يواجه الجيش السوداني وقائده تدقيقًا متزايدًا بعد السقوط السريع لمدينة ود مدني، ثاني أكبر مدن السودان، هذا الأسبوع على يد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في شرق وسط السودان يوم الثلاثاء دون مقاومة تذكر من الجيش.
وبدأت قوات الدعم السريع والآليات العسكرية التقدم باتجاه ود مدني يوم الجمعة الماضي. وقالت الميليشيا يوم الاثنين إنها سيطرت على فرقة المشاة الأولى للجيش في المدينة.
واتهم سكان المدينة الجيش بالخيانة، زاعمين أن الجنود لم يقاتلوا القوات الغازية وأن القوات أمرت بالانسحاب من المدينة.
واعترفت القوات المسلحة السودانية، في بيان لها، الثلاثاء، بمغادرة قواتها مواقعها في ود مدني، ووعدت بفتح تحقيق.
لا تنهار الدول وتهزم إلا تآمر عليها أبنائها ، ونحن ننحنى إلى هذا الدرك الأسفل من العمالة والانحطاط …
إلى الله المشتكى 💔#عزل_البرهان_والقيادة_الحالية pic.twitter.com/oER9HC5ml3— عجيل الحاج (@Ogail3mroo) 19 ديسمبر 2023
وفي أول خطاب علني له منذ الاستيلاء على ود مدني يوم الخميس، تعهد قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمحاسبة المسؤولين عن انسحاب الجيش من ود مدني.
وقال: “كل جندي يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص، وسنحاسب كل تقصير أو تراجع”. “أولئك الذين فرضوا هذا الانسحاب سيحاسبون أيضًا دون تساهل”.
وشدد البرهان على أن الجيش سيظل قويا ومتماسكا، متعهدا بالقضاء على “ميليشيا الدعم السريع”.
وفشلت هذه الوعود في تهدئة غضب المواطنين، ويواجه البرهان دعوات متزايدة للتنحي عن منصبه.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عدة احتجاجات نظمت في أنحاء السودان هذا الأسبوع للمطالبة بإقالة البرهان.
ما أهمية ود مدني؟
ويثير سقوط ود مدني مخاوف بسبب موقعها الاستراتيجي وسط السودان وأهميتها الاقتصادية.
وتحد ولاية الجزيرة من الشمال والغرب ولاية النيل الأبيض، ومن الجنوب ولاية سنار، ومن الشرق ولاية القضارف، وكلها تخضع لسيطرة الجيش.
وتعد الولاية منطقة زراعية كبرى وموطنًا لما يسمى بمشروع الجزيرة، وهو أحد أكبر مشاريع الري في العالم. يغطي المشروع مساحة 2.5 مليون فدان (10000 كيلومتر مربع)، حيث تقوم شبكة من القنوات بطول 2700 ميل (4300 كيلومتر) بري محاصيل مثل القطن والقمح باستخدام مياه النيل الأزرق.
منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، عملت الجزيرة كمركز رئيسي للعمليات الإنسانية حيث نجت من القتال. والآن، قامت العديد من المنظمات بنقل موظفيها ونقل عملياتها إلى الدول المجاورة.
وكانت أيضًا ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الخرطوم في بداية الحرب.
ويعيش في ولاية الجزيرة حوالي 5.9 مليون شخص إلى جانب ما يقرب من 500 ألف نازح. وتأوي ود مدني وحدها أكثر من 86 ألف نازح، بالإضافة إلى سكانها البالغ عددهم 700 ألف نسمة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وفر أكثر من 300 ألف شخص من القتال في ود مدني خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
“ستؤدي هذه التحركات الأخيرة إلى رفع إجمالي عدد النازحين في السودان إلى 7.1 مليون شخص، وهي أكبر أزمة نزوح في العالم. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي يوم الخميس إن أكثر من 1.5 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة.
