بيروت
قال مدير مستشفى وثلاثة مصادر أمنية لبنانية إن 11 شخصا، بينهم ستة أطفال، قتلوا في ضربات إسرائيلية على قرى في أنحاء جنوب لبنان يوم الأربعاء، في حين قالت إسرائيل إنها ردت على هجوم صاروخي لحزب الله أدى إلى مقتل أحد جنودها.
يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ أكثر من أربعة أشهر، بعد أن أطلقت الجماعة المسلحة اللبنانية صواريخ عبر الحدود المتنازع عليها لدعم حليفتها الفلسطينية حماس.
وقال مصدران أمنيان إن امرأة وطفليها قتلوا في غارة إسرائيلية على قرية الصوانة.
وأدى هجوم على مبنى في النبطية إلى مقتل أربعة أطفال آخرين وثلاث نساء ورجل، بحسب مدير مستشفى البلدة حسن وزني وثلاثة مصادر أمنية أخرى. وقال وزني لرويترز إن سبعة أشخاص أصيبوا أيضا.
وقتل أربعة من مقاتلي حزب الله في غارات منفصلة، بحسب الجماعة ومصادر أمنية.
وقال قائد الجيش الإسرائيلي هرتزي هاليفي بعد اجتماعه مع القادة قرب الحدود اللبنانية إن “الحملة المقبلة لإسرائيل ستكون هجومية للغاية، وسنستخدم كل الأدوات وكل القدرات”.
وقال في بيان: “نحن نكثف الضربات طوال الوقت، وحزب الله يدفع ثمناً باهظاً بشكل متزايد”.
وقال المسؤول الكبير في حزب الله، هاشم صفي الدين، الأربعاء، إن “هذا العدوان… لن يمر دون رد”.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية للصحفيين إن وابل الصواريخ من لبنان صباح الأربعاء أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي، بينما تم نقل ثمانية آخرين إلى المستشفى.
وكما أوضحنا مراراً وتكراراً، فإن إسرائيل ليست مهتمة بالحرب على جبهتين. وقالت المتحدثة إيلانا شتاين: “لكن إذا تم استفزازنا فسنرد بقوة”.
“إن الواقع الحالي، حيث تم تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين وعدم قدرتهم على العودة إلى منازلهم، أمر لا يطاق. ويجب أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن”.
وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب متلفز يوم الثلاثاء إن حزبه لن يتوقف عن تبادل إطلاق النار إلا إذا تم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في غزة.
وأدى القصف عبر الحدود إلى مقتل أكثر من 200 شخص في لبنان، من بينهم أكثر من 170 من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى حوالي عشرة جنود إسرائيليين وخمسة مدنيين إسرائيليين. كما أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص في المناطق الحدودية لكل دولة.
وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من أن “التصعيد الأخير خطير بالفعل ويجب أن يتوقف”.
وأضاف أن قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) لاحظت “تحولا مقلقا في تبادل إطلاق النار بين القوات المسلحة الإسرائيلية والجماعات المسلحة في لبنان”.
وأضاف أن الهجمات شملت “استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق”، في إشارة إلى خط الانسحاب الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن واشنطن ستواصل الضغط من أجل “مسار دبلوماسي” لحل التوترات عبر الحدود.
وأضاف: “أحد أهدافنا الأساسية منذ بداية هذا الصراع هو التأكد من عدم توسيعه”.
وفي حين يعتقد معظم المحللين أن هناك رغبة قليلة في شن حرب شاملة من جانب حزب الله أو إسرائيل، إلا أن هناك مخاوف من أن يؤدي سوء التقدير من قبل أي من الجانبين إلى تصعيد كبير. وأرسلت الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى دبلوماسيين في الأسابيع الأخيرة لمحاولة تهدئة التوترات على الحدود.
ويعد تبادل الضربات يوم الأربعاء، والتي أصاب بعضها مناطق بعيدة نسبيًا عن المنطقة الحدودية، مؤشرًا واضحًا على مخاطر احتمال خروج أعمال العنف عن نطاق السيطرة.
