الرباط
أدان متحدثون أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك التجنيد العسكري للأطفال والشباب في مخيمات تندوف، حيث ترتكب جبهة البوليساريو الانفصالية انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان.
وقالت أماندا ديتشياني، ممثلة منظمة الإنقاذ والإغاثة الدولية غير الحكومية، إن المجتمع الدولي يدق منذ سنوات ناقوس الخطر بشأن عسكرة البوليساريو وتجنيد الأطفال في مخيمات تندوف الواقعة جنوب غرب الجزائر.
وأوضح ديتشياني أن الأمر ليس مجرد ادعاءات، بل هو حقائق موثقة تم تأكيدها أمام الجمعية العامة، مضيفا أن هذه الانتهاكات للحقوق الأساسية للأطفال تمت إدانتها خلال الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان التي عقدت مؤخرا في جنيف.
وشددت على الضرورة الملحة للانخراط مع الزخم الدولي الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي، مشددة على أن هذا المخطط يمثل الحل الأكثر إنسانية وواقعية وسلمية للنزاع المفتعل.
وسلطت ليلى العطفاني، متحدثة باسم منظمة الرفاعي غير الحكومية، الضوء أيضا على انتهاك البوليساريو لاتفاقية حقوق الطفل، مشددة على أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب عام 2007 يشكل الإطار السياسي الوحيد القادر على إنهاء هذا النزاع الإقليمي بشكل نهائي، وضمان كرامة المحتجزين في مخيمات تندوف وحماية الأجيال القادمة من جميع أشكال الاستغلال.
وقال محمد الطيار، الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، إن “مثل هذه الممارسات تخلق شبكات مسلحة عابرة للحدود تعمل خارج القانون، مما يؤدي إلى تفاقم الهشاشة الأمنية في دول مجاورة مثل المغرب وموريتانيا ودول الساحل. وعودة هؤلاء المقاتلين ذوي الخبرة العسكرية المتقدمة تزيد من مخاطر التورط في التهريب والإرهاب، مما يشكل خطرا على الأمن القومي”.
وقال لـ”العرب ويكلي” إن “تداعيات هذه الظاهرة تتجاوز المنطقة، فالمرتزقة يساهمون في إطالة أمد الصراعات وتعقيد التسويات السياسية، في حين أن انخراط أعضاء البوليساريو المدربين في شبكات متطرفة عنيفة يعزز علاقات الحركة مع تنظيمات مثل القاعدة وداعش في الساحل، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى إدراج البوليساريو على قائمة الإرهاب دوليا”. المنظمات.”
وأضاف الطيار أن “الجزائر تواصل إنكار العزلة المتزايدة للخطاب الانفصالي، حيث حصلت الدبلوماسية المغربية على دعم ثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمبادرتها للحكم الذاتي. ولم يعد المفهوم الجزائري للاستفتاء أو تقرير المصير مطروحا على الطاولة. وتواطؤ الجزائر، باعتبارها الدولة المضيفة في دعم تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف، يجعلها عرضة للمساءلة دوليا بموجب القانون الدولي”. وهي ملزمة بموجب اتفاقية اللاجئين لعام 1951 بمنع عسكرة المخيمات وضمان حمايتها”، مشيرة إلى أن “الوضع غير الطبيعي في تندوف يوفر الغطاء الكامل لانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها قادة البوليساريو والجيش الجزائري”.
كما نبه الصندوق الإسباني ألتاميرانو مجلس حقوق الإنسان إلى الانتهاكات الجسيمة التي تستهدف النساء والأطفال في مخيمات تندوف، بما في ذلك سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية والعنف الجنسي وتجنيد القُصّر والتجنيد القسري للاجئين الصحراويين كمرتزقة من قبل جبهة البوليساريو بدعم من السلطات الجزائرية.
وسعيا للتنصل من مسؤولية بلاده في تجنيد الأطفال، أعلن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في كلمة بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية، دعمه للموقف الذي عبر عنه الرئيس عبد المجيد تبون، مجددا التأكيد على أن الجزائر “مستمرة في دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، رافضا ما أسماه “أي محاولة لتجاوز الشرعية الدولية أو فرض الأمر الواقع”.
كما تمت إدانة انتهاكات الحقوق الأساسية للأطفال خلال الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث قال عمدة مدينة الداخلة، الراغب حرمة الله، إن الوقت قد حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته “من خلال تذكير مجرمي البوليساريو بأن هناك قانونا دوليا واتفاقية لحقوق الطفل تنطبق على جميع الدول الموقعة، بما في ذلك الدولة التي تستضيف هذه المخيمات البائسة”.