الكويت
رحبت النخب الشعبية والسياسية في الكويت بتعيين الشيخ صباح الخالد الصباح وليا للعهد، رغم أن قرار الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح لم يكن متوقعا وخرج عن نمط التعيينات السابق إلى منصب ولي العهد.
ووفقاً للمحللين، فإن القرار من شأنه أن يعزز الإدارة الثابتة للكويت، حيث يقوم الأمير بإنشاء قاعدة سلطة ثلاثية لحكم البلاد.
ويُنظر إلى الأمير والشخصيتين الأخريين في هرم السلطة على أنهما يتمتعان بخلفيات متكاملة. ويتمتع الشيخ مشعل بخلفية أمنية ورئيس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح يتمتع بخلفية اقتصادية، في حين يتمتع ولي العهد بمسيرة دبلوماسية متميزة.
وكانت النخب السياسية والتجارية تأمل أن يعزز التعيين استقرار البلاد على الرغم من سياساتها المضطربة عادة.
وأثار اختيار ولي العهد ردود فعل إيجابية حتى من النواب السابقين والناشطين السياسيين الذين اعتادوا انتقاد الشيخ صباح كرئيس للحكومة.
ورحب عضو مجلس الأمة المنحل مرزوق الغانم، الذي عرف خلال السنوات الماضية بمعارضته لحكومة الشيخ صباح، باختيار ولي العهد الجديد الذي أشاد بـ”نزاهة وحس القيادة”.
واعتبر اختيار الشيخ صباح قرارا جامعا لأنه يخالف قاعدة حصر اختيار ولي العهد في فرعي الجابر والسالم من الأسرة الحاكمة. والشيخ صباح الخالد الصباح هو أول من يتولى منصب ولي العهد من أحفاد حمد المبارك.
كما جرت العادة أن يكون ولي العهد نجل أمير سابق، وهو شرط لا ينطبق على ولي العهد الجديد.
أصدر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح مرسوما بترشيح الشيخ صباح وليا للعهد، السبت.
شغل الشيخ صباح سابقًا منصب رئيس الوزراء من عام 2019 حتى عام 2022، عندما استقال بعد صراع مع هيئة تشريعية قتالية.
قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء في عام 2019، شغل الشيخ صباح منصب وزير الخارجية لمدة ثماني سنوات تقريبًا اعتبارًا من عام 2011. كما شغل العديد من الحقائب الوزارية منذ عام 2006.
ولد في الكويت عام 1953 وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الكويت عام 1977.
ودخلت الكويت مرحلة جديدة من عدم اليقين السياسي في مايو/أيار عندما قام الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، البالغ من العمر 83 عاماً، بحل البرلمان بعد ستة أسابيع فقط من الانتخابات. كما علق بعض أحكام الدستور.
ثم قام بعد ذلك بتشكيل الحكومة الثانية منذ توليه منصب رئيس الدولة في ديسمبر.
ورحب زعماء الخليج والولايات المتحدة بالتعيين. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد أن “صاحب السمو الشيخ صباح يتمتع بخلفية متميزة في الخدمة العامة لبلاده، بما في ذلك شغله سابقًا منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية”.
وأضاف البيان: “إننا نتطلع إلى تعميق صداقتنا مع الكويت وصاحب السمو الشيخ صباح بينما نعمل من أجل تحقيق السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط”.
وتمتلك الكويت نحو سبعة بالمئة من احتياطيات النفط العالمية وأحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. لكنها كافحت في السنوات الأخيرة لتنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط.
وعلى عكس دول الخليج الأخرى، عادة ما يكون للكويت برلمان مؤثر بينما تظل معظم السلطات في أيدي العائلة المالكة.