قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مجلس الوزراء صوت لصالح الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة واتفاق إطلاق سراح الرهائن يوم السبت منهيا أياما من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الهدنة ستدخل حيز التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل.
ومن شأن وقف إطلاق النار، الذي من المقرر أن يبدأ الأحد، أن يوقف القتال والقصف في الحرب الأكثر دموية في غزة على الإطلاق.
كما أنها ستمكن من إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في المنطقة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال مكتب نتنياهو في وقت مبكر من صباح السبت بعد أن أجرت الحكومة تصويتها: “وافقت الحكومة على خطة إعادة الرهائن”.
ونشرت وزارة العدل قائمة بأسماء 95 فلسطينيا سيتم إطلاق سراحهم اعتبارا من يوم الأحد “شريطة موافقة الحكومة”. ومن بينهم 69 امرأة و16 رجلاً و10 قاصرين.
وأدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل العشرات منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، حيث قال الجيش يوم الخميس إنه ضرب حوالي 50 هدفا في أنحاء غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ومن المقرر أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ عشية تنصيب دونالد ترامب، الذي نسب إليه الفضل في العمل مع فريق الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن لإبرام الصفقة.
وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر قد وافق عليه في وقت سابق، وقال مكتب نتنياهو إنه “يدعم تحقيق أهداف الحرب”.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الفلسطينية أكملت استعداداتها “لتولي المسؤولية الكاملة في غزة” بعد الحرب.
وحتى قبل بدء الهدنة، كان سكان غزة النازحون يستعدون للعودة إلى ديارهم.
وقال نصر الغرابلي الذي فر من منزله في مدينة غزة إلى مخيم يقع جنوبا “سأذهب لتقبيل أرضي”. “إذا مت على أرضي، سيكون أفضل من أن أكون هنا كنازحاً”.
وفي إسرائيل، ساد الفرح، ولكن كان هناك أيضاً ألم بسبب الرهائن المتبقين الذين تم أسرهم في هجوم حماس.
وكفير بيباس، الذي يصادف عيد ميلاده الثاني يوم السبت، هو أصغر الرهائن.
وقالت حماس في نوفمبر 2023 إن كفير وشقيقه آرييل البالغ من العمر أربع سنوات ووالدتهما شيري لقوا حتفهم في غارة جوية، لكن مع عدم تأكيد الجيش الإسرائيلي وفاتهم بعد، فإن الكثيرين يتمسكون بالأمل.
وقالت أوسنات نيسكا البالغة من العمر 70 عاماً، والتي التحق أحفادها بالحضانة مع الأخوين بيباس: “أفكر فيهما، هذين الصغيرين ذوي الشعر الأحمر، وأشعر بالقشعريرة”.
– 'واثق' –
وأعرب وزيران من اليمين المتطرف عن معارضتهما للاتفاق، وهدد أحدهما بالانسحاب من الحكومة، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال قبل التصويت إنه يعتقد أن وقف إطلاق النار سيستمر.
وأضاف “أنا واثق وأتوقع تماما أن التنفيذ سيبدأ كما قلنا يوم الأحد”.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن إسرائيل قصفت عدة مناطق في القطاع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة مئات آخرين منذ الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء.
وحذرت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، من أن الضربات الإسرائيلية تعرض حياة الرهائن للخطر ويمكن أن تحول “حريتهم… إلى مأساة”.
وأدى الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى مقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
ومن بين الرهائن الـ 251، لا يزال 94 شخصًا في غزة، من بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
دمرت الحملة الانتقامية الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 46876 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
– ترامب وبايدن –
وجاء اتفاق وقف إطلاق النار بعد جهود مكثفة بذلها وسطاء قطر والولايات المتحدة ومصر بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه خلال أيام المحادثات، انضم إلى عضو فريق بايدن بريت ماكغورك في المنطقة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف في ثنائي غير عادي لتمرير الاتفاق على الخط.
وقال ترامب في مقابلة أجريت معه يوم الخميس: “لو لم نكن مشاركين… لما تم التوصل إلى الاتفاق على الإطلاق”.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وهو يعلن الاتفاق يوم الأربعاء، إن وقف إطلاق النار المبدئي لمدة 42 يوما سيشهد إطلاق سراح 33 رهينة.
وقال يوم الجمعة: “نسعى إلى التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى، وأن تكون المرحلة الثانية هي النهائية.
وأضاف “ننتظر أن يصدر مجلس الأمن قرارا ملزما لتنفيذ الاتفاق”.
وتفترض السلطات الإسرائيلية أن الثلاثة والثلاثين على قيد الحياة، لكن حماس لم تؤكد ذلك بعد.
وقال رئيس الوزراء القطري إنه في المرحلة الأولى أيضا، ستنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وتسمح للفلسطينيين النازحين بالعودة “إلى مساكنهم”.
وقال مصدران مقربان من حماس لوكالة فرانس برس إن ثلاث جنديات إسرائيليات سيكونن أول من يطلق سراحهن مساء الأحد.
وقد تكون النساء في الواقع مدنيات، حيث تشير الجماعة المسلحة إلى جميع الإسرائيليين في سن الخدمة العسكرية الذين خضعوا للخدمة العسكرية الإلزامية كجنود.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إنه تم إنشاء نقاط استقبال في كيرم شالوم وإيريز وريم حيث سينضم إلى الرهائن أطباء وأخصائيون في الصحة العقلية قبل “نقلهم بطائرة هليكوبتر أو سيارة” إلى مستشفيات في إسرائيل.
وقال مصدر طلب عدم الكشف عن هويته إن إسرائيل “من المتوقع بعد ذلك أن تفرج عن المجموعة الأولى من السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من السجناء الذين صدرت بحقهم أحكام مشددة”.
وذكرت وسائل إعلام مصرية مرتبطة بالدولة أن المفاوضين اتفقوا خلال محادثات يوم الجمعة على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في القاهرة “لضمان التنسيق الفعال” والامتثال لشروط الهدنة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن المواطنين الفرنسيين الإسرائيليين عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي كانا من بين الرهائن المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
وقال بايدن إن المرحلة الثانية يمكن أن تضع “نهاية دائمة للحرب”.
وفي غزة المتعطشة للمساعدات، حيث نزح جميع سكانها البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة تقريبا مرة واحدة على الأقل، يشعر العاملون في المجال الإنساني بالقلق إزاء المهمة الضخمة التي تنتظرهم.
وقالت أماندي بازيرول، منسقة منظمة أطباء بلا حدود، لوكالة فرانس برس: “لقد تم تدمير كل شيء، والأطفال في الشوارع، ولا يمكنك تحديد أولوية واحدة فقط”.
بور-تيم/cwl
