وتزايدت المخاوف من نشوب حرب إقليمية يوم الخميس بعد أن قالت جماعة حزب الله القوية في لبنان إن أيا من إسرائيل لن ينجو من صراع شامل، وقالت إسرائيل إنها وافقت على خطط لشن هجوم على لبنان.
وينقسم الخبراء حول احتمال نشوب حرب أوسع نطاقا بعد تسعة أشهر تقريبا من تعهد إسرائيل بالقضاء على حركة حماس، الجماعة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن حماس كأيديولوجية لا يمكن القضاء عليها. وأشار آخرون، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أيضًا إلى صعوبة تدمير الجماعة الإسلامية.
وفي خطاب متلفز، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إنه “لن يسلم أي مكان” في إسرائيل من صواريخنا إذا بدأت الحرب.
وتبادلت جماعة نصر الله المدعومة من إيران إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن النيران من صواريخ حزب الله والطائرات الحربية الإسرائيلية وأسلحة أخرى تصاعدت في الأسابيع القليلة الماضية.
كما هدد زعيم حزب الله دولة قبرص المجاورة إذا فتحت مطاراتها أو قواعدها أمام إسرائيل “لاستهداف لبنان”.
وتستضيف قبرص، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، قاعدتين بريطانيتين، بما في ذلك قاعدة جوية، لكنهما تقعان في أراضي بريطانية ذات سيادة ولا تسيطر عليها الحكومة القبرصية.
ونفى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس تورط بلاده في الحرب، وقال إنها “جزء من الحل”. وأشار إلى دورها في إنشاء ممر إنساني بحري إلى غزة.
نفذت طائرات حربية من القاعدة الجوية البريطانية في قبرص، إلى جانب القوات الأمريكية، ضربات انتقامية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن والذين يهاجمون منذ أشهر السفن في الممرات المائية القريبة.
– مقتل المئات –
وقال الجيش الأمريكي يوم الأربعاء إن قواته دمرت موقعين للحوثيين في اليمن.
وأدى الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر والذي أدى إلى حرب غزة إلى مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المسلحون أيضًا رهائن، ولا يزال 116 منهم في غزة رغم أن الجيش يقول إن 41 منهم قتلوا.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 37396 شخصا، معظمهم من المدنيين أيضا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
ويقول الحوثيون وحزب الله إنهما يتحركان ردا على تصرفات إسرائيل في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن “الخطط العملياتية لهجوم في لبنان تمت الموافقة عليها والتحقق من صحتها”، وحذر وزير الخارجية إسرائيل كاتس من تدمير حزب الله في “حرب شاملة”.
ودعا المبعوث الأمريكي عاموس هوشتاين إلى وقف التصعيد “عاجلا”.
يوم الثلاثاء، نشر حزب الله مقطع فيديو مدته أكثر من تسع دقائق يظهر لقطات بطائرة بدون طيار يُزعم أن الحركة التقطتها فوق شمال إسرائيل، بما في ذلك أجزاء من المدينة وميناء حيفا.
وانقسم مسؤولان أمنيان إسرائيليان سابقان حول احتمال نشوب صراع أوسع نطاقا.
وقال أحدهم لوكالة فرانس برس إنه ستكون هناك عملية في لبنان “في غضون أسابيع قليلة” بينما قال آخر إن الحكومة “مهتمة أكثر بوقف إطلاق النار”.
وأدى العنف عبر الحدود إلى مقتل ما لا يقل عن 478 شخصا في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن أيضا 93 مدنيا، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 15 جنديا و11 مدنيا قتلوا في شمال البلاد.
– “تدهور” المساعدات في جنوب غزة –
ونزح عشرات الآلاف على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وتقول المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 95 ألف شخص نزحوا في لبنان.
وفي جنوب غزة، وجدت بعثة تقييم تابعة للأمم المتحدة أن مئات الآلاف من النازحين “يعانون من صعوبة الوصول إلى المأوى والصحة والغذاء والمياه والصرف الصحي”، حسبما أفاد تقرير للأمم المتحدة في وقت متأخر من الأربعاء.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن هناك “تحسنا” في المساعدات التي تصل إلى شمال غزة “لكن هناك تدهورا حادا في الجنوب”.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تنفيذ خطة وقف إطلاق النار التي أعلن عنها الشهر الماضي.
وقال هوشستاين إن الخطة ستؤدي في النهاية إلى نهاية الصراع في غزة، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تهدئة القتال بين إسرائيل وحزب الله.
وفي جولة في الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الشهر، قال كبير الدبلوماسيين الأميركيين، بلينكن، بالمثل إن “أفضل طريقة” للمساعدة في حل العنف بين حزب الله وإسرائيل هو حل القتال في غزة.
ويعارض شركاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم بشدة وقف إطلاق النار.
ويواجه أيضًا احتجاجات منتظمة في الشوارع يشارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة باتفاق لإطلاق سراح الرهائن، ويتهمونه بإطالة أمد الحرب.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، يوم الأربعاء: “إن القول بأننا سنجعل حماس تختفي هو بمثابة ذر الرماد في عيون الناس. وإذا لم نقدم بديلاً، في النهاية، سيكون لدينا حماس.”
وفي حديثه للقناة 13 الإسرائيلية، قال: “حماس أيديولوجية، ولا يمكننا القضاء على أيديولوجية”.
وقال بلينكن الشهر الماضي للتلفزيون الأمريكي إن الولايات المتحدة لم تر خطة إسرائيلية لما بعد الحرب وأن “المسار الذي تسير فيه إسرائيل” سيظل يترك الآلاف من مقاتلي حماس.
بورز-IT/DV
