قالت الأمم المتحدة الاثنين إن تسعة من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) “ربما شاركوا” في الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب في غزة، وتم فصلهم.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق “لدينا معلومات كافية لاتخاذ الإجراءات التي نتخذها – أي إنهاء خدمات هؤلاء الأفراد التسعة”.
وأضاف حق أن المنظمة ستحتاج إلى تقييم أي خطوات أخرى “للتأكد بشكل كامل” من صحة هذه الاتهامات.
وكان الحق يتحدث بعد أن أكملت هيئة الرقابة التابعة للأمم المتحدة، مكتب خدمات الرقابة الداخلية، تحقيقاتها في الادعاءات التي قدمتها إسرائيل في وقت سابق من هذا العام بأن ما مجموعه 19 موظفا في الأونروا ربما شاركوا في الهجوم.
وقال حق في بيان “في إحدى الحالات، لم يحصل مكتب خدمات الرقابة الداخلية على أي دليل يدعم مزاعم تورط أحد الموظفين، وفي تسع حالات أخرى، كانت الأدلة التي حصل عليها مكتب خدمات الرقابة الداخلية غير كافية لدعم تورط أعضاء الموظفين”.
ولكن في الحالات التسع الأخرى، “أشارت الأدلة التي حصل عليها مكتب خدمات الرقابة الداخلية إلى أن موظفي الأونروا ربما شاركوا في الهجمات المسلحة التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول”، بحسب حق.
وفي بيان، قال رئيس الأونروا فيليب لازاريني إن هؤلاء الأفراد “لا يمكنهم العمل لدى الأونروا”، مؤكدا أن الموظفين يجب أن يحترموا سياساتها، ويصرون على “مبدأ الحياد الإنساني”.
وبعد الإعلان، قال المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم ناداف شوشاني، إن الأونروا “انحدرت إلى مستوى جديد من الانحطاط”.
وأكد حق أن التحقيقات الداخلية التي تجريها الأمم المتحدة سرية، وقال إنه ليس لديه معلومات إضافية بشأن محتوى الاتهامات والأدلة.
وسافر المحققون إلى إسرائيل لمراجعة المعلومات الإسرائيلية، وإلى عمّان للحصول على معلومات من الأونروا.
ولكن “نظراً لأن المعلومات التي استخدمها المسؤولون الإسرائيليون لدعم الادعاءات ظلت في الحجز الإسرائيلي، فإن مكتب خدمات الرقابة الداخلية لم يتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة معظم المعلومات المقدمة له”، بحسب حق.
وبالمثل، ولأسباب أمنية، لم يلتق محققو الأمم المتحدة أيضًا بالموظفين المتهمين أو الشهود المحتملين، لكنهم تلقوا إفادات فيديو مسجلة من بعض المتورطين، حسبما ذكرت الأمم المتحدة.
– التمويل على المحك –
وقد دفعت مزاعم إسرائيل العديد من الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، أكبر المانحين، إلى تعليق تمويل الوكالة بشكل مفاجئ، مما يهدد جهودها لتقديم المساعدات في غزة. ومنذ ذلك الحين، استأنفت العديد من البلدان دفع الأموال.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1197 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم ماتوا.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية ضد حماس عن مقتل 39550 شخصا على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، والتي لا تعطي تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
وتعرضت وكالة الأونروا، التي تقدم مساعدات أساسية للاجئين الفلسطينيين منذ عام 1949، لانتقادات إسرائيلية منذ فترة طويلة.
وفي وقت سابق من هذا العام، دعا لازاريني إسرائيل إلى “وقف حملتها” ضد المنظمة، مشيرا إلى الهجمات “الشنيعة” على موظفيها ومرافقها وعملياتها.
