تبادلت إسرائيل وحزب الله الضربات عبر الحدود يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل في شرق لبنان وإصابة آخر في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.
وفي أعقاب الغارات الإسرائيلية التي شنتها ليلاً على مستودعات ذخيرة في عمق شرق لبنان، في منطقة بعلبك على بعد نحو 100 كيلومتر (62 ميلاً) من الحدود، أطلق حزب الله وابلاً من 50 صاروخاً على بلدة كاتسرين في مرتفعات الجولان. وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن الغارات أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة نحو 30 آخرين، في حين قالت السلطات الإسرائيلية إن غارات حزب الله أسفرت عن إصابة شخص واحد بجروح متوسطة وتسببت في أضرار بالمنازل.
وضمت إسرائيل مرتفعات الجولان عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة منذ عام 2019.
وقال حزب الله إن وابل صواريخ الكاتيوشا استهدف قاعدة عمياد العسكرية القريبة، مضيفا أن الهجوم جاء ردا على الغارات الليلية على مستودعات ذخيرة تابعة لحزب الله. وكانت هذه هي الليلة الثانية على التوالي التي تضرب فيها طائرات إسرائيلية مستودعات ذخيرة في عمق شرق لبنان.
ورفض الجيش الإسرائيلي الادعاء بأن الصواريخ كانت تستهدف قاعدة عمياد. وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري يوم الأربعاء على قناة إكس، قائلاً: “مرة أخرى، يطلق حزب الله النار عشوائيًا على المدنيين الإسرائيليين. ومثل أي دولة تحمي مواطنيها، سنتصرف وفقًا لذلك”.
وبعد إطلاق الصواريخ، دوت صفارات الإنذار في عدد من القرى في منطقة الجليل الأعلى، وقال الجيش الإسرائيلي إن عدة صواريخ مشتبه بها أو طائرات بدون طيار عبرت الحدود. وتم اعتراض بعضها في الجو بينما سقط البعض الآخر في مناطق مفتوحة.
وذكرت قناة الميادين التابعة لحزب الله، الأربعاء، أن خليل المقدح، أحد عناصر كتائب شهداء الأقصى، قُتل داخل سيارته في صيدا جنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي النبأ.
التصعيد المستمر
وقد تصاعدت التوترات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الأسابيع الأخيرة في أعقاب اغتيال قائد حزب الله فؤاد شكر في بيروت في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز، واغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران بعد أقل من 24 ساعة. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن مقتل شكر، ويعتقد على نطاق واسع أنها مسؤولة عن مقتل هنية.
وقال الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء إنه تم تحديد انفجارات ثانوية بعد الضربات في شرق لبنان، “ما يشير إلى وجود أسلحة في المستودعات التي تعرضت للهجوم”. كما اتهم حزب الله بوضع بنى تحتية عسكرية داخل مناطق مأهولة بالسكان في “استغلال ساخر للمواطنين اللبنانيين”.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ وطائرة مسيرة على شمال إسرائيل طوال يوم الثلاثاء دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وتم اعتراض بعض الصواريخ والطائرات المسيرة بينما سقط بعضها الآخر في مناطق مفتوحة مما تسبب في اندلاع حرائق.