بيروت – قال الأمين العام لحزب الله يوم الأربعاء إن الجماعة قدمت ردها على الاقتراح الأمريكي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينهي الحرب الإسرائيلية المستمرة في لبنان، لكنه حذر من أن القرار النهائي يقع على عاتق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب متلفز يوم الأربعاء “وقف القتال يعتمد على الرد الإسرائيلي وجدية نتنياهو. إذا فشلت المفاوضات فسنواصل القتال. نحن قادرون وسنصمد”.
وفي خطابه الثالث منذ توليه قيادة الحزب المدعوم من إيران الشهر الماضي، قال قاسم إن المجموعة وافقت على التفاوض عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأكد أن حزب الله تلقى الاقتراح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار، وقرأه بعناية وأدلى ببعض الملاحظات التي رفعها إلى المبعوث الأميركي عاموس هوشستين.
وشدد على أن “ليعلم أن مفاوضاتنا هي تحت عنوان وقف العدوان (الإسرائيلي) بشكل كامل والحفاظ على السيادة اللبنانية”.
وقدمت واشنطن اقتراحا جديدا للمسؤولين اللبنانيين الاسبوع الماضي. وكشفت معلومات مسربة أن المشروع الجديد يدعو إلى التنفيذ الكامل لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وإنشاء لجنة مراقبة دولية للتأكد من تنفيذه.
ويؤكد الاقتراح الأمريكي الجديد أيضا على حق إسرائيل بلا منازع في التدخل في لبنان في حالة انتهاك القرار، فضلا عن تفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله ليس فقط في جنوب نهر الليطاني ولكن أيضا في المناطق الواقعة إلى الشمال منه.
ودخل حزب الله الحرب في الثامن من أكتوبر من العام الماضي تضامنا مع غزة وحركة حماس الفلسطينية. وفي الشهر الماضي شنت اسرائيل غزوا على لبنان بهدف وقف اطلاق صواريخ حزب الله والسماح للسكان النازحين بالعودة الى الشمال.
فبينما رفض حزب الله خلال العام الماضي فصل المفاوضات بشأن لبنان عن غزة، لم يربط قاسم المفاوضات في لبنان بوقف إطلاق النار مع حماس.
“يشرفنا أن نكون من القلائل الذين يدعمون غزة إلى جانب العراق واليمن وإيران بينما العالم كله يراقب. وقال قاسم في كلمته: “لقد حرصنا على تقديم الدعم لغزة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف التي يمر بها لبنان”. “لقد خضنا معركتين: الأولى لدعم غزة، والثانية لصد العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وتزامن خطابه مع زيارة هوشستين لبيروت التي استغرقت يومين، حيث التقى بمسؤولين لبنانيين للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
ومن المتوقع أن يسافر هوشستاين إلى إسرائيل في وقت لاحق يوم الأربعاء ومن المقرر أن يلتقي بنتنياهو يوم الخميس.
وفيما يتعلق بلبنان ما بعد الحرب، ذكر قاسم ثلاث نقاط يرغب حزب الله في الالتزام بها. وقال: “سنقدم مساهمتنا بكفاءة لانتخاب رئيس للجمهورية عبر البرلمان”.
تجدر الإشارة إلى أن لبنان بدون رئيس منذ أكتوبر 2022 بسبب المشاحنات السياسية بين مختلف القوى المتنافسة في البلاد.
ضغوط أميركية لوقف إطلاق النار
والتقى هوشتاين مع بري لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاقتراح الأمريكي الجديد لهدنة.
وفي تصريح مقتضب للصحافيين بعد لقائه، قال هوشتاين إنه حقق “تقدما إضافيا” في محادثاته مع بري الأربعاء، مضيفا أنه سيتوجه إلى إسرائيل خلال الساعتين المقبلتين في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال إنه لن يكشف عن تفاصيل المفاوضات لأن بعض الأطراف التي لم يسمها قد تشعر بخيبة أمل.
وبعد اجتماع آخر بين الاثنين يوم الثلاثاء، قال هوشتاين إن الاتفاق “في متناول أيدينا”، في حين قال بري إن الوضع “جيد من حيث المبدأ”.
كما أجرى المبعوث الأميركي محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون وكذلك مع سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية، أحد أكبر الأحزاب المسيحية في لبنان.
ولا تزال هناك عدة نقاط شائكة في الاتفاق الأمريكي بين إسرائيل وحزب الله، بما في ذلك أعضاء حزب الله اللجنة الدولية التي سيتم تشكيلها بموجب اتفاق محتمل ومكلفة بمراقبة تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701.
وبحسب ما ورد رفض حزب الله المدعوم من إيران اقتراح إسرائيل بأن تكون ألمانيا والمملكة المتحدة جزءًا من اللجنة. وبحسب المصادر التي نقلتها محطة الـLBCI المحلية، فإن اللجنة ستتكون من لبنان وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل).
والعقبة الأخرى هي إصرار إسرائيل على حق التدخل داخل الأراضي اللبنانية في حالة انتهاك أي اتفاق، وهو البند الذي يعتبره لبنان انتهاكا لسيادته. وبحسب مصادر لم تسمها نقلتها الـLBCI، فإن الاتفاق الجديد سيمنح كلاً من لبنان وإسرائيل حق الدفاع عن النفس في حالة تعرضهما لهجوم من بعضهما البعض.