عمان
أدى التعاون المشترك بين السلطات السورية والأردنية مؤخرًا إلى تفكيك العديد من شبكات الاتجار بالمخدرات العاملة في المنطقة الحدودية بين البلدين.
لطالما كان الأردن من بين البلدان الأكثر تضرراً من شبكات تجارة المخدرات التي تكثفت خلال الحرب الأهلية في سوريا ، وخاصة في السنوات الأخيرة. كان عمان قد اشتكى مرارًا وتكرارًا من نقص النظام السوري السابق في التعاون في معالجة هذه القضية.
بعد سقوط حكم بشار الأسد في ديسمبر ، سعى الأردن إلى التواصل مع السلطة الانتقالية الجديدة ، التي أثبتت تقبلها إلى حد كبير ، لا سيما لأنها كانت بحاجة إلى الدعم من البلدان المجاورة والمنطقة الأوسع.
وضع هذا التوعية المتبادلة العمل الأساسي للتعاون بين الأمن والمخابرات المشتركة ، وهو ما سعى الأردن منذ فترة طويلة ، خاصة لمواجهة الشبكات الإجرامية المتمركزة في المقام الأول في جنوب سوريا.
أصدرت أقسام مكافحة المخدرات في كل من الأردن وسوريا بيانًا مشتركًا يحدد الأطر الرئيسية للتنسيق الأمني والاستخبارات في مكافحة الاتجار بالمخدرات والتوزيع غير المشروع.
أكد البيان أنه في إطار التعاون الأمني المشترك والالتزام بحماية المجتمعات من آفة المخدرات ، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الفردي واستقرار الدولة ، واصلت الإدارتان التنسيقات الميدانية ومشاركة الاستخبارات ، مما أسفر عن نتائج ملموسة في الأشهر الأخيرة.
وفقًا للبيان المشترك ، فإن الفرق المتخصصة ، التي تستفيد من الجهود المشتركة والتنسيق المباشر ، أدت إلى إحباط سبع محاولات للاتجار عبر الحدود ، حيث استولت على ما يقرب من مليون حبوب دواء مخصصة للتوزيع والبيع غير الشرعيين في جميع أنحاء المنطقة.
أدى هذا التعاون أيضًا إلى تفكيك الشبكات الجنائية المنظمة المشاركة في سد المخدرات والتهريب الإقليميين ، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن كلا البلدين والمنطقة الأوسع.
أكد البيان أنه تم إلقاء القبض على عدد من الأفراد المشاركين في هذه العمليات في كلا البلدين ، وتم إحباط محاولاتهم لتصنيع الأدوية وتهريبها وتوزيعها.
أكدت أقسام مكافحة المخدرات في الأردن وسوريا أن هذه الإنجازات تمثل نموذجًا عمليًا للتعاون الثنائي البناء ومظهر لإدارة المشتركة في معالجة التحديات الأمنية. لقد أكدوا من جديد التزامهم بمواصلة العمل معًا ، وتكثيف الجهود المبذولة لمتابعة أي شخص يحاول استغلال المناطق الحدودية لأنشطة الاتجار ، وضمان حماية المجتمع وحماية الأجيال القادمة من هذه الآفة الخطرة.
أكد كلا الجانبين أن مكافحة المخدرات ليست مجرد مهمة أمنية بل هي المسؤولية الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية ، والتي تتطلب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي والجهود الموحدة لمعالجة هذه الظاهرة عبر الوطنية.
زار الرئيس السوري أحمد الشارة عمان في فبراير ، حيث استقبله الملك عبد الله الثاني من الأردن. على الرغم من أن جدول أعمال الزيارة لم يتم الكشف عنه علنًا في ذلك الوقت ، أكد المراقبون أن أمن الحدود والشبكات الإجرامية كانت جزءًا من المناقشات.