قال شهود إن القوات شبه العسكرية السودانية توغلت اليوم الاثنين بشكل أعمق في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، حيث سيطرت أيضا على بلدة رفاعة.
وجاء ذلك بعد يوم من إنشاء قوات الدعم السريع شبه العسكرية قاعدة في ود مدني، حيث أدى هجومها إلى فرار الآلاف من ثاني أكبر مدينة في السودان ومركز المساعدات السابق، والعديد منهم نزحوا بالفعل.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية “سيطرت على مدينة رفاعة” على بعد 40 كلم شمال ود مدني.
وأضافوا أن قوات الدعم السريع سيطرت على “مقر الجيش ومكتب الشرطة والمستشفى بعد اشتباك استمر ساعة” في البلدة.
ومنذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان بين رئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، أصبحت مدينة ود مدني، على بعد 180 كيلومتراً جنوب الخرطوم، ملاذاً لآلاف النازحين. خلال الصراع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان إن عدد سكان المدينة وصل إلى 700 ألف نسمة، بعد أن لجأ إليها أكثر من نصف مليون شخص، من بينهم 270 ألفاً “بحاجة إلى مساعدات إنسانية”.
وأعلنت قوات الدعم السريع على موقع X، تويتر سابقا، يوم الاثنين أنها “سيطرت على الفرقة الأولى مشاة للقوات المسلحة السودانية في ود مدني”.
وقالت إن “عمليتها شملت تحرير معسكر الاحتياط المركزي وجسر حنتوب الاستراتيجي من الجهة الشرقية”.
وذكر الجيش في بيان له، الأحد، أن قوات الدعم السريع حاولت الاستيلاء على ود مدني.
وقال الجيش إن “الوضع الأمني في ولاية الجزيرة استقر”، مضيفا “ندعو أهلنا إلى عدم مغادرة منازلهم”.
وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن قوات الدعم السريع أقامت، الأحد، قواعد لها في حي المالكية شرق مدينة ود مدني.
وأعربت لجنة اللاجئين النرويجية وكتلة شرق أفريقيا التابعة للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) عن قلقهما إزاء تصاعد العنف في ولاية الجزيرة.
وحذرت السفارة الأمريكية، الأحد، في بيان لها، من أن “التقدم المستمر لقوات الدعم السريع يهدد بوقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وتعطيل كبير لجهود المساعدة الإنسانية”.
وقالت إن تقدم قوات دقلو “تسبب بالفعل في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من ولاية الجزيرة… وإغلاق أسواق ود مدني التي يعتمد عليها الكثيرون”.
– قصف في نيالا –
وفي ولاية جنوب دارفور، قال مصدر بالجيش لوكالة فرانس برس إن الطيران قصف مباني عسكرية أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها في تشرين الأول/أكتوبر، ومطار نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وأضاف المصدر أن “قاعدة الزرق التابعة لقوات الدعم السريع، والتي تعتبر المركز الرئيسي للإمدادات، تعرضت للقصف”.
وقالت مجموعة “محامون طوارئ” في بيان لها، الاثنين، إن القصف “طال أحياء مأهولة بالسكان فجر اليوم، وشهدت المدينة الخميس الماضي قصفاً بالبراميل المتفجرة أدى إلى مقتل 10 مدنيين وإصابة 37 آخرين”.
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل 12190 شخصا، وفقا لتقديرات متحفظة لمشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة والأحداث.
وقد أدى النزاع إلى نزوح 5.4 مليون شخص داخل البلاد، وفقاً للأمم المتحدة، وأدى إلى فرار أكثر من 1.3 مليون إلى الخارج.
وقد اتُهم طرفا النزاع بقصف المناطق السكنية بشكل عشوائي، واستخدام الدروع البشرية، وسرقة ومضايقة المدنيين.
