وتتحرك الدبابات في الوحل بين المباني التي تم قصفها في مدينة خان يونس الرئيسية بجنوب قطاع غزة، والتي أصبحت الآن مركز الحرب، بينما تتردد أصداء الانفجارات وإطلاق النار على مسافة.
أكوام من الأنقاض بالقرب من مدخل نفق حماس وهو جزء من متاهة تحت الأرض يطلق عليها الجيش اسم “مترو غزة” ويقول إن النشطاء يختبئون فيها ويحتجزون رهائن.
وفي حرب غزة الأكثر دموية على الإطلاق، والتي دخلت الآن شهرها الرابع، ركز الجيش عملياته في خان يونس، مسقط رأس زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، المهندس المزعوم لهجوم 7 أكتوبر.
قاد الجيش الإسرائيلي مؤخرا مجموعة من الصحفيين عبر نفق طويل قال إن حماس حفرته أسفل المدينة، والذي تحول معظمه إلى أنقاض بعد أسابيع من القصف والقتال العنيف.
وقيل للصحافيين، الذين تم تصويرهم تحت الأرض، إنهم كانوا يسيرون عبر نفق طوله مئات الأمتار يؤدي إلى مقبرة، وهي مواقع لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منها بشكل مستقل.
وقال دان جولدفوس وهو قائد إسرائيلي يقود المجموعة “نحن في وسط مقبرة في خان يونس وهذه المقبرة عبارة عن مجمع عسكري.. مجمع عسكري لحماس فوق وتحت الأرض.”
وقال جولدفوس وهو يربت على جدار خرساني للنفق المؤدي إلى سلسلة من الغرف الأكبر حجما: “انظر إلى الوقت والمال والجهد الذي تم بذله في هذا النفق”.
وكانت إحدى أكبر الغرف كبيرة بما يكفي لاستيعاب أكثر من عشرة جنود، وقال الجيش الإسرائيلي إنها كانت بمثابة مركز قيادة للحركة الفلسطينية المسلحة.
وفي الداخل، كان هناك مطبخ كبير به حوض مليء بالأطباق المتسخة وعلب الخضار المقطعة الفارغة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن العديد من الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول كانوا أو ما زالوا محتجزين في شبكة واسعة من الأنفاق مثل تلك التي تنتشر تحت غزة.
وفوق الأرض، جابت الدبابات وحفارات الأرض الشوارع المهجورة بحثًا عن المزيد من منشآت حماس تحت الأرض، حسبما أفاد صحفي فيديو لوكالة فرانس برس كان جزءًا من المجموعة.
وقامت القوات بدوريات في الأحياء التي تحولت إلى أنقاض، دون رؤية أي مدنيين.
– مباني مثقوبة –
واصطفت صفوف من المباني المليئة بالآثار، وبعضها به ثقوب كبيرة، والمنازل المدمرة على طول طريق موحل بسبب أمطار الشتاء الغزيرة الأخيرة أثناء مرور قافلة من القوات.
وتراكمت بقايا المركبات المشوهة والمتفحمة والخردة المعدنية على جانبي الطريق أثناء مرور القافلة، وكان هناك دبابتان على الأقل بين المركبات المدرعة.
واندلع النزاع بعد هجوم حماس على اسرائيل في السابع من تشرين الاول/اكتوبر والذي اسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.
وبهدف تدمير حماس، شنت إسرائيل قصفاً متواصلاً على غزة والغزو البري الذي بدأ في شمال غزة ثم تحرك جنوباً بشكل مطرد منذ ذلك الحين.
وأدى الهجوم حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 26422 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
واحتجز المسلحون أيضا نحو 250 رهينة وتقول إسرائيل إن نحو 132 منهم ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 28 قتيلا على الأقل من الأسرى.
تم تصميم متاهة الأنفاق أسفل المنطقة الساحلية في البداية كوسيلة للتحايل على الحصار الإسرائيلي المصري الساحق على غزة، والمفروض منذ عام 2007.
منذ حرب عام 2014 مع إسرائيل، تم توسيع شبكة الأنفاق واستخدمتها حماس بشكل متكرر لتسهيل إطلاق الصواريخ.
وقالت دراسة نشرها معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت في 17 تشرين الأول/أكتوبر، إن هناك 1300 نفق تمتد على مسافة 500 كيلومتر.
وقال غولدفوس إن الأنفاق أصبحت سمة مميزة للحرب.
وقال: “كل حرب لها خصائصها الخاصة، وأعتقد أن هذه الحرب، طابعها الأساسي يدور حول تلك المناورة السرية”. “هذه هي طبيعة هذه الحرب.”
