بيروت
حذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، من أنه إذا لم يتحرك لبنان لنزع سلاح حزب الله، فمن المرجح أن تهاجم إسرائيل الجماعة الشيعية المسلحة.
وحذر باراك في منشور مطول على موقع X: “إذا استمرت بيروت في التردد، فقد تتصرف إسرائيل من جانب واحد، وستكون العواقب وخيمة”.
وكتب باراك، الذي يشغل أيضاً منصب المبعوث الأمريكي إلى تركيا: “إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكري لحزب الله سيواجه حتماً مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ودعمت إيران أضعف نقطة في حزب الله”.
وأعرب عن أسفه لأن مجموعة من المبادرات التي تدعمها الولايات المتحدة في لبنان والتي تهدف إلى دفع البلاد نحو السلام مع إسرائيل “توقفت”.
كما أصر باراك على أن “المملكة العربية السعودية تقف الآن على شفا الانضمام الرسمي” إلى اتفاقيات أبراهام، وهو تقييم أكثر تفاؤلاً بشكل ملحوظ من معظم التقارير الأخيرة.
وقد أصبح نزع سلاح حزب الله قضية مثيرة للجدل بشكل متزايد في لبنان في الأشهر الأخيرة. ويضغط المبعوثون الأمريكيون على الرئيس جوزيف عون وحكومته لتفكيك الجناح العسكري للحزب، لكن حزب الله قاوم مثل هذه الدعوات ورفض إلقاء أسلحته.
وكشف باراك أيضاً عن تفاصيل العرض الذي قدمته الولايات المتحدة للبنان في وقت سابق من هذا العام كجزء من خطة تسمى “محاولة أخرى”، والتي قال إنها تتضمن إطار عمل لنزع السلاح على مراحل، والامتثال الذي تم التحقق منه، والحوافز الاقتصادية تحت إشراف أمريكي وفرنسي.
إلا أن لبنان “رفض اعتماده بسبب تمثيل حزب الله ونفوذه في الحكومة اللبنانية”، على حد قوله.
وتحدث المبعوث الأمريكي عن جهود واشنطن لتوجيه لبنان نحو حل سلمي مع إسرائيل، زاعما أنه “من خلال تقديم الحوافز، وربط مساعدات إعادة الإعمار من دول الخليج من خلال إشراف الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، وتعزيز القوات المسلحة اللبنانية من خلال التدريب والدعم المستهدفين”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الولايات المتحدة أنها خصصت أكثر من 200 مليون دولار كتمويل إضافي للجيش اللبناني.
ومضى باراك في انتقاد القيادة اللبنانية في منصبه، قائلاً إن مجلس الوزراء المنقسم “يرسل رسائل مختلطة” إلى القوات المسلحة اللبنانية، التي قال إنها تفتقر إلى “التمويل والسلطة اللازمة للعمل”.
وقال: “كانت واشنطن مستعدة لتوفير غطاء دبلوماسي للانتقال السياسي السلمي لحزب الله، وتنسيق البيانات الإقليمية التي تربط الاستثمار بالتقدم، ومساعدة بيروت على تقديم نزع السلاح ليس كاستسلام بل كاستعادة للسيادة”.
وأضاف: “لكن كل هذه المبادرات تعثرت بينما سارعت بقية المنطقة لطرد وكلاء إيران الإرهابيين”.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، يتعرض لبنان لغارات جوية وغارات جوية إسرائيلية شبه يومية، والتي تكثفت في الأسابيع الأخيرة مع قيام الجيش الإسرائيلي بتدريبات عسكرية واسعة النطاق بالقرب من حدود لبنان.
ويقول مراقبون إن تصريحات باراك، إلى جانب المناورات الإسرائيلية الأخيرة، تشير إلى أن الاستعدادات قد تكون جارية من أجل لبنان، محذرين من أن الوقت ينفد وأنه يتعين على السلطات اللبنانية التحرك بسرعة إذا كانت ترغب في تجنب الخطر والتوصل إلى حل حاسم لمسألة سلاح حزب الله.