قال المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لوكالة فرانس برس اليوم السبت إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لن تتحرك من المنطقة الحدودية على الرغم من إصابة خمسة من أفرادها بجروح وأضرار لحقت بمنشآتها خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وقال أندريا تيننتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، إن التصعيد الإسرائيلي ضد مقاتلي حزب الله اللبناني في الأسابيع الماضية يهدد بالتحول إلى “صراع إقليمي له تأثير كارثي على الجميع”، وأن الحل الوحيد هو ” دبلوماسي”.
وبعد وقت قصير من حديثه، قالت اليونيفيل إن إطلاق نار مجهول في اليوم السابق أصاب أحد جنود حفظ السلام، وهو خامس مصاب في جنوب لبنان خلال يومين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عن عمليات توغل “محدودة” في الأراضي اللبنانية.
وقال تيننتي إن إسرائيل طلبت من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الانسحاب من مواقع “على مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات (ثلاثة أميال) من الخط الأزرق” الذي يفصل بين البلدين، لكن قوات حفظ السلام رفضت.
وكان من الممكن أن يشمل ذلك مواقعها الـ 29 في جنوب البلاد.
وقال لوكالة فرانس برس في مقابلة حصرية “لقد تم اتخاذ قرار بالإجماع بالبقاء لأنه من المهم أن يظل علم الأمم المتحدة يرفرف عاليا في هذه المنطقة وأن يكون قادرا على تقديم تقرير إلى مجلس الأمن”.
وكان مايكل هيغينز، الرئيس الأيرلندي الذي يشارك بقوات في المهمة، قد قال في وقت سابق إن إسرائيل “تطالب بانسحاب قوة اليونيفيل بأكملها العاملة بموجب تفويض الأمم المتحدة”، وهو ما وصفه بأنه “شائن”.
– “أضرار جسيمة” –
واليونيفيل، وهي قوة قوامها حوالي 9500 جندي من جنسيات مختلفة، مكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً في عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وقد تعزز دورها بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 في ذلك العام، والذي نص على ضرورة نشر الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقط في جنوب لبنان.
وفي قمة انعقدت يوم الجمعة، قال زعماء دول جنوب أوروبا إن “الهجمات” على قوات اليونيفيل تنتهك القرار 1701 ويجب أن تنتهي.
ولم تطلب إسرائيل من اليونيفيل إخلاء مقرها في بلدة الناقورة إلى الشمال.
لكن البعثة قالت إن قواتها تعرضت في الأيام الأخيرة لإطلاق نار “متكرر” في الناقورة وفي مواقع أخرى، مما أدى إلى إصابة خمسة من ذوي الخوذ الزرق وأثار إدانات دولية.
وقالت قوة اليونيفيل إن نيران الدبابات الإسرائيلية يوم الخميس تسببت في سقوط جنديين إندونيسيين من قوات حفظ السلام من برج مراقبة في الناقورة.
وفي اليوم التالي، قالت إن انفجارات بالقرب من برج مراقبة في الناقورة أدت إلى إصابة اثنين من أفراد الخوذ الزرق السريلانكيين، بينما قالت إسرائيل إنها ردت على “تهديد فوري” بالقرب من موقع لحفظ السلام التابع للأمم المتحدة.
وقالت اليونيفيل يوم السبت إن أحد جنود حفظ السلام في الناقورة “أصيب بإطلاق نار” مساء الجمعة.
وقال تيننتي إن عمل بعثة حفظ السلام أصبح “صعبا للغاية لأن هناك الكثير من الأضرار حتى داخل القواعد”.
وأضاف “الليلة الماضية، كان موقع قوات حفظ السلام الغانية في الخارج لكن الانفجار كان قويا لدرجة أنه دمر بعض الحاويات الموجودة بداخله بشكل سيء للغاية”.
وقال تينينتي إنه قبل تصاعد الحرب في أواخر سبتمبر/أيلول، تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بشكل منتظم عبر حدودهما، مما يعني أن الخوذ الزرق كانوا يقضون الكثير من الوقت في المخابئ.
“منذ أشهر عديدة، كانوا يعيشون في هذه الظروف.”
– “لا حل عسكري” –
وأدى التصعيد منذ 23 سبتمبر/أيلول إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان، ونزوح أكثر من مليون من منازلهم، بحسب السلطات اللبنانية.
وأضاف أنه رغم كل ذلك فإن “قناة الاتصال لا تزال مفتوحة مع الطرفين”.
وأضاف أن اليونيفيل تحدثت “بشكل منتظم مع الجانبين وحاولت وقف التصعيد – ولكن أيضًا لتحذيرهم من أن مهاجمة قوات حفظ السلام” تعد “انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي”.
وقال تيننتي إنه لا يوجد “حل عسكري” للصراع.
وأضاف أن “الوضع يحتاج إلى مناقشة على المستوى السياسي والدبلوماسي”.
“إن الخطر قاب قوسين أو أدنى مع عواقب كارثية على هذه المنطقة.”
وقال تيننتي إن الوضع الإنساني في جنوب لبنان يشكل “مصدر قلق رئيسي” آخر.
وأضاف “لقد كانت قدرتنا محدودة على الوصول إلى الأشخاص العالقين في جنوب لبنان”.
وأضاف أن اليونيفيل تمكنت من السماح لبعض قوافل المساعدات بالوصول إلى المناطق المعزولة، لكن هذه الحالات كانت “محدودة للغاية”.
