دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى وقف كامل لإطلاق النار لإنهاء حرب غزة بعد محادثات مع جو بايدن، مما أثار نبرة متناقضة مع الرئيس الأمريكي الذي يسعى إلى هدنة أقصر مدتها ستة أسابيع لمنح إسرائيل الوقت لهزيمة حماس.
وفي حديثهما في البيت الأبيض، حذر الزعيمان من أي توغل بري إسرائيلي عشوائي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يحاصر أكثر من مليون فلسطيني.
وقال العاهل الأردني بعد أن ألقى بايدن كلمته أولا “لا يمكننا أن نتحمل هجوما إسرائيليا على رفح. فمن المؤكد أنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى”.
وأضاف عبد الله الذي دعا مراراً وتكراراً إلى هدنة كاملة لإنهاء الصراع الذي بدأ عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي وندع هذا يستمر. نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن – هذه الحرب يجب أن تنتهي”.
وأثارت الولايات المتحدة غضب بعض حلفائها في الشرق الأوسط من خلال رفضها المستمر للدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار، حيث تقول واشنطن إنها تدعم حملة إسرائيل لهزيمة حماس، وتدعو بدلا من ذلك إلى فترات توقف أقصر مع صفقات الرهائن.
لكن بايدن، الذي يسعى لإعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر، بدأ في اتخاذ موقف أكثر صرامة مع إسرائيل بشأن الضحايا المدنيين، قائلا الأسبوع الماضي إن الهجوم الإسرائيلي “تجاوز الحدود”.
وقال بايدن إن “الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن بين إسرائيل وحماس، من شأنه أن يحقق فترة هدوء متوسطة ومستدامة في غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل”، مضيفا أن العناصر الأساسية موجودة ولكن لا تزال هناك “فجوات”.
ويمكن للأطراف المتحاربة بعد ذلك أن “تأخذ الوقت الكافي لبناء شيء أكثر ديمومة”.
وقال بايدن أيضا إن المدنيين الذين يحتمون في رفح على الحدود المصرية “بحاجة إلى الحماية” بينما تدرس إسرائيل شن توغل بري.
وكان هذا أول لقاء مباشر بين بايدن وعبد الله منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بزميله رئيس الدولة باعتباره لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط المضطرب.
– منطقة مضطربة –
وكان بايدن والملك قد تعانقا في وقت سابق، محاطين بالعلمين الأمريكي والأردني، عندما التقيا على الدرجات الأمامية للبيت الأبيض، برفقة السيدة الأولى جيل بايدن والملكة رانيا وولي العهد الأردني الأمير حسين.
وقال بايدن مازحا خلال مراسم الوصول إن “الجميع يفعلون ذلك” عندما سئل عما إذا كان بنيامين نتنياهو يتبع نصيحته بشأن تجنب الهجوم على رفح.
وناقش الزعيمان أيضًا الجهود المبذولة لضمان عدم انتشار الصراع عبر منطقة مضطربة.
وقُتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة في الأردن في يناير/كانون الثاني، مما أدى إلى شن ضربات جوية أمريكية ضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وواشنطن هي المحطة الأولى في جولة العاهل الأردني التي ستشمل أيضا كندا وفرنسا وألمانيا، وسط جهود دولية متزايدة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس هناك.
واندلعت الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردت إسرائيل بقصف متواصل وهجوم بري في غزة قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في الأراضي الفلسطينية إنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 28340 شخصا معظمهم من النساء والأطفال.
وأشار بايدن يوم الاثنين بشكل خاص إلى حقيقة أن هناك “أكثر من 27 ألف فلسطيني قتلوا”، متقبلاً على ما يبدو العدد الفلسطيني الذي شكك فيه في تشرين الأول/أكتوبر، وقال إن “عدداً كبيراً جداً” منهم من الأطفال.
وكان من المقرر أن يسافر بايدن إلى الأردن لإجراء محادثات مع الملك عبد الله عندما زار إسرائيل بعد أقل من أسبوعين من الهجوم الأول العام الماضي، لكن الاجتماع ألغي بعد انفجار في مستشفى في غزة تسبب في غضب في جميع أنحاء العالم العربي.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالملك عبد الله في عمان في يناير/كانون الثاني. وحث العاهل الأردني كبير الدبلوماسيين على الدفع من أجل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الأزمة الإنسانية هناك.
