الأمم المتحدة
أعربت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن قلقها إزاء التدهور السريع للوضع الاقتصادي والأمني في ليبيا، منددة بالتحركات “الأحادية” التي قام بها أطراف ليبية والتي “زادت من التوتر”.
وتكافح الدولة التي يبلغ عدد سكانها 6.8 مليون نسمة للتعافي من سنوات من الصراع بعد انتفاضة عام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي والتي أطاحت بالحاكم القديم معمر القذافي، وتظل منقسمة بين حكومة معترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها العاصمة طرابلس وإدارة منافسة في الشرق، يدعمها الرجل القوي العسكري خليفة حفتر.
والآن، أثارت عودة إراقة الدماء وصراعات السلطة في الدولة الشاسعة الواقعة في شمال أفريقيا مخاوف من تصعيد أوسع نطاقا، مما يهدد بتوجيه ضربة قاتلة للانتقال السياسي الذي توسطت فيه الأمم المتحدة ودفع البلد الذي مزقته الحرب إلى مزيد من الاضطرابات.
قالت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس البعثة السياسية للأمم المتحدة في ليبيا، أمام مجلس الأمن: “خلال الشهرين الماضيين، تدهور الوضع في ليبيا بسرعة كبيرة من حيث الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني”.
وأضافت أن “الأعمال الأحادية الجانب التي قام بها الفاعلون السياسيون والعسكريون والأمنيون الليبيون أدت إلى زيادة التوتر وترسيخ الانقسامات المؤسسية والسياسية وتعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي تفاوضي”.
واستشهدت بعدد من الأحداث منذ بداية أغسطس/آب، بما في ذلك القتال بين الجماعات المسلحة على مشارف طرابلس ومحاولات طرد محافظ البنك المركزي بالقوة.
ويتولى الدبلوماسي الأميركي منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة في انتظار تعيين خليفة لعبد الله باتيلي، الذي استسلم في أبريل/نيسان، ودان “الافتقار إلى الإرادة السياسية وحسن النية” من قبل القادة الليبيين.
وحذر كوري من أنه “في غياب محادثات سياسية متجددة تؤدي إلى تشكيل حكومة موحدة وإجراء انتخابات، فإننا نرى إلى أين يتجه الأمر: مزيد من عدم الاستقرار السياسي والمالي والأمني، وترسيخ الانقسامات السياسية والإقليمية، ومزيد من عدم الاستقرار المحلي والإقليمي”.
وأضافت أن “الليبيين يشعرون بالإحباط إزاء الوضع الراهن والتكاليف الباهظة التي يتحملونها نتيجة لذلك. ويكافح الناس لسحب الأموال من البنوك وتلبية احتياجاتهم اليومية. ويعرب كثيرون عن مخاوفهم من اندلاع الحرب مرة أخرى”.