بالنسبة للجزائر-
أبدت الجزائر علنًا عدم رضاها عن السياسات الروسية والتركية في مالي من خلال دعوتها يوم الثلاثاء إلى انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، في ضربة واضحة لأنقرة وموسكو اللتين تحتفظان بوجود عسكري في ليبيا، بما في ذلك المرتزقة.
من المرجح أن تلقي دعوة الرئيس عبد المجيد تبون لرحيل “المرتزقة” من الأراضي الليبية بظلالها الطويلة على العلاقات الثنائية لبلاده مع روسيا وتركيا، اللتين تعتبران منذ فترة طويلة من بين الحلفاء “الاستراتيجيين” الرئيسيين للجزائر.
وتشعر الجزائر بالاستياء بشكل خاص من موسكو وأنقرة لقيامهما بتعزيز وجودهما في مالي وإقامة تعاون وثيق مع المجلس العسكري في باماكو دون مراعاة مصالح الجزائر.
وفي الشهر الماضي، صدم حكام مالي العسكريون الجزائر بإلغاء “اتفاق الجزائر” للسلام والمصالحة في مالي واتهام الجزائر بالقيام بأنشطة “عدائية” والتدخل في شؤونها الداخلية.
الجزائر بالفعل على خلاف مع المغرب وإسبانيا. وبينما ظلت علاقاتها مع فرنسا في طريق مسدود لسنوات، ابتعدت الجزائر عن تونس من خلال عدم تقديم الكثير من الدعم المالي للجار الشرقي الذي يعاني من ضائقة مالية.
أصبحت مجموعة فاغنر الروسية والمرتزقة الآخرون التابعون لقوى إقليمية مثل تركيا الآن هدفًا واضحًا لغضب تبون. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الدبلوماسية الجزائرية قادرة على إدارة عملية إعادة اصطفاف يمكن أن تعوض عن تدهور العلاقات مع الحلفاء التقليديين.
وبسبب التعاون المتزايد بين روسيا وتركيا مع المجلس العسكري الحاكم في مالي، والذي تعتقد أنه على حساب دورها الخاص، تقوم الجزائر “بمراجعة” علاقاتها مع أنقرة وموسكو بينما تسعى إلى التقرب من الولايات المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي.
وذكرت تقارير إعلامية جزائرية أن تبون يستعد لزيارة فرنسا قريبا بعد تأجيل الرحلة لفترة طويلة.
وفي ردها على تركيا وروسيا، دعت الجزائر إلى انسحاب المرتزقة من ليبيا، متذرعة بالتهديد الذي يشكلونه على أمن واستقرار البلاد والمنطقة بشكل عام.
وكان الرئيس الجزائري قد ألقى رئيس الوزراء نذير العرباوي كلمة نيابة عنه في قمة برازافيل التي استضافت اجتماع اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا. وقال فيه إن على كافة “الأطراف الخارجية المعنية بالشأن الليبي احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلال قراراتها، حيث أن أي حل نهائي للأزمة الليبية لن يأتي إلا عبر مسار يكرس مبدأ السيادة الوطنية”. ويتولى فيها الأخوة الليبيون شؤونهم”.
وفي الأيام الأخيرة، زار وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف تونس وطرابلس حاملا رسائل مكتوبة من تبون.
وفي ليبيا استقبله رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والتقى وزير الخارجية بالوكالة طاهر البعور.
وقال بيان لوزارة الخارجية الجزائرية إن الزيارة تؤكد “حرص الرئيس الجزائري على تعزيز أواصر الأخوة والتضامن والتعاون بين الجزائر وليبيا” وتعزيز “استقرار المنطقة وجوارها الإقليمي”.
وقالت إن عطاف عرض دعم بلاده لليبيا مشيرا إلى الصفة الحالية للجزائر كعضو في مجلس الأمن الدولي.
التحدي الكبير الذي يواجه الدبلوماسية الجزائرية هو بناء الثقة مع الغرب بعد أن سعى منذ فترة طويلة إلى إقامة علاقات وثيقة مع روسيا ودعم رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة عندما رحب بوجود القوات التركية والمرتزقة على الأراضي الليبية.