلطة. لكن بعد ثلاث سنوات، وافق العراق على تصدير 10 آلاف برميل من النفط الخام يومياً، بسعر مخفض، من حقول كركوك إلى الأردن، كجزء من محاولة لتحسين العلاقات.
وقد توقفت التدفقات، التي تمثل سبعة بالمائة من واردات النفط الأردنية، بشكل متكرر، خاصة خلال الفترات الحساسة من التوترات السياسية.
ويعتمد الأردن، الذي ينتج كميات ضئيلة من النفط، على واردات المملكة العربية السعودية لتلبية معظم احتياجاته من النفط الخام.
وقال دبلوماسي غربي إن التوقف الأخير لصادرات النفط العراقي كان متوقعا نظرا لتدهور العلاقات بين الأردن وإيران.
وقال الدبلوماسي: “الوقف جزء من تهديد إيراني ضمني بأن الأردن لا يمكن أن يتوقع التمتع بتبادل تجاري طبيعي مع العراق”.
وكثيراً ما ادعى المسؤولون في الأردن أن الحكومة العراقية لا تستطيع العمل على تحسين العلاقات مع عمان دون موافقة طهران.