اتهم سيمون ستيل، منسق الأمم المتحدة للمناخ، اليوم الأربعاء، الدول بـ”التظاهر” في محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، مما زاد من حدة الخلاف بين المفاوضين حول قضية الوقود الأحفوري الشائكة.
وتتصاعد الضغوط قرب نهاية الأسبوع الأول من مفاوضات الأمم المتحدة التي تستضيفها دولة الإمارات الغنية بالنفط، حيث أكد مراقب المناخ الأوروبي أن عام 2023 سيكون العام الأكثر سخونة في التاريخ المسجل.
ومن المتوقع “على الأرجح” أن يتم إصدار المسودة الأخيرة لاتفاقية المناخ العالمية يوم الأربعاء قبل الانتهاء منها – من الناحية النظرية – في 12 ديسمبر، وفقًا لشخصين مطلعين على المفاوضات.
وكان مصير النفط والغاز والفحم – وهي المحركات الرئيسية لتسخين الكوكب بسبب الأنشطة البشرية – أكبر نقطة شائكة على جدول الأعمال، وهيمنت الانقسامات حول مستقبلها على المؤتمر.
وقال ستيل للصحفيين “لدينا نص مبدئي مطروح على الطاولة لكنه عبارة عن حقيبة من… قوائم الرغبات وثقيلة في المواقف.”
وقال في بداية يوم طويل، مع انعقاد جلسة عامة “في نهاية الأسبوع المقبل، نحتاج إلى أن يقوم مؤتمر الأطراف بتسليم قطار سريع لتسريع العمل المناخي. لدينا حاليا عربة قديمة تجر فوق المسارات المتهالكة”. في وقت لاحق في فترة ما بعد الظهر.
– التخلص التدريجي “بشكل منظم وعادل”؟ –
لقد تم رسم خطوط المعركة في السابق حول ما إذا كان سيتم الموافقة على “التخلص التدريجي” أو “التخفيض التدريجي” للوقود الأحفوري.
ومع ذلك، يتضمن النص الأخير عبارة جديدة تدعو إلى التخلص التدريجي “المنظم والعادل” من الوقود الأحفوري.
يمكن أن تشير اللغة إلى مرشح يحظى بالإجماع لأنه سيعطي البلدان جداول زمنية مختلفة لخفض الانبعاثات اعتمادًا على مستوى التنمية واعتمادها على الوقود الأحفوري.
ولكن هناك خيار آخر: عدم ذكر الوقود الأحفوري على الإطلاق، وهو ما يعكس معارضة دول بما في ذلك المملكة العربية السعودية وروسيا والصين، وفقا لعدد من المراقبين الذين حضروا الاجتماعات المغلقة.
وقال أحد المراقبين إن الهند عارضت مساء الثلاثاء تسمية قطاعات أو مصادر محددة للطاقة.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المحادثات إن كلمة “منظم” جاءت من رئيس مؤتمر الأطراف 28 سلطان الجابر، الذي يرأس أيضًا شركة النفط الوطنية الإماراتية أدنوك.
وقال مراقب آخر إن الصين تتفق مع اللغة.
وقالت المبعوثة الألمانية للمناخ جينيفر مورغان لوكالة فرانس برس “من الضروري أن يبتعد كل طرف عن خطوطه الحمراء ويتجه نحو الحلول”.
وقالت: “علينا أن نشمر عن سواعدنا وننجز الأمر”.
قال كبير مفاوضي المملكة العربية السعودية في مجال المناخ خالد المهيد، الذي يقع موقف بلاده في عين العاصفة، يوم الثلاثاء إن اتفاق باريس لعام 2015 كان “نجاحا كبيرا لنا جميعا”.
وقال: “التحدي الذي نواجهه اليوم هو كيف يمكننا إبقاء هذا القطار بكل ركابه”، في إشارة إلى اعتراض المملكة على مجرد التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وحث تحالف الدول الجزرية الصغيرة، الذي يضم بعض الدول الأكثر عرضة للمناخ في العالم، على اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الوقود الأحفوري.
وفي بيان صدر يوم الأربعاء، دعا رئيس التحالف سيدريك شوستر “الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات إلى تعزيز التزاماتها، بما في ذلك… قيادة الطريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري”.
ويجب تقديم المسودة الجديدة للنص التفاوضي المتوقع صدورها يوم الأربعاء إلى جلسة عامة موسعة لتقييم الأسبوع الأول من المحادثات قبل يوم الراحة يوم الخميس.
– “درجة الحرارة ستواصل الارتفاع” –
ويُنظر إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة على أنه أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدف العالم المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
ومع ذلك، حذر خبراء المناخ من أن عتبة 1.5 درجة مئوية التي نصت عليها اتفاقية باريس قد يتم انتهاكها في غضون سبع سنوات إذا لم يتم خفض الانبعاثات.
وفي الوقت نفسه، قالت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء إن عام 2023 سيكون الأكثر سخونة على الإطلاق بعد أن أصبح نوفمبر هو الشهر السادس الذي يسجل رقما قياسيا على التوالي.
وقالت الخدمة إن الشهر الماضي حطم الرقم القياسي السابق للحرارة في نوفمبر، مما دفع متوسط درجة الحرارة العالمية لعام 2023 إلى 1.46 درجة مئوية أكثر دفئا من عصر ما قبل الصناعة.
وكانت هناك تحذيرات سابقة من أن هذا العام قد ينال لقب العام الأكثر سخونة منذ عام 2016 – خاصة بعد تراجع الأرقام القياسية في سبتمبر وأكتوبر – ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد ذلك.
وتضمن شهر نوفمبر أيضًا يومين أكثر دفئًا بمقدار درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الصناعة. لم يتم تسجيل يوم واحد من هذا القبيل من قبل.
وقال رئيس كوبرنيكوس كارلو بونتيمبو إنه “طالما استمرت تركيزات الغازات الدفيئة في الارتفاع، فلا يمكننا أن نتوقع نتائج مختلفة”.
“ستستمر درجات الحرارة في الارتفاع وكذلك آثار موجات الحر والجفاف.”
