دمشق
قال الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، إن الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات مع تركيا لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة.
وقال الأسد في كلمة أمام مجلس الشعب السوري إن “المبادرات لم تسفر عن أي نتائج تذكر رغم جدية الوسطاء وحرصهم الحقيقي”، في إشارة إلى جهود المصالحة التي تبذلها روسيا وإيران والعراق.
لكن الأسد قال إن انسحاب القوات التركية من أراضيها ليس شرطا مسبقا للتقارب بين الجارين المتباعدين.
وقال الأسد أمام مجلس الشعب الأحد “ما أعلنه بعض المسؤولين الأتراك مؤخرا غير صحيح من أن سوريا قالت إذا لم يكن هناك انسحاب فإنها لن تلتقي مع الأتراك”.
وأضاف أن “هذا الكلام بعيد كل البعد عن الواقع”.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعم جهود المتمردين في وقت مبكر للإطاحة بالأسد بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد في عام 2011، لكنه عكس مساره في السنوات الأخيرة.
منذ عام 2022، التقى مسؤولون سوريون وأتراك كبار لإجراء محادثات بوساطة روسية، حيث تدفع موسكو نحو تحقيق انفراجة.
وتسيطر القوات التركية والفصائل المتمردة المدعومة من تركيا على مساحات شاسعة من شمال سوريا، وشنت أنقرة هجمات متتالية عبر الحدود منذ عام 2016، وذلك بشكل أساسي لتطهير المنطقة من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
وترى تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، التي تهيمن على قوات سوريا الديمقراطية، هي فرع من حزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تعتبره جماعة “إرهابية”.
وفي يوليو/تموز الماضي، قال أردوغان إنه قد يدعو الأسد لزيارة تركيا “في أي لحظة”، في إشارة إلى المصالحة.
وقال الأسد في وقت لاحق من ذلك الشهر إنه منفتح على لقاء أردوغان لكن الأمر يعتمد على “محتوى” اللقاء، مشيرا إلى أن الوجود التركي في سوريا كان نقطة خلاف رئيسية.
بدأت الحرب في سوريا بعد قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011 وأسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص ونزوح الملايين.
وتستضيف تركيا نحو 3.2 مليون لاجئ سوري من أصل عدد سكانها البالغ 85 مليون نسمة، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
ويظهر مستقبلهم بانتظام في النقاش السياسي التركي، حيث وعد بعض معارضي أردوغان بإعادتهم إلى سوريا.
قطعت تركيا علاقاتها مع سوريا في عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية، حيث دعمت المتمردين الذين يسعون إلى الإطاحة بالأسد. وينظر الأسد إلى المتمردين باعتبارهم إرهابيين.
وأضاف الأسد أن “الحل هو الانفتاح، واستعادة العلاقة تتطلب أولاً إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها”.
وتحاول روسيا تسهيل لقاء بين الزعيمين في محاولة لاستعادة العلاقات. كما قالت العراق في يوليو/تموز إنها قد تسعى إلى جمع الزعيمين معًا.