نيويورك
دفع عمدة نيويورك، إريك آدامز، الجمعة، ببراءته من اتهامات بقبول رشاوى ومساهمات غير قانونية في الحملة الانتخابية من مواطنين أتراك، فيما يقاوم الديمقراطي الدعوات المتزايدة من داخل حزبه للاستقالة.
آدامز، الذي مثل أمام قاض في محكمة اتحادية في مانهاتن، هو أول عمدة لنيويورك يتم توجيه لائحة اتهام جنائية إليه.
ونفى آدامز ارتكاب أي مخالفات وقال إنه لن يستقيل.
وقال آدامز في مؤتمر صحفي يوم الخميس: “سأواصل القيام بعملي كرئيس للبلدية”.
وفي لائحة الاتهام التي أعادتها هيئة محلفين كبرى يوم الثلاثاء وتم الكشف عنها يوم الخميس، قال ممثلو الادعاء الفيدراليون إن الدبلوماسيين ورجال الأعمال الأتراك قاموا بتحويل الأموال بشكل غير قانوني إلى حملة آدامز وأمدوه بامتيازات السفر الفاخرة، بما في ذلك غرف في الفنادق الفخمة والوجبات في المطاعم الراقية.
وفي المقابل، ضغط آدامز في عام 2021 على مسؤولي المدينة للسماح بافتتاح القنصلية التركية الجديدة المكونة من 36 طابقًا على الرغم من المخاوف المتعلقة بالسلامة، وفقًا للمدعين العامين.
وقال ممثلو الادعاء إن المخطط المزعوم يعود إلى عام 2014، عندما أصبح آدامز رئيسًا لمنطقة بروكلين. وقال ممثلو الادعاء إن المساهمات غير القانونية في الحملة ساعدت في تمويل حملته لعام 2021 لمنصب رئيس البلدية.
ويواجه الديموقراطي خمس تهم جنائية وقد يواجه عقوبة السجن لعقود إذا ثبتت إدانته.
ولم تستجب وزارة الخارجية التركية ومكتب الرئيس والسفارة في واشنطن لطلبات التعليق.
آدامز، ضابط شرطة سابق ترقى إلى رتبة نقيب، هو الأول من بين 110 عمدة للمدينة يتم اتهامهم بجريمة فيدرالية أثناء وجودهم في مناصبهم.
وشهدت أكبر مدينة في الولايات المتحدة حالة من الاضطراب السياسي خلال الشهر الماضي مع استمرار التحقيقات الفيدرالية حول كبار المسؤولين.
استقال مفوض الشرطة في 12 سبتمبر بعد أن استولى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي على هاتفه. وبعد أيام، استقال كبير المستشارين القانونيين لآدامز.
وقد دعا العديد من المسؤولين والمشرعين البارزين في المدينة، بما في ذلك النائبة الأمريكية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، آدامز إلى الاستقالة.
لكن اثنين من المشرعين الديمقراطيين الأقوياء من بروكلين، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، لم يصلا إلى حد القيام بذلك.
وقال بينيت غيرشمان، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة بيس، إن حاكمة نيويورك الديمقراطية كاثي هوتشول يمكن أن تقيل آدامز من منصبه، لكن العملية معقدة.
وأصدرت هوشول بيانا يوم الخميس قالت فيه إنها “ستراجع خياراتي والتزاماتي كحاكمة لنيويورك”. قال هوشول: “أتوقع أن يستغرق العمدة الأيام القليلة المقبلة لمراجعة الوضع وإيجاد المسار المناسب للمضي قدمًا لضمان حصول سكان مدينة نيويورك على خدمة جيدة من قبل قادتهم”.
ووفقاً للائحة الاتهام، قبل آدامز سفراً مجانياً من شركة طيران تركية بقيمة عشرات الآلاف من الدولارات أثناء عمله كرئيس لمنطقة بروكلين ودفع 600 دولار للإقامة لمدة ليلتين في جناح فاخر في فندق سانت ريجيس في إسطنبول، وهو أقل بكثير من التكلفة الفعلية. من 7000 دولار.
وقال ممثلو الادعاء إن آدامز كان سيسافر على متن شركة الطيران التركية حتى عندما كان الأمر غير مريح. وكتب في رسالة نصية عام 2017 عندما أعرب شريكه عن دهشته من أنهما كانا يسافران من نيويورك إلى باريس عبر إسطنبول: “أنت تعلم أن المحطة الأولى هي إسطنبول دائمًا”.
وجاء في لائحة الاتهام أنه بالنسبة لحملته لمنصب رئاسة البلدية لعام 2021، قام آدامز بإخفاء مساهمات الحملة من مصادر تركية عن طريق تمريرها عبر مواطنين أمريكيين. وسمحت هذه الأموال لآدامز بالتأهل للحصول على 10 ملايين دولار إضافية من التمويل العام، وفقًا للائحة الاتهام. ويحظر القانون الأمريكي المساهمات الأجنبية في الحملات السياسية الأمريكية.
ويقول ممثلو الادعاء إن آدامز استجاب للمخاوف التركية.
وجاء في لائحة الاتهام، إنه بناءً على طلب من دبلوماسي تركي، ضغط آدامز على مفتشي السلامة في المدينة للسماح بفتح قنصلية البلاد الجديدة في الوقت المناسب لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر 2021، على الرغم من أنها كانت ستفشل في فحص الحرائق.
وبعد رسائل متكررة حول المبنى من آدامز، زُعم أن مسؤولًا كبيرًا في إدارة الإطفاء أخبر أحد مرؤوسيه أنه سيفقد وظيفته إذا لم يسمح بفتح القنصلية، وفقًا للمدعين العامين.
وجاء في لائحة الاتهام أن آدامز أبلغ الدبلوماسي عندما وافقت إدارة الإطفاء على افتتاح المبنى في وقت لاحق من اليوم.
ورد الدبلوماسي قائلاً: “أنت صديق حقيقي لتركيا”.
