أودت الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت القوات الموالية لإيران في العراق بحياة شخص واحد على الأقل وأثارت رد فعل غاضب من بغداد يوم الثلاثاء وسط توترات إقليمية شديدة بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأدان العراق الضربات الأمريكية ووصفها بأنها “عمل عدائي واضح” قائلا إنها قتلت أحد أفراد قوات الأمن وأصابت 18 شخصا آخرين بينهم مدنيون.
واستهدفت واشنطن مراراً وتكراراً مواقع تستخدمها إيران والقوات الموالية لها في العراق وسوريا رداً على عشرات الهجمات على القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال وزير الدفاع لويد أوستن إن “القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات ضرورية ومتناسبة على ثلاث منشآت تستخدمها كتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق”.
وقال أوستن إن “هذه الضربات الدقيقة هي رد على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات التي ترعاها إيران”.
وقال أوستن إن الهجمات شملت غارة بطائرة بدون طيار يوم الاثنين شنتها كتائب حزب الله والجماعات التابعة لها على قاعدة أربيل الجوية. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون إن الهجوم أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين أمريكيين، أحدهم في حالة خطيرة.
وقال بيان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه الضربات الأمريكية في اتصال مع أوستن ومسؤولين آخرين في الأمن القومي.
وأضافت أن بايدن “لا يضع أولوية أعلى من حماية الأفراد الأمريكيين الذين يخدمون في طريق الأذى”. وأضاف أن “الولايات المتحدة ستتصرف في الوقت وبالطريقة التي نختارها إذا استمرت هذه الهجمات”.
وتعتبر واشنطن كتائب حزب الله المدعومة من إيران منظمة إرهابية. وتشكل المجموعة جزءاً من تحالف الحشد الشعبي الذي يضم قوات شبه عسكرية سابقة مدمجة في القوات المسلحة النظامية العراقية.
– “لا، لا لأميركا” –
وقد أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تشكيل فضفاض من الجماعات المسلحة التابعة للحشد الشعبي، مسؤوليتها عن الهجوم الأخير بطائرة بدون طيار يوم الاثنين ضد القوات الأمريكية.
وقال مصور وكالة فرانس برس إن جنازة المقاتل القتيل أقيمت بحضور عشرات الأشخاص الذين هتفوا “لا، لا لأمريكا”.
وحمل كثيرون من الحشد أعلام الحشد وصور القائد الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية في بغداد في يناير 2020.
وأحصى الجيش الأمريكي 103 هجمات ضد قواته في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر، معظمها تبنتها المقاومة الإسلامية في العراق، التي تعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها ضد حماس.
والولايات المتحدة التي قادت غزو العراق عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين، لديها الآن نحو 2500 جندي منتشرين في العراق ونحو 900 جندي في سوريا في إطار الجهود المبذولة لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي.
وأدانت بغداد بشدة العمل العسكري الأمريكي الأخير.
وقالت في بيان “إنه يتعارض مع السعي لتحقيق المصالح المتبادلة الدائمة في إرساء الأمن والاستقرار، ويتعارض مع النية المعلنة للجانب الأمريكي لتعزيز العلاقات مع العراق”.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ردا على سؤال لوكالة فرانس برس إن غارة استهدفت موقعا للحشد الشعبي في الحلة عاصمة محافظة بابل.
وقال المسؤول إن شخصا قتل وأصيب 20، وهو رقم أعلى من الحصيلة التي أعلنتها الحكومة.
وقال المسؤول إن أربعة آخرين أصيبوا في غارة ثانية بمحافظة واسط، وهي حصيلة أكدتها مصادر أمنية في محافظتي بابل وواسط.
وندد هادي العامري، أحد قادة فصائل الحشد الشعبي، بالضربات الأمريكية، في رسالة على قناة تليغرام، مطالبا الحكومة العراقية “بتحديد جدول زمني لرحيل هذه القوات الأجنبية في أقرب فرصة”.
واتهم بأن وجودهم “أصبح عامل تدمير لبلدنا وتهديدا لأطفالنا”.