ألقت الشرطة الألمانية، السبت، القبض على المشتبه به في تنفيذ هجوم بسكين أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في مهرجان في الشارع، في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وفر المهاجم المجهول الهوية بعد تنفيذه هجوما في بلدة زولينجن الغربية في وقت متأخر من يوم الجمعة، مما أدى إلى إطلاق عملية مطاردة استمرت يوما كاملا.
وقال وزير داخلية ولاية شمال الراين – ويستفاليا هربرت رويل على التلفزيون العام في وقت متأخر من مساء السبت “لقد ألقينا للتو القبض على المشتبه به الحقيقي”.
وقال إن “الرجل الذي كنا نبحث عنه طوال اليوم كان رهن الاحتجاز منذ فترة قصيرة”، مضيفا أن الشرطة عثرت على أدلة لإدانته.
وفي بيان على تطبيق تليجرام، قالت وكالة أعماق، الذراع الدعائية لتنظيم داعش، إن “منفذ الهجوم على تجمع للمسيحيين في مدينة زولينغن في ألمانيا، أمس، كان جندياً في تنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال تنظيم الدولة الإسلامية إن الهجوم نفذ “انتقاما للمسلمين في فلسطين وفي كل مكان”، في إشارة واضحة إلى حرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
ولم يتم التحقق من صحة هذا الادعاء بعد. وكان مسؤولون ألمان قد قالوا في وقت سابق إنه “لا يمكن استبعاد الدافع الإرهابي” وراء هذا العمل.
وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن الضباط ألقوا القبض على رجل في مداهمة لمركز لطالبي اللجوء على مسافة غير بعيدة عن مكان الهجوم الذي وقع يوم الجمعة.
وفي وقت سابق من يوم السبت، قال المدعي العام إنه تم القبض على شخص أول: وهو صبي يبلغ من العمر 15 عامًا يشتبه في عدم إبلاغه عن عمل إجرامي.
وقال ماركوس كاسبرز، المدعي العام في دوسلدورف، غربي زولينغن، إن شهود عيان قالوا إنهم رأوا المراهق يناقش الهجوم قبل وقوعه مع رجل يمكن أن يكون القاتل.
وقال المسؤولون إن القتلى هم رجلان يبلغان من العمر 56 و67 عاما وامرأة تبلغ من العمر 56 عاما.
وقال كاسبرز في مؤتمر صحفي “الضحايا مجهولون تماما ولا توجد أي صلة معروفة بينهم”.
وقال المسؤولون إن أربعة من الجرحى في حالة “خطيرة”، وهو ما خفض تقديرا سابقا لعدد الجرحى إلى خمسة.
وقال المستشار أولاف شولتز إن الجاني “يجب القبض عليه بسرعة ومعاقبته”.
ووقع الهجوم بينما كان آلاف الأشخاص يتجمعون في الليلة الأولى من “مهرجان التنوع”، وهو جزء من سلسلة من الأحداث للاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس مدينة زولينغن.
– حالة تأهب قصوى بسبب الإرهاب –
تعيش ألمانيا حالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات إسلامية محتملة بعد سلسلة من الفظائع.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فايزر إن خطر المؤامرات الإسلامية “تفاقم بشكل كبير” منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، محذرة من أن “التهديد الذي يشكله الإرهاب الإسلامي لا يزال مرتفعا”.
ونفذ الجهاديون عدة هجمات في ألمانيا في السنوات الأخيرة، وكان أعنفها هجوم بشاحنة في سوق عيد الميلاد في برلين في عام 2016 والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا.
قُتل ضابط شرطة وأصيب خمسة أشخاص في هجوم بسكين خلال تجمع لليمين المتطرف في مدينة مانهايم في مايو/أيار الماضي، مع الاشتباه بدوافع إسلامية.
بدأت عمليات القتل يوم الجمعة عندما تجمع آلاف الأشخاص أمام المسرح في الليلة الأولى من المهرجان الذي يستمر ثلاثة أيام.
وقال شاهد العيان لارس بريتزكي لصحيفة “سولينجر تاجبلات” إنه كان على بعد أمتار قليلة من الهجوم، وليس بعيدا عن المسرح، و”فهم من التعبير على وجه المغني أن شيئا ما كان خطأ”.
“وبعد ذلك، على بعد متر واحد مني، سقط شخص”، قال بريتزكي، الذي ظن في البداية أنه شخص شرب أكثر من اللازم.
وعندما استدار، رأى أشخاصًا آخرين ممددين على الأرض وسط برك من الدماء.
وقال رئيس بلدية زولينغن تيم أوليفر كورتزباخ إن المدينة بأكملها كانت في حالة “صدمة ورعب وحزن شديد”.
ودعت فايسر البلاد إلى “البقاء متحدة”، حيث نددت “بأولئك الذين يريدون إثارة الكراهية” خلال زيارة لموقع المأساة. وقالت: “دعونا لا ننقسم”.
– سلسلة من السكاكين –
زولينغن هي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة وتقع بين دوسلدورف وكولونيا.
وكان من المتوقع أن يحضر ما يصل إلى 75 ألف زائر “مهرجان التنوع”.
وقال فيليب مولر أحد المنظمين للصحيفة إن الناس غادروا المكان بعد الهجوم في حالة صدمة ولكن بهدوء، مضيفا أن بقية المهرجان تم إلغاؤه.
ويواجه ائتلاف شولتز من يسار الوسط انتخابات إقليمية الأسبوع المقبل في شرق البلاد، حيث يتقدم حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف بقوة في استطلاعات الرأي.
واستقبلت ألمانيا أكثر من مليون طالب لجوء في عامي 2015 و2016 في ذروة أزمة المهاجرين في أوروبا.
وكان هذا التدفق مثيرا للانقسام بشكل عميق في ألمانيا وساهم في تعزيز شعبية حزب البديل لألمانيا.
