اتهم الرئيس الإيراني الجديد يوم الاثنين إسرائيل بالسعي إلى إشعال حرب إقليمية، في محاولته تصوير طهران على أنها منضبطة، ودعا الغرب إلى إجراء محادثات بشأن القضايا الساخنة.
وكان الرئيس مسعود بزشكيان، الذي تولى منصبه في أواخر يوليو/تموز كإصلاحي داخل الدولة التي يديرها رجال الدين، يزور الأمم المتحدة في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل ضرباتها في لبنان على ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، في أعقاب موجة من الانفجارات في أجهزة الاتصالات المحمولة.
وقال بيزيشكيان في مائدة مستديرة مع الصحافيين في نيويورك “نحن نعلم أكثر من أي شخص آخر أنه إذا اندلعت حرب أكبر في الشرق الأوسط، فلن يستفيد منها أحد في جميع أنحاء العالم. إن إسرائيل هي التي تسعى إلى خلق هذا الصراع الأوسع”.
وتولى بيزيشكيان – الذي توفي سلفه المتشدد في حادث تحطم مروحية – منصبه وسط دعوات لتحسين العلاقات مع الغرب.
لكن التوترات تصاعدت على الفور بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المسلحين الفلسطينيين الذين هاجموا إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، في عملية في طهران نسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل.
وأشار بيزيشكيان إلى المناشدات الغربية لإيران بعدم الرد حتى لا تعرض جهود الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في حرب غزة للخطر.
وقال “حاولنا عدم الرد. وظلوا يقولون لنا إننا على وشك تحقيق السلام، ربما في غضون أسبوع أو نحو ذلك”.
“ولكننا لم نتوصل قط إلى هذا السلام المراوغ. ففي كل يوم ترتكب إسرائيل المزيد من الفظائع وتقتل المزيد والمزيد من الناس ـ كبارا وصغارا، رجالا ونساء وأطفالا، ومستشفيات وغيرها من المرافق”.
ولم يرد بشكل مباشر عندما سئل عما إذا كانت إيران سترد الآن بشكل أكثر مباشرة على إسرائيل.
وقال “نسمع دائما أن حزب الله أطلق صاروخا. وإذا لم يقم حزب الله حتى بهذا الحد الأدنى فمن الذي سيدافع عنه؟”.
“من الغريب أننا نستمر في تصنيفنا كمرتكبي انعدام الأمن. لكن انظر إلى الوضع كما هو عليه الآن”.
– روسيا تعرض محادثات نووية –
وتدعم إيران علنا حركة حماس، التي أدى هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية الإسرائيلية التي تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر.
وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 41455 شخصا على الأقل في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا للأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس. ووصفت الأمم المتحدة هذه الأرقام بأنها موثوقة.
واتهم بيزيشكيان القوى الغربية بالمعايير المزدوجة بقوله إن العنف “من جانب أحد الطرفين هو دفاع مشروع عن النفس ولكنه إرهاب وقتل من جانب الطرف الآخر”.
وسخرت إسرائيل من الحديث عن وجود إصلاحيين داخل النظام الإيراني، بينما قلل المسؤولون الأميركيون، على الرغم من استعدادهم للتحدث مع طهران بشكل غير مباشر، من نفوذ بيزيشكيان، قائلين إن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يتخذ في نهاية المطاف القرارات الرئيسية.
ودعا بيزيشكيان إلى إجراء محادثات مع الغرب بشأن روسيا بعد أن قالت الاستخبارات الأميركية إن إيران تزود موسكو بصواريخ باليستية لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
وقال بيزيشكيان “نحن مستعدون للجلوس مع الأوروبيين والأميركيين لإجراء حوار ومفاوضات. لم نوافق قط على العدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية”، نافياً مرة أخرى شحنات الصواريخ.
وهددت أوكرانيا، التي تحظى بتعاطف جزء كبير من الشعب الإيراني، بقطع العلاقات مع طهران بسبب قضية الصواريخ.
فرضت القوى الغربية جولة جديدة من العقوبات على إيران، بما في ذلك استهداف الاتفاقيات الجوية، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الصواريخ تتناقض مع دعوات بيزيشكيان لتحسين العلاقات.
كما وجه بيزيشكيان نداء جديدا يوم الاثنين لاستعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي ألغاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتولى الرئيس جو بايدن منصبه قائلاً إنه سيعيد الاتفاق لكن المحادثات فشلت، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الخلاف حول مدى تخفيف العقوبات.
من غير المرجح إلى حد كبير أن تجري أي دبلوماسية أميركية رفيعة المستوى مع بيزيشكيان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، في ظل المكانة السامة التي تحتلها إيران في السياسة الأميركية وعدم رغبة طهران في تقديم تنازلات قبل معرفة سياسات الإدارة المقبلة.
