قال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه “فشل” في رده على هجوم نفذه مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة في وقت سابق من الشهر الجاري وقال مسؤولون فلسطينيون إنه أسفر عن مقتل رجل.
وتأتي الغارة التي شنتها إسرائيل في 15 أغسطس/آب على قرية جيت شمال الضفة الغربية وسط تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية خلال حرب غزة والقلق الدولي المتزايد إزاء تصاعد الهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود.
وقال اللواء آفي بلوث، قائد المنطقة المركزية للجيش التي تعمل في الضفة الغربية، في بيان إن الهجوم كان “حادثة إرهابية خطيرة للغاية حيث سعى الإسرائيليون إلى إيذاء سكان بلدة جيت عمدا، وقد فشلنا بعدم الوصول في وقت سابق لحمايتهم”.
وقال سكان قرية جيت إن نحو 100 مستوطن مسلحين بالسكاكين والأسلحة النارية أضرموا النار في سيارات ومنازل في القرية.
وقال الجيش، الذي أصدر يوم الأربعاء ملخصًا لتحقيقاته، إن المجموعة كانت ترتدي أقنعة وألقت الحجارة وزجاجات المولوتوف وأشعلت النار في ثلاث مركبات ومبنيين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شابا فلسطينيا يبلغ من العمر 23 عاما، يدعى رشيد سعادة، قتل بالرصاص في الهجوم.
وفي الأسبوع الماضي، قالت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) إنهما اعتقلتا أربعة مشتبه بهم بتهمة ارتكاب أعمال “إرهابية” فيما يتصل بالحادث.
وجاء في البيان أن التحقيق العسكري توصل إلى أن القوات الأولى التي وصلت إلى مكان الحادث “لم تتمكن من تقييم الوضع بشكل كامل” و”كانت بحاجة إلى التصرف بشكل أكثر حسما”.
وأضافت دون الخوض في التفاصيل أن “عدة أعضاء من فريق الاستجابة السريعة من مجتمع (استيطاني) قريب، والذين لم يكونوا في الخدمة الاحتياطية الفعلية، وصلوا إلى مكان الحادث دون تصريح، وارتدوا زيا رسميا، وتصرفوا على نحو يتعارض مع الصلاحيات المحددة لأعضاء فريق الاستجابة السريعة”.
وأضافت أنه “تم فصل اثنين من أعضاء الفريق ومصادرة أسلحتهم”.
وقال البيان إن إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل سعدة وإصابة فلسطيني آخر وقع قبل أن تتمكن قوات إضافية من تفريق المهاجمين.
وجاء في البيان أن “القوات تصرفت بحزم، وخاطرت بحياتها، واحتوت مثيري الشغب، ودفعتهم إلى خارج المدينة باستخدام وسائل تفريق الحشود وإطلاق النار في الهواء”.
“بعد نصف ساعة من بدء الحادثة، تم إجلاء جميع الإسرائيليين من البلدة.”
ونقل عن بلوث قوله إن القضية “لن تُغلق حتى نُقدم الجناة إلى العدالة”.
– تصاعد العنف –
وأدان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ “بشدة” الهجوم على جيت عندما وقع.
ومنذ أدى الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى اندلاع الحرب في غزة، اندلعت أعمال العنف في الضفة الغربية، وهي أرض فلسطينية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 وتفصلها جغرافيا عن غزة أراض إسرائيلية.
وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث يعيش نحو 490 ألف شخص، غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتعتبرها الأمم المتحدة عقبة أمام السلام الإسرائيلي الفلسطيني.
أعلنت واشنطن، الأربعاء، عن فرض عقوبات جديدة على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بسبب العنف ضد الفلسطينيين، وحثت إسرائيل على تحمل المزيد من المسؤولية.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء إنه ينظر إلى العقوبات “بأقصى درجات الخطورة” وأنها كانت موضوع “نقاش محدد” مع الولايات المتحدة.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قُتل ما لا يقل عن 637 فلسطينياً في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.
